طفل الأنبوب .. طريقة عملية للشعور بالأمومة حتى بعد سن الأربعين
حين ييأس الزوجان من قدرتهما على الإنجاب، يبدءان بقرع أبواب الأطباء أصحاب الاختصاص ليتمكنا من إيجاد حلّ لمشكلتهما. أنجح الحلول عادة هى طفل الأنبوب، طريقة عملية تجعل المرأة تنعم بأمومة لطالما حلمت بها بعد محاولات "طبيعية" للحمل باءت بالفشل.
ويتغلب الشريكان على شعورهما بالإحباط، حين ينجح الحمل على يد طبيب ماهر بمشيئة الله، فكيف إذا تمّ ذلك على يد الدكتور جوزف عازورى، الطبيب النسائى المتخصّص فى العقم وتقنيات طفل الأنبوب.
يقول د. عازورى أن إرادة الله هى التى تسمح بإتمام الحمل ونحن كأطباء عقم نرافق الجنين تقنيا فى رحم الأم. ولتسليط الضوء على طفل الأنبوب أجابنا د. عازورى على الأسئلة التالية:
كيف يتم الحمل بطريقة الأنبوب؟
يتم خارج جسم المرأة وداخل المختبر. نقوم بأخذ بويضة أو أكثر من المبيضين ونمزجها مع السائل المنوى للزوج فى أنبوب خاص. خلال يومين أو ثلاثة يتكوّن الجنين داخل الأنبوب فنعيده إلى رحم الأم وهذا ما نسميه الـ in-vitro fertilization أو IVF.
هذه الأسباب موجودة عند المرأة، فما هى المشاكل عند الرجل التى تدفعكم للنصح بطفل الأنبوب؟
من أهم الأسباب عند الرجال هو ضعف الحيوان المنوى الذى لايستطيع بالعلاقة الطبيعية تلقيح البويضة الموجودة داخل الرحم.
هل هذه هى الطريقة الوحيدة المعتمدة؟
هناك طريقة الـ ICSI أو الحقن المجهرى للبويضة، حيث نقوم بإدخال الحيوان المنوى عبر المجهر فى صميم البويضة مباشرة ونقوم بمراقبة البويضة. وبعد ابقائها 48 ساعة فى المختبر يتم ارجاعها جينيا إلى رحم الأم.
متى تختارون الطريقة الأولى أو الثانية؟
إذا كانت الحيوانات المنوية قليلة وحركتها بطيئة نلجأ إلى الـ ICSI. وإذا كان الحيوان المنوى مقبولا نلجأ إلى الطريقة الأولى. لكن الطب يميل أكثر إلى الطريقة الثانية ذلك لأن الحيوان المنوى لا يتمتّع دائما بالقدرة على اختراق البويضة بسهولة حتى ولو كان قويا.
ما هى نسبة نجاح زرع طفل الأنبوب؟
بين 60 و80%. أما عدد الأجنّة الطبيعية التى تبقى فلا تتعدّى النصف. فأكثر من نصف الأجنة يكون فيها عُطل ونحن نختار الأفضل ونضع ثلاثة أو أربعة أجنّة داخل الرحم، ليثبت منها واحد أو اثنان ويتم الحمل بطفل أو توأم.
هل يخضع وضع عدد الأجنّة فى رحم المرأة لسنّها؟
كلما كانت صغيرة فى السن، نضع فى رحمها عددا أقل. ولكن بعد سن الـ 40 نزيد العديد لأن احتمال عدد الأجنّة المعطّلة يكون أكثر بكثير من المرأة العشرينية.
هل تأخذون رأى الزوجين بعدد الأجنة؟
نعم، ونخبرهما بصراحة عن احتمال أن يعلق جنين واحد أو اثنان فى حال وضعنا فى رحم الأم ثلاثة أجنّة أو أربعة.
وماذا لو فشل الحمل، فهل تكرّر العملية؟
إذا كان المبيضان متجاوبين ويقومان بعملية الإباضة، تكرر العملية بعد شهرين تقريبا.
هل هناك احتمال أن يولد الطفل مشوّها إذا تمّ الحمل فوق الاربعين؟
بنسبة 3 إلى 5%. من هنا ضرورة مصارحة المرأة بهذا الأمر ومتابعتها جيدا خلال فترة الحمل.
ألا يمكن إصلاح التشوهات عند الجنين داخل رحم أمه؟
هذه عمليات نادرة جدا وأغلب التشوهات الجينية لا يمكن إصلاحها مع الأسف، وبعض الأزواج يفضلون الاحتفاظ بالجنين حتى ولو كان مشوها، والبعض الآخر يفضّل إجهاضه خوفا على مستقبله.. مع العلم أن الأديان السماوية لا تبيح الإجهاض إلا فى حالات نادرة يكون فيها الحمل يؤثر سلبا على حياة الأم.
هل يمكن أن يتم الحمل عند امرأة لا يأتيها الحيض؟
إذا كان الحيض متوقفا، فهذا لا يعنى أن المبيضين لا يعملان.. هناك حقن تقوى الإباضة، فيعمل المبيضان بشكل طبيعى الحيض.
وهل يمكن تقوية الإباضة بعد فترة طويلة من انقطاع الحيض؟
إذا كانت بلغت سن اليأس منذ سنوات طويلة، فتكون نسبة نجاح تقوية المبيضين لديها ضئيلة. أما إذا كان الحيض متقطعا، فقد تكون هناك إباضة فى بعض الأشهر. البويضات عند المرأة لا تنتهى وإنما تموت مع الوقت.
متى تنصحون بتجميد السائل المنوى عند الرجل؟
لابد من تجميده عند الرجال المصابين بأمراض سرطانية والذين يضطرون للخضوع لعلاجات كيميائية وأشعة، وذلك للحفاظ على الحيوان المنوى للمرحلة اللاحقة.
بعض الرجال يضطرون إلى السفر لفترات طويلة، فيلجأون إلى تجميد السائل المنوى لتتمكن الزوجة من الحمل بطريقة طفل الأنبوب، حتى ولو كان الزوج غائبا.
وهل يمكن تجميد البويضة عند المرأة؟
يمكن ذلك، خاصة للواتى يخضعن لعلاج كيميائى أيضا، ولكن أشير إلى أن البويضة – بعكس السائل المنوى – لا تحافظ على الفعالية نفسها، فيما يمكن أن يحفظ السائل المنوى لسنوات طويلة.
نسبة نجاح زرع طفل الأنبوببين 60 و 80%
احتمال ولادة طفل مشوّه إذا تمّ الحمل فوق الابعين من 3 إلى 5%
الأسباب التى تدفع إلى تقنية الـ IVF
هناك ثلاثة أسباب رئيسية:
1 الانسداد فى الأنابيب عند المرأة، يلتقى الحيوان المنوى مع بويضة المرأة داخل أنبوبى Fallope. وقد تسبّب الالتهابات (عند المرأة) انسدادا فى أحدهما (أو حصول حمل خارج الرحم فى فترة سابقة) مما يضطرنا إلى اعتماد هذه التقنية.
2 وجود التصاقات من شأنها أن تمنع البويضة من الدخول عبر الأنبوبتين.
3 وجود دم متجمد داخل الرحم.