نصائح هامة للتعامل والسيطرة على الطفل الحركي

طالما ارتبطت حركة الطفل الكثيرة بفرحة وسعادة الأم، وطالما عبرت عن سعادتها بشقاوة صغيرها حتى لو كان يقوم بتخريب الأشياء وتكسير قطع الأثاث، فالمهم أنه يتحرك ويملأ البيت صخباً محبباً، ولكن في بعض الأحيان ينقلب الشيء إلى ضده ونقيضه، وتصبح كثرة حركة الطفل أمراً متعباً للأم، ويصبح الطفل كثير الحركة أو كما يطلق عليه بأنه "طفل حركي"، وهي حالة خاصة يجب التعامل معها وفق قواعد معينة لتوجيه هذه الحركة الزائدة نحو الطريق الصحيح.


وهنا نصائح هامة للتعامل مع الطفل الحركي وطرق احتوائه وتوجيهه:

وفّري له مساحة لكي يلعب

 حاولي عزيزتي الأم أن تقومي بتوفير بيئة آمنة وواسعة؛ لكي يلعب بها الطفل، فالطفل الحركي بحاجة لكي يفرغ طاقته الزائدة عن طريق الحركة واللعب، وفي نفس الوقت يجب ألا يكون ذلك بإهدار الطاقة دون تطوير مهاراته الحركية والسلوكية بشكل سليم، وعليك أن تمنحيه هذه الفرصة بهدفيها عن طريق توفير مساحة مخصصة له، بحيث تتيح له الحركة والاكتشاف وتنمية روح المغامرة التي تتملكه، والتي لا تؤدي لتلف الأثاث والأجهزة في البيت مثلاً، فجهزي هذه المساحة بحيث تكون آمنة من العوائق وصالحة لكي يمضي فيها وقته.

اهتمي بتغذيته

 اهتمي قدر المستطاع بإبعاد طفلك الحركي عن السكريات والشوكولاته التي تزيد من حركته، كما يجب عليك الاهتمام بالتغذية والنوم معاً، فمن الطبيعي أن يكون نوم الطفل الحركي قليلاً ومتقطعاً، بل قد يجد صعوبة في الاستغراق بالنوم، ولذلك يجب عليك الاهتمام بالتغذية المتوازنة المتكاملة العناصر والشاملة لثلاث وجبات يومياً إضافة لنوم ليلي صحي ومتواصل ومبكر لا يتجاوز العاشرة مساء في الصيف والثامنة مساء في الشتاء؛ لأن التغذية السليمة والحصة مع النوم الجيد تؤثران إيجاباً على مستوى الطاقة والتركيز والمهارات الحركية للطفل الحركي خصوصاً والذي يحتاج للتركيز أكثر وتوزيع طاقته على مهمات حركية بشكل مناسب لعمره.

شجعيه وقدّمي المكافآت له

 تذكري دائماً أن تقديم الثناء والتشجيع الإيجابي للطفل عندما يبذل مجهوداً أو يحقق تقدماً في المهارات الحركية، يعزز من هذا السلوك الإيجابي لديه ويزيد من رغبته في تكرار مثله، كما يساعده على تطوير مهاراته الحركية وبذل المجهود لتحسين الأداء سواء في المهارات أو السلوك اليومي في التعامل معك ومع غيرك.

احتضنيه وعامليه بحنان

 احتضني طفلك قدر المستطاع، فالطفل الحركي هو طفل يحب الاحتضان والمشاعر اللحظية، والعناق الطويل له جزء من الاحتواء، فالتفاعل المباشر معه بمعنى أن تقومي باحتضانه حين يقوم بعمل جيد يعزز من شعوره بالثقة بنفسه، كما أنه جزء من الدعم النفسي الذي يحتاجه ليطور من قدراته الحركية ويوجهها في الاتجاه الصحيح.

انطلقي معه خارج البيت

من المهم والضروري للطفل الحركي الخروج من نطاق البيت، فهو غالباً ما يشعر بالاختناق، ويعبر عن ذلك الشعور بحركته على عنقه بأنه "مخنوق"، فهو يحب أن يجد الفرصة لكي يلعب في الحدائق العامة والمتنزهات والنوادي الرياضية المخصصة للأطفال ممن هم في سنه، وأن يجد مكاناً يوفر له الفرصة لاستكشاف محيطه والركض خلف الفراشات وقطف الورود وتفحص أوراق الشجر، وكذلك ممارسة مهارات حركية تعمل على تفريغ طاقته.

كوني صبورة معه

كوني على يقين أن التعامل مع الطفل الحركي والعمل على ترتيب وتنظيم حياته، وضبط طاقته يحتاج للصبر والاستمرارية وعدم تسرب الملل واليأس لك هو أول عوامل النجاح في ترويض طاقة هذا الصغير المفعم بالنشاط والطاقة، والذي يكون حساساً لدرجة لا توصف وإلى جانب صبرك معه، وعليه يجب أن تعلمي أنه من الخطأ المقارنة بين الأطفال حتى الأصحاء والعاديين منهم، وتذكري أن كل طفل لديه قدرات خاصة تختلف عن الآخر في اكتساب المهارات الحركية والحياتية.