فوائد الشمندر لصحتك.. خفض ضغط الدم المرتفع وتعزيز المناعة

الشمندر من الأطعمة الغنية بالنترات التي تُوسِّع الأوعية الدموية، وتُساعِد في خفض ضغط الدم، كما أنّه يُعزِّز الصحة عمومًا، لغناه بالمعادن والفيتامينات، مثل الحديد وفيتامين سي، وهو مليء بالألياف التي تساعد على الشعور بالشبع وخسارة الوزن، وتعزيز صحة القولون أيضًا، فإلى أي حد تصل فوائد الشمندر لصحتك؟ وهل له أضرار؟


القيمة الغذائية للشمندر

يتألّف الشمندر من الماء بنسبة 87%، والكربوهيدرات بنسبة 8%، والألياف بنسبة 2 - 3%، ويحتوي ½ كوب من الشمندر "85 غم" المسلوق المُقطّع على العناصر الغذائية التالية:

-  37 سعرًا حراريًا.

- البروتين: 1.4 غم.

- الكربوهيدرات: 8.5 غم.

- السكر: 7 غم.

- الألياف: 1.7 غم.

- الدهون: أقل من 1 غم.

- الكالسيوم: 14 مغم.

- الحديد: 0.7 مغم.

- حمض الفوليك: 68 ميكروغرام.

- المنغنيز: 0.3 مغم.

- البوتاسيوم: 259 مغم.

- المغنيسيوم: 20 مغم.

- فيتامين سي: 3 مغم.

كما يحتوي الشمندر أيضًا على كميات كبيرة من مضادات الأكسدة إلى جانب هذه العناصر الغذائية، ويتمتّع بمُركّبات نباتية أيضًا ذات خصائص مُضادة للالتهابات.

فوائد عصير الشمندر

تشمل فوائد الشمندر لصحة الجسم:

1. تعزيز الأداء الرياضي

أشارت العديد من الدراسات إلى أنّ النترات الموجودة في الشمندر قد تُعزِّز الأداء الرياضي؛ إذ تُحسِّن كفاءة الميتوكوندريا المسؤولة عن إنتاج الطاقة في خلايا الجسم.

وحسب إحدى المراجعات المنشورة في مجلة "Nutrients"، يُعزِّز عصير الشمندر القدرة على التحمُّل من خلال زيادة المدة التي تستغرقها حتى تشعر بالإرهاق، كما يساعد أيضًا في تعزيز أداء القلب والتنفس، وتحسين كفاءة الرياضيين عمومًا.

بل قد ثبت أيضًا أنّ عصير الشمندر يُحسِّن أداء راكبي الدراجات، ويزيد استهلاك الأكسجين بنسبةٍ تصل إلى 20%.

لكن متى تتناول عصير الشمندر قبل ممارسة التمارين الرياضية؟

ذكر موقع "Healthline" أنَّ النترات تبلغ ذروتها في الدم في غضون 2 - 3 ساعات من تناول الشمندر أو شُرب عصير الشمندر، لذلك يُفضّل تناوله قبل ساعتين من التدريب للحصول على فوائد الشمندر للرياضيين.

2. تخفيف الالتهابات

قد يُساعِد تناول الشمندر الجسم في تعامله مع الالتهابات واستجابته لها، فانتشار الالتهابات في أنحاء الجسم عامل يزيد خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، ومِنْ ثَمّ فتناول أطعمة غنية بالمُركّبات المضادة للالتهابات، قد يساعد في الحد من تلك المخاطر والأمراض المزمنة.

والشمندر يحتوي على أصباغ تُسمّى "بيتالين"، التي تساعد في تقليل الالتهابات؛ إذ وجدت إحدى الدراسات أنّه عندما استهلك المشاركون 250 ملليلتر من عصير الشمندر يوميًا لمدة أسبوعين، انخفضت مؤشرات الالتهاب لديهم.

وقد ثبت في دراسةٍ أخرى أنَّ عصير الشمندر ومستخلصه يُقلِّلان التهاب الكلى في الفئران المحقونة بمواد كيميائية سامة، لكن لا تزال هناك حاجة إلى مزيدٍ من الدراسات والأبحاث لمعرفة الكمية المناسبة من الشمندر كجزء من نظام غذائي صحي مُضاد للالتهابات.

3. تعزيز صحة الدماغ

النترات التي يزخر بها الشمندر من المُركّبات التي تُعزِّز صحة الدماغ، خاصةً مع تراجُع العديد من الوظائف العقلية مع تقدُّم العمر. فالنترات تُوسِّع الأوعية الدموية بما يساعد على خفض ضغط الدم، وتعزيز الدورة الدموية، وزيادة وصول الأكسجين إلى الدماغ.

وأشارت دراسة منشورة في مجلة علم الشيخوخة "Journals of Gerontology" إلى أنّ عصير الشمندر يُساعِد في زيادة تدفُّق الدم إلى الفص الأمامي، وهو الجزء المسؤول عن الذاكرة العاملة واتخاذ القرار.

فوائد الشمندر للرجال

يُعدّ الشمندر من الأطعمة الغنية بالنترات، التي تتحوّل داخل الجسم إلى أكسيد النيتريك؛ المُوسِّع للأوعية الدموية، ومِنْ ثَمّ فهو مُفيد للرجال في:

- تقليل ضغط الدم المرتفع، والحفاظ على صحة القلب.

- زيادة الحصول على مضادات الأكسدة، بما يساعد في الحفاظ على خلايا الجسم، والوقاية من الأمراض المزمنة.

- تخفيف الالتهابات، فالشمندر غني بالمُركّبات المضادة للالتهابات.

- تعزيز الإدراك والصحة العقلية والوقاية من مرض ألزهايمر، خاصةً أنّ الشمندر يزيد تدفُّق الدم إلى الدماغ.

- تعزيز الأداء الرياضي.

- المساعدة في علاج ضعف الانتصاب، إذ يحتوي الشمندر على النترات، التي تتحوّل إلى أكسيد النيتريك، المُوسِّع للأوعية الدموية، بما يساعد في الحفاظ على الانتصاب.

فوائد الشمندر للقولون

الشمندر غني بالألياف التي تُعزِّز صحة القولون والجهاز الهضمي عمومًا، إذ يحتوي كوب واحد من الشمندر على 3.4 غم من الألياف.

والألياف لا تُهضَم بل تصل إلى القولون على حالتها، إذ تتغذّى عليها البكتيريا النافعة في الأمعاء، وتزيد حجم البراز بما يُسهِّل طرده وتحفيز القولون، والوقاية من الإمساك والتهاب الأمعاء، وغيرها من اضطرابات القولون.

بل قد ارتبطت الألياف- الموجودة في الشمندر بكمية وفيرة- بالوقاية من الكثير من الأمراض المزمنة، بما في ذلك سرطان القولون، ومرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب.

كذلك من فوائد الشمندر على الريق تعزيز الهضم، خاصةً أنّه غني بالألياف وحمض الفوليك، وفيتامين سي لتعزيز وظائف الهضم الصحية.

فوائد الشمندر للضغط

كشفت بعض الدراسات عن أنّ عصير الشمندر يُساعِد بدرجةٍ كبيرةٍ في خفض ضغط الدم الانقباضي والانبساطي، وقد كان التأثير أكبر على ضغط الدم الانقباضي "الضغط الناشئ عن انقباض القلب"، كما كان للشمندر النييء تأثيرًا أقوى من المطبوخ، حسب موقع "healthline".

ويرجع تأثير الشمندر في تقليل ضغط الدم المرتفع لغناه بالنترات على الأرجح، إذ تتحوّل داخل الجسم إلى أكسيد النيتريك، الذي يُوسِّع الأوعية الدموية، بما يُؤدِّي إلى خفض ضغط الدم، الذي يُعدّ من أهم فوائد الشمندر للدم.

كذلك فإنّ الشمندر مصدر غني بحمض الفوليك، وقد أشارت العديد من الدراسات إلى أنّ زيادة تناول حمض الفوليك، قد يخفض ضغط الدم بشكلٍ كبير، رغم اختلاف نتائج الأبحاث عمومًا في ذلك الشأن.

أيضًا يجب التنويه على أنّ تأثير الشمندر على ضغط الدم مؤقت فقط، ولذلك قد تحتاج إلى تناوله بانتظام لفترة طويلة حتى تُحافِظ على ضغط الدم وصحة القلب، وذلك بمشورة الطبيب، والشمندر ليس بديلاً عن العلاج الموصوف لضغط الدم المرتفع.

فوائد الشمندر للسكري

الشمندر غني بالمواد الكيميائية النباتية، التي قد تساعد على تقليل مستويات الغلوكوز والأنسولين.

وقد بحثت دراسةٌ أُجريت عام 2014 آثار عصير الشمندر على مستويات الغلوكوز في الدم بعد الأكل، ووجدت أنّ شُرب 225 ملليلتر من عصير الشمندر أو أقل من ½ كوب، أدّى إلى انخفاض كبير في مستويات الغلوكوز "السكر" بعد الأكل.

لكن هذه الدراسة أُجريت على مُشاركِين لم يكونوا مُصابِين بداء السكري، لذلك فهناك حاجة إلى مزيدٍ من الدراسات، خاصةً للمُصابِين بمرض السكري وتأثير الشمندر عليهم.

من ناحيةٍ أخرى، فإنَّ هناك بعض الأدلة على أنّ النترات الموجودة بتركيزٍ عالٍ في الشمندر، قد تُساعِد في تقليل مقاومة الأنسولين.

وحسب دراسةٍ صغيرةٍ أُجريت عام 2017 في مجلة التغذية والأيض "Journal of Nutrition and Metabolism"، كانت مقاومة الأنسولين أقل لدى المُشاركين المُصابِين بالسمنة مِمّن تناولوا مزيجًا من عصير الشمندر والكربوهيدرات، مقارنةً بغيرهم مِمّن لا يُعانُون السمنة.

وهذا يدل على أنّ المُصابِين بالسمنة قد يستفيدون من تناول الشمندر في تقليل مقاومة الأنسولين.

ومع ذلك وجدت دراسةٌ صغيرةٌ عام 2013 نتائج مختلفة، إذ لم تتراجع مقاومة الأنسولين لدى 27 فردًا مُصابون بداء السكري من النوع الثاني وقد شربوا عصير الشمندر يوميًا.

وهذه الدراسات عمومًا شملت عددًا صغيرًا من المشاركين، لذلك فهناك حاجة إلى مزيدٍ من البحث، لكن من المحتمل أن يتسبَّب عصير الشمندر في تقليل مقاومة الأنسولين، ما قد يفيد مرضى السكري أو من هم على وشك الإصابة به.

فوائد الشمندر لمرضى الأنيميا

الشمندر من الأطعمة الغنية بالحديد، وهو عنصر أساسي لكرات الدم الحمراء، فبدونه لن تتمكّن تلك الخلايا من حمل الأكسجين لمختلف خلايا الجسم، كما أنّ نقص الحديد قد يُسبِّب فقر الدم "الأنيميا".

لذلك ينبغي للمُصابِين بفقر الدم زيادة تناول الشمندر، للمساعدة على تجديد خلايا الدم وتعويض نقص الحديد، ومِْن ثَمّ توفير كمية كافية من الأكسجين للجسم كله.

جديرٌ بالذكر أيضًا أنّ الشمندر غني بالنحاس، ما قد يساعد في تعزيز إنتاج الجسم للحديد، ومِنْ ثَمّ علاج فقر الدم أيضًا.

فوائد الشمندر للتخسيس

قد يساعد الشمندر في التخسيس، فهو قليل السعرات الحرارية والدهون، وقد ارتبط تناول الأطعمة منخفضة السعرات الحرارية بخسارة الوزن.

لكن الشمندر ليس منخفض السعرات الحرارية فحسب، بل يحتوي على كمية مناسبة من البروتين والألياف، وهما من العناصر المُساعِدة على خسارة الوزن أيضًا والحفاظ عليه.

فوائد الشمندر لتعزيز المناعة

تعزيز المناعة من فوائد تناول الشمندر أو الفواكه والخضروات المُلوّنة عمومًا، فالشمندر مليء بمضادات الأكسدة التي تساعد في حماية خلايا الجسم، كما أنّه غني بالمركبات المُضادة للالتهابات، بل تُوجَد بعض الأدلة على أنّ بعض المُركّبات الموجودة في الشمندر لها خصائص مضادة للسرطان.

هل للشمندر أضرار؟

الشمندر آمن لتناوله عمومًا باستثناء المُصابِين أو المُعرّضين لحصى الكلى، وقد يُؤدِّي تناوله إلى تحول لون البول إلى لونٍ ورديٍ أو أحمر، وهو أمر غير ضار.

كذلك الشمندر قد يُسبِّب بعض الاضطرابات الهضمية لدى الأفراد الحسّاسين، مثل أولئك الذين يُعانُون متلازمة القولون العصبي.