انطلاق أسبوع ميلانو للأزياء لعام 2010 وسط موجة غضب من آنا وينتور
المشرفون على أسبوع ميلانو للموضة غاضبون، والسبب قرار آنا وينتور، رئيسة تحرير مجلة «فوج» الأميركية، حضور ثلاثة أيام من الأسبوع فقط للتوجه إلى باريس ثم إلى لوس أنجليس لحضور حفل توزيع جوائز الأوسكار.
قرارها كان ضربة كبيرة للأسبوع، لأنه جعل معظم المصممين الكبار يتسابقون لتغيير جداول عروضهم في آخر لحظة، حتى يتزامن مع الأيام الثلاثة التي ستكون فيها حاضرة. وهكذا بدأ أسبوع ميلانو يوم الأربعاء قلقا ومتأرجحا بين المصممين الكبار والصغار، الذي كانوا يحلمون بأن تنتبه لهم عرابة الموضة، ويطرق الحظ بابهم ليلحقوا بالعالمية، علما بأن حضورها يعني إقبالا كبيرا للمشترين.
ما إن انتهى أسبوع لندن للموضة أول من أمس، حتى شد مئات الصحافيين والمصورين والمشترين الرحال إلى عاصمة الموضة الإيطالية لمتابعة أسبوعها، الذي كان حتى عهد قريب أكبر منافس لأسبوع لندن. فقد كان يتمتع بالدعم المادي من جهة، وبمشاركة أسماء كبيرة تستقطب وسائل الإعلام العالمية كما المشترين، من أمثال جورجيو أرماني، وبرادا وفيرساتشي وجوتشي ودولتشي آند جابانا وغيرهم، لكن المفاجأة، أن هذا الأسبوع لن يكون غنيا كما كان عليه في السابق.
ولا حاجة للقول إن موجة الغضب وصلت إلى وسائل الإعلام نفسها، لما سيسببه تكثيف البرنامج في أيام معدودات من تعب، ولرجال الأعمال الإيطاليين، الذين أعربوا عن مخاوفهم من تأثير تقليص عروض الأسبوع إلى أربعة أيام فقط، في قوة صناعة الموضة بالبلاد، مقارنة بغيرهم من العواصم. فباريس، مثلا، سيمتد أسبوعها لما يزيد على تسعة أيام.
ومن جهتها، قالت لتيسيا موراتي، عمدة ميلانو، في تصريح لإحدى الصحف الإيطالية: «لا يجب أن يسمح لأحد على الإطلاق حتى وإن كان يدعي آنا وينتور بأن يؤثر على أجندة أسبوع الموضة هنا. ولهذا السبب يجب أن نتحد جميعا».
ومن جهة أخرى، نشرت صحيفة «كوريير ديلا سيرا» الإيطالية تقريرا حول مساوئ تعديل أجندة أسبوع الموضة تحت عنوان: «وينتور تمسك بقطاع الموضة الإيطالي في قبضتها»، لكن لم يتجرأ أي من المصممين على أن يتحدى المرأة الثلجية، كما يحلو للبعض أن يطلق على آنا وينتور، لأنهم يعرفون قوتها في أن تصنع نجوما أو تتسبب في عدم نجاح آخرين.
جدير بالذكر، أنه يعتقد أن وينتور الشهيرة بقسوتها، هي الشخصية التي كانت تحاكيها ميريل ستريب في فيلم: «الشيطان يرتدي برادا»، كما ظهرت في الفيلم الوثائقي «عدد سبتمبر» كامرأة حديدية لا تقبل الجدال، وكلمتها أمر، ليس بالنسبة للعاملين معها فحسب بل أيضا بالنسبة للمصممين، مهما كبروا.
وكانت التقارير التي نشرتها وسائل الإعلام قد ذكرت أن وينتور لن تبقى سوى ثلاثة أيام فقط في إيطاليا لأن وقتها لا يسمح بالمزيد، على أساس أنها ستحضر أسبوع الموضة في باريس، ثم تتنقل بعدها مباشرة إلى لوس أنجليس لحضور حفل الأوسكار. على كل هذه الضجة، ردت وينتور ببرودة أعصابها المعهودة لمجلة «ومينز وير دايلي»: «أتطلع كالعادة للذهاب إلى إيطاليا».
وهذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها أسبوع الموضة بميلانو صعوبات نظرا للمشاحنات المتعلقة بجدول الفعاليات. ففي سبتمبر (أيلول)، حدث تغيير في اللحظة الأخيرة لبرنامجه نظرا لعطلة يوم الغفران اليهودي، وهو ما أربك منظمي الأسبوع بدرجة كبيرة. لكن هذه المرة، فإن البعض يستغرب أن تستطيع امرأة واحدة أن تثير كل هذه البلبلة في صفوف المصممين.
وهذا ما جعل ماريو بوسيللي رئيس غرفة الموضة الوطنية الإيطالية، يقول نقلا عن وكالة «رويترز»: «إن مصممينا هم أفضل المصممين في العالم ولكن يبدو للأسف أنهم غير مدركين لقوتهم، حيث يستسلمون لضغوط الصحافة الأجنبية».
كما وعد بوسيللي بتقديم أجندة جديدة في سبتمبر، تشتمل على خمسة أيام من العروض على الأقل.
ويشارك حاليا في أسبوع الموضة في ميلانو مصممون شباب وكبار على حد سواء، وسيشتمل على 80 عرضا يستهل بعدها «برادا» و«دي أند جي» العروض المخصصة للمصممين الكبار، التي سوف تمتد حتى يوم الأحد.
واستمرارا لتوجه عرض فعاليات عروض الموضة على شبكة الإنترنت، سيتم بث بعض تلك العروض على الهواء مباشرة؛ وذلك حتى يتمكن المصممون من استقطاب جمهور أكبر من المشاهدين على شبكة الإنترنت. بعض المصممين، وعلى رأسهم الثنائي دومنيكو دولشي، وستيفانو غابانا، ذهبوا إلى أبعد من ذلك ببث عروض الأزياء الخاصة بهم على أجهزة الآي فون والهواتف الذكية.
وكانت سوق المنتجات المترفة، بما فيها الموضة، قد عرفت تراجعا في العام الماضي، وفقا لغرفة الموضة، التي أكدت انخفاض عائدات تلك الصناعة بنسبة 15% لتصل إلى 56.5 مليار يورو (76.76 مليار دولار أميركي) خلال العام الماضي، لكنّ هناك تفاؤلا كبيرا وتوقعات بنمو يقدر بنسبة 6.5% خلال العام الجاري.