لماذا يزداد وزننا فجأة بعد الزواج؟

زيادة الوزن بعد الزواج يعتبر أحد الألغاز الغامضة التي تصيب أغلب الرجال والنساء حول العالم، والذي احتار الكثيرون في محاولة تفسيره.


فرغم أن العديد من الأزواج يكونون في منتهى الرشاقة قبل الزواج، إلا أن الأمر يتغير تماماً بعد الزواج، حيث تتراكم الدهون في أجساد الأزواج بشكل سريع، ويجدون أنهم قد اكتسبوا كيلوغرامات إضافية بطريقة غير مفهومة.

وقد حاولت العديد من الدراسات الطبية تفسير ظاهرة زيادة الوزن بعد الزواج، والتي تعد أمراً شائعاً حول العالم، حيث أرجحت عدة أسباب رئيسية لحدوث هذه المشكلة، ومن أبرزها:

العامل النفسي وتأثيره على الوزن بعد الزواج

يلعب العامل النفسي دوراً مهماً في تحديد ما إذا كان الرجل والمرأة سيكتسبان وزناً إضافياً بعد الزواج أم لا، فأغلب الزيجات تجلب الاستقرار النفسي لكل من الرجل والمرأة، إلا أن هذا لا يمنع أن تكون هناك بعض الأوقات العصيبة التي يمر بها الزوجان في علاقتهما، والتي يكون تأثيرها أكثر سوءًا بالنسبة لمن يعانون من مشاكل في عدم القدرة على التحكم في القلق والضغط النفسي.

ويوضح الأطباء أن الكثير من الأشخاص يعانون مما يُعرف باسم الشره العصبي، وهي حالة نفسية تجعل الإنسان يلجأ إلى الطعام كملاذ آمن عند شعوره بأي ضغط نفسي، أو كمحاولة منه لإفراغ غضبه وقلقه، وبالتالي يكون الطعام في هذه الحالة هي وسيلته لتجاوز هذا الشعور السلبي الذي يشعر به، فيتناول دون أن ينتبه كميات كبيرة كافية لإكسابه كيلوغرامات إضافية بسهولة.

وقد كشفت عدة دراسات طبية أن الرجال والنساء الذين يعانون من مشاكل في زيجاتهم، أو لا يشعرون بالراحة النفسية مع شركاء حياتهم، تزيد أوزانهم بشكل ملحوظ، وذلك مقارنة بأقرانهم الذين يعيشون حياة زوجية مستقرة.

الزواج وتأثيره على الوزن

تتفنن أغلب الزوجات بعد الزواج في إبهار أزواجهن بإعداد أشهى أنواع الأكلات، والتي تكون عادة دسمة وغير صحية، ورغم أن الأكل قد يجلب السعادة إلى المرء، إلا أنه قد يكون سبباً أيضاً في إكسابه عدة كيلوغرامات إضافية.

ولا يقتصر الأمر على إعداد الوجبات الشهية فقط لزيادة الوزن، بل إن العديد من الأزواج تزداد أوزانهم بعد الزواج بسبب تأثرهم بأنماط شركاء حياتهم وتفضيلاتهم الغذائية، مما يجعلهم أكثر ميلاً لزيادة الوزن.

لذا، ينصح الأطباء بالتوازن والاعتدال في تناول الأطعمة الدسمة بعد الزواج، وبأن يسعى الزوجان إلى جعل نظامهما الغذائي أكثر صحية، خاصة بعد الولادة، حيث أن الأطفال يتأثرون بشكل مباشر بالنمط الغذائي الخاص بالأب والأم.

الابتعاد عن الرياضة وتأثيره على الوزن بعد الزواج

لا شك أن الرياضة تلعب دوراً مهماً في المحافظة على صحة الإنسان، وتساعد في التخلص من الوزن الزائد، إلا أن بعد الزواج وإنجاب الأطفال، قد يجد الكثير من الرجال والنساء صعوبة شديدة في ممارستها بشكل منتظم، مما يساهم في سهولة اكتساب الوزن، خاصة مع قلة الحركة وعدم القيام بأي نشاط بدني لفترة طويلة.

وتقول تقارير طبية أن الابتعاد تماماً عن الرياضة، مع ممارسة عادات أخرى غير صحية، يؤدي إلى اكتساب السمنة وزيادة نسبة الدهون في الجسم، بالإضافة إلى تناقص الكتلة العضلية وقلة ليونة العضلات.

لذا ينصح الأطباء بإدخال أي نشاط بدني في الحياة اليومية بعد الزواج، حتى لا يعاني الرجال والنساء من مشاكل زيادة الأوزان، مثل الحرص على التنزه على الأقدام لمسافات معقولة، أو الصعود على السلم بدلاً من استخدام المصعد.

الاستقرار وتأثيره على الوزن بعد الزواج

على الرغم من المزايا التي يحققها الزواج على مستوى الاستقرار العاطفي والنفسي، إلا أنه قد يؤدي بشكل غير مباشر إلى حدوث زيادة في الوزن لدى الرجال والنساء على حد سواء.

ويفسر الخبراء هذا الأمر بأن أغلب الأزواج بعد زواجهما يشعرون بأنهم تخلصوا من الضغط النفسي الذي كان واقعاً عليهم قبل الزواج، فيما يتعلق بالحصول على إعجاب شريك الحياة، والذي أصبح الآن زوجها أو زوجته.

فمن أساسيات علاقة الزواج هو تقبل الطرف الآخر بكل مزاياه وعيوبه، ويتضمن هذا الصورة الجسدية، وبالتالي، فإن معظم الأزواج لا تؤرقهم مشكلة الحفاظ على أفضل شكل جسدي لنيل إعجاب الطرف الآخر، حيث أصبح هذا غير ضروري كما كان في السابق.

وبالطبع فإن هذا التفكير يؤدي إلى عدم الاهتمام بنوعية الأطعمة التي يتناولها الزوج أو الزوجة، وعدم ممارسة الرياضة أو أي نشاط بدني بشكل منتظم، فيتسبب الأمر في النهاية في زيادة الوزن.

الحمل والولادة وتأثيرهما على الوزن بعد الزواج

يزيد وزن أغلب النساء بعد الحمل والولادة، حيث يعد هذا أمراً طبيعياً، وإن كانت تتفاوت نسبة الزيادة في الوزن بين امرأة وأخرى، ولكن بطريقة غير مباشرة، فإن الحمل والولادة يؤثر كذلك على وزن الرجل، وقد يؤدي إلى اكتسابه عدة كيلوغرامات إضافية.

وربما يكون السبب الرئيسي في هذا هو عدم انتظام أو اضطراب النظام الغذائي المعتاد الذي يتناوله الزوجان خلال فترة الحمل والولادة، والذي يكون في أغلب الحالات مختلفاً عن السابق، ويشمل نوعيات أطعمة مختلفة، والتي تكون عادة بسبب ظروف حمل الزوجة التي تستدعي تناول أنواعاً معينة من الأكلات، أو لعدم قدرتها على إعداد الأطعمة الصحية بنفسها، فيكون الأمر في الحالتين هو تناول الزوجين أطعمة تؤدي إلى اكتساب الوزن.

وفي هذه الحالة، ينصح الخبراء الرجال بتقديم المساعدة إلى زوجاتهم خلال فترات الحمل والولادة، كأن يتعلموا الطبخ بأنفسهم، من أجل تحضير أكلات أكثر صحية، والابتعاد بقدر الإمكان عن الأطعمة الدسمة والوجيات السريعة التي يؤدي استهلاكها إلى زيادة الوزن.