كيف تحافظين على صداقة تدوم طوال العمر؟

الحفاظ على الصداقه
الحفاظ على الصداقه

عندما نتحدث عن الصحة النفسية والجسدية نجد أن الصداقة هي أفضل علاج، وقد أوضحت دراسة استرالية أن الروابط الاجتماعية القوية تطيل حياة الرجال والنساء الكبار خاصة، مع وجود الأصدقاء الجيدين الذين هم أقرب حتى من أفراد الأسرة المقربين.


وكما قالت إحدى الخبيرات أن الأصدقاء هم الأسرة التي نختارها لأنفسنا، لذا فإن الصداقة الجيدة حقا هي شيء يستحق منا الحفاظ عليها وحمايتها، ومع ذلك فإن الصداقة مثلها مثل أقرب العلاقات الإنسانية يمكن أن يصيبها الضعف والتفكك في بعض اللحظات.
وكلما اقتربت من إنسان معين كلما قوت مشاعركما وعلاقتكما معا، ورغم ذلك أحيانا يدخل بين الأصدقاء بعض مشاعر الإحباط والحكم على بعضهم البعض والتنافسية، وهذا قد يؤذي العلاقة.
لذا علينا جميعا تجنب خسارة صديق أو صديقة مخلصة نهتم بها وتهتم بنا، لكن كيف يمكننا ذلك؟
للحفاظ على الصداقة الحقيقية لتدوم معنا طوال الحياة علينا اتباع النصائح التالية:
1- الصراحة والصدق دائما
دائما تنهار أي صداقة قائمة على أساسات زائفة غير حقيقية أو سطحية، ولتحقيق صداقة قوية دائمة يجب أن يكون الصديقان صادقين معا، فالقدرة على تقديم وأخذ معلومات من إنسان تثق فيه هو هدية يمكن أن تدوم بسهولة.
لذا على الصديقين أن يتركا الأنا جانبا ويكون لديهما استعداد للتعرف على بعضهما بصراحة وطرح الأسئلة التي تدور في رأسيهما.
ولابد أن يوجه الأصدقاء بعضهما للطريق الصحيح والتوقف عندما يحدث خطأ لمراجعة الأمور بطريقة صريحة ومباشرة بدون مجاملات زائفة، ومع ذلك لا يجب أن يكون بين الأصدقاء سخرية أو غضب شديد إنما تحفيز ونقد بناء.
إصلاح الأخطاء بين الأصدقاء ضرورة
الصداقة تجعل الأصدقاء يعلمون عن بعضهم كل شيء، ونقاط القوة والضعف.. وكما يعلم الصديق كيف يمكنه إسعاد صديقه، يعلم أيضا كيف يشعره بالحزن.. فكل واحد منهم مثل كتاب مفتوح أمام الآخر، لهذا في أوقات الغضب والتوتر قد يصدر من الصديق بعض التصرفات أو الكلمات التي تجرح صديقه أكثر من أي شيء آخر؛ لأن الإساءة تكون قاسية جدا عندما تصدر من شخص قريب لك.
ورغم أننا لسنا كاملين ونرتكب أحيانا أخطاء في حق من نحبهم، إلا أن علينا الإسراع بإصلاح ما كسرنا وترك الكبرياء والغرور جانبًا، وحتى لو كنا صادقين مع بعض فلا يجب أن يكون الصدق قسوة إنما يجب أن نتعامل مع الأمور بشكل متوازن.
وعندما يخطيء الشخص في حق صديقه عليه أن يسرع بالاعتذار والتأكد من أن صديقك يفهم أن نيتك خير، وأنك فعلت ما فعلت لنصحه وليس لعقابه أو إيلامه.
توفير وقت لكما وإظهار التقدير والامتنان
قد تجعلنا الألفة والراحة التي نشعر بها مع شخص معين أحيانا نتخطى الحد وننسى إظهار تقديرنا وامتناننا لما يقدمه هذا الشخص لنا، ويحدث هذا مع الزوج والأطفال أو الأسرة والأصدقاء أيضا، لذا علينا توفير وقت للتواصل الحقيقي مع أصدقائنا حتى تزدهر الصداقة، ولا يجب أن نترك ما يفعله الصديق لنا كروتين مسلم به.
وفي هذا يجب أن نعبر عن ما نشعر به من تقدير تجاه أصدقائنا والاهتمام بهم فالكرم هو مفتاح السعادة.
ويجب القيام بأعمال تظهر الحب والاهتمام نحو الأصدقاء؛ مثل الاهتمام باهتماماتهم وما يفضلون.
يجب تغيير توقعاتك وعدم وضع افتراضات
عادة في أي علاقة يميل الكثير منا إلى وضع بعض التوقعات التي ينتظرها من الطرف الآخر، والتي تصيبنا بالإحباط في نهاية المطاف لأنها قد تكون غير واقعية، لذا لا يجب أن نتسرع في وضع توقعات وعلينا تقبل أن الصديق إنسان وقد يرتكب الأخطاء.
وربما تكون من النوع الذي يعبر عن الصداقة بطريقة معينة من خلال إظهار الحب وتقديم الخدمات والهدايا لصديقك، لكن ليس من الضروري توقع نفس الشيء من صديقك، فلا يجب الافتراض بأن الأصدقاء يجب أن يفكروا أو يعبروا عن مشاعرهم بنفس الطريقة.
يجب اختيار الرحمة والتعاطف على السخرية
بين الأصدقاء لابد أن يهتم الشخص بعمل ما هو صحيح ومناسب وليس أن يظهر نفسه على حق، فمع التعرف على إنسان ومصادقته نعرف مميزاته وعيوبه، ورغم سهولة توجيه كلمات السخرية والنقد لهذا الصديق، لكن من الأفضل إظهار التعاطف معه لأن التعاطف يبرز الرحمة، والسخرية تبرز القسوة.
وأخيرا يجب أن ندرك قيمة الصداقة فهي كنز لابد من الحفاظ عليه بمجرد ظهوره في حياتنا فقد يكون صديقك أقرب إليك من الأخ أو الزوج أو حتى الوالدين؛ لأنك تخبره بما لا تستطيع أن تخبر به أحدًا، وتلجأ إليه في أوقات الصعوبات والحزن وحتى الفرح، خاصة عندما يكون الأهل بعاد عنك أو لو كنت إنسانًا وحيدًا.