المشكلات الشائعة التي تنشأ بين الزوجين بعد إنجاب طفل وكيفية مواجهتها

المشكلات الشائعة التي تنشأ بين الزوجين
المشكلات الشائعة التي تنشأ بين الزوجين

بعد الزواج يتمنى الزوجان أن يرزقهما الله بطفل يقوي الرابطة بينهما ويدخل على حياتهما دفئًا أسريًا، وحميمية وعاطفة الأبوة والأمومة في علاقتهما، ورغم كل هذه المميزات الجميلة لإنجاب الطفل، فهناك على الجانب الآخر بعض المشكلات الشائعة التي تنشأء بمجرد أن يصل الضيف الجديد للبيت سوف تتعرفين عليها.


فيما يلي وعلى كيفية حلها والتغلب عليها:
لماذا تتغير العلاقة بين الزوج والزوجة بعد إنجاب الطفل؟
تختلف ردة فعل الأب والأم نحو إنجاب طفل جديد، وكيفية تعايش كل واحد منهما مع هذا الحدث، وتشمل هذه التغيرات ما يلي:
- تغيرات في أسلوب الحياة: 
قبل إنجاب الطفل تتمحور الحياة الزوجية حول التفوق المهني والعلاقات الاجتماعية والاسترخاء خلال العطلات والتسوق المعتاد، لكن بعد إنجاب الطفل تتغير الأولويات تماما وتتجه نحو كيفية إطعام الطفل وتهدئته والتبادل بين الزوج والزوجة في رعايته.
وقت أقل معا: 
بما أن الطفل يأخذ معظم وقت الأب والأم، يشكو الزوجان عادة من عدم توفر الوقت الكافي لبعضهما البعض للتحدث، وفقدان الخروج المتكرر كما كان في السابق، وفقدان المواعدة.. أو يشعر الزوج عادة بأن اهتمام الزوجة به أصبح أقل، كما أن استعادة الحميمية الجسدية والجنسية بينهما تستغرق وقتًا طويلًا لتستعيد مكانتها بعد الولادة.
زيادة المسؤوليات المالية: 
بوجود شريك جديد في منزل الزوجية وهو الطفل، يضطر الزوج والزوجة إلى تقليص متطلباتهما الشخصية لتوفير المال اللازم لتلبية احتياجات الطفل الباهظة، مما يضع عبئًا كبيرًا على الأب والأم.
وهناك مشكلات في العلاقة الزوجية نفسها بعد إنجاب الطفل ومنها:
1- صعوبات في العلاقة بين الزوجين بسبب المشكلات النفسية التي يسببها الطفل للأم
تعاني بعض الأمهات من حالات نفسية سيئة واكتئاب خلال فترة ما بعد الولادة نتيجة للتغيرات العاطفية والجسدية التي تسبب لها الاكتئاب، كما يمكن أن يصاب الآباء الجدد بعلامات الاكتئاب والقلق أيضا.
فهناك تغيرات في الدور العائلي للوالدين مع المولود الجديد وأعباء مالية وعزلة اجتماعية بسبب وجود الطفل وكذلك التأثير على العلاقة بين الزوجين.
2- الاختلاف بين طريقة الأبوة والأمومة
قد يكون للزوجين وجهات نظر مختلفة وآراء متناقضة في تربية الطفل في أشياء؛ مثل طعام الطفل أو حتى مواعيد نومه، وغالبا يقوم طرف واحد منهما بالقيام بهذا الدور ويتجاهل اقتراحات الطرف الآخر، وهذا قد يسبب فقدان الطرف الآخر لثقته بنفسه، وتقود هذه المشكلات إلى الصراعات الزوجية.
3- مشكلات التواصل
قبل إنجاب الطفل هناك الكثير من الوقت بين الزوجين للتحاور ومناقشة الكثير من الأمور، وحتى الرسائل الرومانسية التي يرسلها كل طرف للآخر يوميا والاطمئنان على بعضهما البعض، لكن مع وجود الطفل تنهار كل هذه العادات؛ لأن تركيز الأمر يتوجه غالبا للاهتمام بالطفل، كما أن حرمانها من النوم والإرهاق الذي تواجهه بسبب رعايتها لطفلها يحتل كل الوقت الذي يرغب الزوجان في قضائه معا.
4- يقل الوقت الخاص للزوجين أو يختفي تماما
بعد إنجاب الطفل يقل تماما الوقت الذي كان الزوجان يقضيانه معا، فلم يعد هناك مشاهدة فيلمهما الخاص أو الخروج في رحلات أو المواعيد الليلية أو الذهاب لمطعمهما المفضل؛ لأن الطفل والحرمان من النوم والتعب يأخذ كل هذا فله الأولوية.
5- تقسيم الأعمال والمسئوليات المنزلية
بما أن الطفل له الكثير والكثير من المتطلبات التي لا يمكن تحديد موعد لها خاصة في الأيام والشهور الأولى لإنجابه، فلابد من تقسيم الأعمال المنزلية مثل الغسيل والطهي والتنظيف، لأنها كما هي قبل وبعد إنجاب الطفل ولا يمكن إلغاؤها، لكن الفرق الوحيد هو فقدان الوالدين الطاقة والوقت الكافي لتأديتها، وقد يسبب تقسيم الأعمال المنزلية بين الزوج والزوجة إلى نشوب الخلاف بينهما، وقد يكون السبب أن أحد الزوجين ليس مستعدًا للتعاون، وغالبا يكون الزوج هو الطرف المتضرر لأنه اعتاد العودة من عمله ليجد كل شيء جاهز ولا يساعد في أي شيء.
6- تدخل العائلة
بعد إنجاب الطفل يسعد الجد والجدة للأب أو الأم كثيرا ويبدأ كل واحد في طرح آرائه واقتراحاته بشأن تربية الطفل، والمشكلة أن تلك الآراء قد تكون غير مقبولة من قبل أحد الزوجين أو كليهما، ومن هنا تنشأ المشكلات.
7- استعادة العلاقة الجنسية بين الزوجين
قد تسبب التغيرات الجسمانية والعاطفية التي تمر بها الأم بعد الولادة صعوبة في استعادة علاقتها الجنسية مع زوجها؛ لأن جسم الأم يكون في مرحلة تعافي من الولادة، وهذا يجعل الزوجة غير مستعدة لإقامة علاقة جنسية، وكذلك الرضاعة الطبيعية يمكن أن تسبب جفاف المهبل لديها، وتقلل الرغبة في إقامة علاقة جنسية مع الزوج.
8- الصعوبات المالية
مع وصول طفل تزداد الأعباء المالية بشكل كبير، وبالتالي يبدأ الزوجان في الكثير من المناقشات والاقتراحات التي قد تنشأ منها بعض المشكلات.
والآن بعد أن تعرفت على المشكلات الشائعة التي تنشأ بين الزوجين بعد إنجاب طفل سوف تتعرفين على كيفية إصلاحها 
بعد إنجاب الطفل وظهور المشكلات بين الزوج والزوجة عادة يعدا نفسيهما لطلب المساعدة للتغلب على هذه التغيرات التي طرأت على العلاقة بينهما، ويميل البعض لاستشارة متخصص في العلاقات الزوجية والبعض الآخر لا.
وهنا بعض النصائح المفيدة في حل تلك المشكلات:
1- طلب المساعدة عند الضرورة: 
لو ظهرت أعراض اكتئاب ما بعد الولادة وحالة من القلق والتوتر، فلابد من الاستعانة بمختص حتى لا تتدهور الحالة.
2- التوصل لحل وسط أو أرض مشتركة: 
فالزوجان شخصان مختلفان وطبيعي أن تختلف وجهات النظر بينهما حول تربية الطفل، لذا لابد من التوصل إلى رأي مشترك بينهما وتقبل الاختلاف واحترام الآخر، والإيمان بأن اختلاف الطرف الآخر لا يعني أنه على خطأ.
3- إجراء حوار مفتوح وصريح بينهما: 
لأن الصراحة في كل شيء يمكن أن تساعد في حل المشكلات مع تجنب توجيه النقد اللاذع واللوم لأن كل طرف يقع على عاتقه عبء كبير بعد إنجاب الطفل.
4- محاولة توفير وقت مميز يجمع الزوج بالزوجة: 
ورغم صعوبة هذا الأمر بعد إنجاب الطفل وكل متطلباته الكثيرة، لكن على الزوج والزوجة بذل كل الجهد لتوفير ولو وقت قصير لنفسيهما يفعلان فيه ما يحبان.
5- محاولة إيجاد وقت لك أو له: 
فكل واحد بحاجة إلى بعض الخصوصية والوقت لمقابلة الأصدقاء أو الاسترخاء بمفرده، فلو كان بالإمكان حاولا توفير هذا.
6- تقسيم المهام المنزلية: 
ويكون ذلك بجلوس الزوجين ومناقشة الأمر بهدوء وتقسيم المهام فيما بينهما، ويفضل أن تكتب قائمة بمهام كل واحد منعا للمشكلات.
7- تقبل نصائح الآخرين بصدر رحب: 
حتى ولو كانت غير مقبولة المهم أن تتعاملا مع آراء الأهل والأصدقاء حول تربية الطفل باحترام، والرد عليها بأدب وفي النهاية يستطيع الأب والأم تنفيذ ما يفضلانه هما.
8- بالنسبة للعلاقة الجنسية: 
يجب أن يستمع كل شخص لجسده وبقضاء بعض اللحظات الحميمية بين الزوج والزوجة يمكنهما استعادة حياتهما الجنسية كما كانت، وحتى لو كانت الزوجة غير مستعدة جنسيا يمكنها استبدال العلاقة الجنسية ببعض العناق والتدليل والتلامس بينها وبين الزوج.
وأخيرا مهما كانت المشكلات التي تنشأ بعد إنجاب الطفل، على الزوجين الاعتراف بأنه نعمة كبيرة جدا وهبها الله لهما وعليهما تعلم التضحية من أجل الآخر والتعاون معا لإنجاح الحياة الأسرية بكل جوانبها.