ما الأسباب وراء عدوانية طفلك؟ وكيف تتعاملين معه؟

هل يقع طفلك دائماً في مشاكل بسبب الشجار؟ ورغم أنك حاولت التحدث معه، لكن السلوك العدواني للأطفال لم يتوقف، فهو لا يزال يتشاجر مع أشقائه في المنزل إلى حد الإصابة، ويتشاجر مع الأطفال في الحافلة ويدخل في معارك بالأيدي في المدرسة. حول سلوك الأطفال والمراهقين العدواني، يشرح الاختصاصيون سبب انخراط الأطفال في الشجار في المقام الأول، ويخبرونك بالأنواع الثلاثة الأساسية من الشجار التي تحتاجين إلى معالجتها كأم.


3 أسباب لتصرف الطفل بعدوانية

يميل بعض الأطفال إلى الانخراط في معارك بالأيدي ودفع الآخرين أكثر من غيرهم، للأسباب الآتية:

- يواجه العديد من الأطفال صعوبات في حل المشكلات الاجتماعية، وقد يؤدي هذا غالباً إلى سلوك عدواني، يمكن أن تكون المشكلة الاجتماعية أي شيء من تعلم كيفية الحصول على الطعام عندما تشعر بالجوع، إلى مشاركة الألعاب، إلى الاستجابة بشكل مناسب عندما يقول شخص بالغ "لا".

- معظمهم لم يتعلم كيفية التعامل مع هذه المشكلات خلال فترة نموه، ربما بسبب إعاقة التعلم أو بعض العوامل الخفية الأخرى، في كل الأحوال هم لا يطورون مهارات حل المشكلات عند الأطفال التي يحتاجون إليها للعمل بمستواهم، هؤلاء هم الأطفال الذين يلجأون غالباً إلى العنف والعدوان، يستخدمون الإساءة اللفظية والقتال بدلاً من مهارات التأقلم التي كان يجب أن يتعلموها على طول الطريق.

- هناك أخطاء من الأبوين، في تنمية مهارات التأقلم لدى أطفالنا من دون قصد، فيتعلمون إيجاد الأعذار وإلقاء اللوم على الآخرين، فعندما يقول أحد الوالدين لطفله: "لماذا ضربت أخاك الصغير؟"، فإن الأخ المعتدي مطالب بإيجاد عذر فقط، وإذا لم يفعل ذلك، فسوف يقدمون هم عذراً على الفور ويقولون: "ربما كنت غاضباً"، فبحثهم عن عذر للطفل العدواني خطأ كبير، فهم بهذا يكرسون تعليمه ما كان يحاول تحقيقه، لذا فإن السؤال الأفضل له هو "ماذا كنت تحاول تحقيقه عندما ضربت أخاك؟" لأنهم بهذا يصلون إلى حقائق هذا التصرف.

كيف عليك التصرف؟

 لا تسألي طفلك "لماذا"، اسأليه "ماذا كنت تحاول تحقيقه والوصول إليه؟"، حيث لا يؤدي سؤال "لماذا" إلى تغيير في السلوك، لكن سؤال "ماذا كنت تحاول تحقيقه والوصول إليه" يؤدي إلى هذا التغيير، لأنه عندما يخبرك ابنك بما كان يحاول تحقيقه، فهناك نافذة حيث يمكنك إخباره بكيفية القيام بذلك بشكل مختلف في المرة القادمة، إذا لم نكن حذرين، فبحلول الوقت الذي يبلغ فيه الأطفال خمس أو ست سنوات، نكون قد علمناهم كيفية إيجاد الأعذار وتبرير السلوك غير المناسب، تعلمي إخبار ابنك كيف يمكنه التصرف، بطريقة مختلفة في المرة القادمة لتحقيق ما يريده من دون ضرب أخيه الأصغر أو الوقوع في مشاكل، وغالباً ما لا يستطيع الأطفال الأصغر سناً معالجة هذا الأمر بعد، لذا عليك أن تقدمي لطفلك الأصغر بعض الاقتراحات مثل: "يمكنك الذهاب إلى غرفتك؛ يمكنك الابتعاد؛ يمكنك المجيء وإخباري أنك بحاجة إلى بعض الوقت بمفردك".

وهناك بعض المتخصصين الذين يعتقدون أن السؤال "لماذا" مهم، فهم يعتقدون أنه إذا عرف طفلك سبب قيامه بشيء ما؛ فسوف يفهم مشاعره بشكل أفضل، وإذا فهم مشاعره، فلن يصبح عدوانياً، فإن فهم مشاعر الطفل بشكل أفضل لا يؤدي ببساطة إلى تغيير في السلوك فقط، لكنه يمكن الطفل من أن يتصرف على طريقته نحو مشاعر أفضل، لذلك نريد دائماً التركيز على ما كان عليه السلوك ثم ما يجب أن يكون عليه السلوك.

كيف أتعامل مع طفلي العدواني؟

 إن التعامل مع طفل عدواني يدخل في مشاجرات طوال الوقت أمر صعب حقاً؛ ونحن نفهم ذلك جيداً، لكن إليك الحال الذي يجب أن تكوني عليه، لتواجهي الموقف:

- كوني هادئة، وابتعدي عن التوتر، الذي يسبب الإحباط، فأنا أرى اليوم الكثير من الآباء المحبطين، أي كوني قدوته، من الضروري أن يجد الطفل نموذجاً جيداً يُحتذَى به ويقلده، أي لا تصرخي ولا تغضبي، فطفلك سيراقبك ويتصرف مثلك.

- اقرئي كتباً وشاهدي برامج تلفزيونية عن تربية الأبناء، بهذا ستكونين قادرة على تغيير سلوك أطفالك، وابحثي عن معلومات جديدة وتعلمي مهارات جديدة بقدر ما تستطيعين.

- قللي وقت الشاشات، سواء التلفزيون أو التابلت أو الموبايل فهي تزيد من اضطراب وعصبية الطفل وتجعله أكثر ميلاً للعنف والعدوانية، واستثمري الوقت فيما يفيد.

- لا تنتقلي إلى معالج آخر، وخذي وقتك في حل المشكلة بنفسك مع طفلك، من المؤسف أن العديد من الآباء يبذلون الكثير من الجهد للحصول على تشخيص لأطفالهم الذين يعانون من سلوكيات سيئة من خلال الانتقال من معالج إلى آخر، لكنهم غالباً لا يحصلون على معلومات كافية حول كيفية أن يصبحوا آباءً أكثر فعالية، بغض النظر عن التشخيص.

- من المفيد تنمية مهارات الطفل وضبط سلوكه في اتجاه آخر غير العدوانية بممارسة الرياضة والدفاع عن النفس.

- لا تفرطي في أساليب العقاب والقسوة من الأبناء ولا تتهاوني وتبالغي في الثواب؛ بل امدحي سلوكاً قام به الطفل بالتوازن فهذا يجعله أقل عدوانية وعنفاً.