للإنجاب مزايا وعيوب مهما كان عمرك .. فما هو أفضل سن للإنجاب؟
أيام زمان كانت جداتنا وأمهاتنا كثيرا ما ينجبن الطفل الأول قبل أن يبلغن سن العشرين، ومع الزمن بدات هذه الظاهرة تنحسر، خاصة مع زيادة عدد الأمهات العاملات، ومع تقدم سن الزواج بوجه عام، والآن نجد هذا السؤال يراود الكثيرات: ما هو أفضل سن للإنجاب؟ وهل من الأفضل أن تركز المرأة على تعليمها وتقدمها الوظيفى قبل أن تنجب أم لا؟ فى هذا التحقيق نناقش مزايا وعيوب الإنجاب فى سن المراهقة وفى العشرينات والثلاثينات والأربعينات. اطلعى عليها وقررى بنفسك ما يناسبك.
عندما حملت سمعت نصائح عديدة مثبطة لفكرة الإنجاب المبكر، لكننى لم أستمع لتلك النصائح. بعد الولادة كانت صديقاتى يتجمعن حولى لمشاهدة المولود الجديد، وظل اهتمامهن لفترة قصيرة ثم تباعدت الصديقات اكثر نظرا لأن اهتماماتهن أصبحت مختلفة عنى، وبينما كن يحضرن الحفلات كنت أنا أرعى ابنى وأهتم بشؤونه.
اعتقد أنه من أهم مزايا الإنجاب المبكر أن الأم تكون فى قمة نشاطها الجسمى وقدرتها على الاحتمال تكون كبيرة جدا، فحتى مع قلة النوم فى المرحلة الاولى بعد الإنجاب لم أكن أشعر بالارهاق، كما أن جسمى عاد إلى رشاقته بسرعة خارقة بعد الولادة.
وقد عدت لعملى بعد شهرين من الولادة وكان من السهل على الموازنة بين احتياجات ابنى ومشاغل الوظيفة. على جانب السلبيات تأتى بعض العوامل، مثل أن الممرضة التى كانت تزورنى بعد الولادة كانت تعاملنى كأم ليس عندها أدنى خبرة برعاية المواليد، وكنت أنا أتردد كثيرا فى مناقشتها بخصوص التعليمات التى كانت توجهها لى، وقد لاحظت مع تقدم سنى وفى الولادات التالية أنها كانت تسألنى عن رأى فى العديد من الأمور الخاصة بالمولود.
ولكن من ناحية أخرى فقد أصبحت أتعب بسرعة وأفقد صبرى وأقلق كثيرا، بعكس الحالة بعد ولادة أول أطفالى. عندما فقدت وظيفتى قررت ألا أعمل وأن أصبح ربة بيت، وقد أنجبت فى سن المراهقة وفى العشرينات وفى الثلاثينات، وأشعر بأننى أخذت القرار الصحيح بالإنجاب المبكر، فأنا الآن فى الخامسة والثلاثين ويمكن أن أفعل ما أريده فأنا لازلت شابة، والفرق بينى وبين أكبر أولادى ليس كبيرا.
ولكن كانت وجهة نظرى أن المرأة فى الثلاثينات من عمرها يكون حملها أصعب، وربما تضطر للجوء إلى عمليات أطفال الأنابيب وما قد يشوبها من صعوبات وتكلفة كبيرة.
لم أكن أريد أن أترك وظيفتى بعد الولادة أو أن أركز على الوظيفة وأهمل الطفلة، لكن عندما عدت للوظيفة بعد أجازة الولادة وجدت أن مسألة الموازنة بين العائلة والوظيفة مسألة فى منتهى الصعوبة، بجانب أن مرتبى كان يذهب كله تقريبا كأجر للمربية التى تعتنى بابنتى.
ولذلك فقد قررت ألا أعمل حتى تدخل ابنتى الحضانة. ميزة الإنجاب المبكر أن الأم تكون فى سن مناسبة عندما يكبر أطفالها ويعتمدون على أنفسهم وبذلك تستطيع أن تذهب فى سياحة لمدة طويلة أو تمارس هواية معينة أو تفعل ما تحب أن تفعله دون الارتباط بأطفال صغار.
أعتقد أن السن المناسبة للإنجاب ليست سنا محددة، فالمهم أن تنجب المرأة عندما تشعر بأن زوجها مستقر وعلاقتها بزوجها وطيدة وكل منهما يريد أطفالاً، ويجب ملاحظة أن بعض النساء ينجبن كوسيلة لتوطيد رابطة الزوجية وهذا خطأ فالأطفال لا يزيدون التقارب بين الزوجين بل ربما يحدث العكس.
رعاية الطفل كانت صعبة بالتأكيد، لكننى أعتقد أنها ربما كانت أصعب لو كنت اصغر سنا. عندما ولدت طفلى كنت قد أنجزت الكثير فى حياتى العملية وكنت جاهزة نفسيا لإدخال تغييرات جذرية على أسلوب حياتى بما يتواءم مع رعاية ابنى، حتى إذا كان ذلك يعنى ترك وظيفة ذات دخل كبير ونجاح عملى نادر بالنسبة لامرأة فى سنى.
سلبيات الإنجاب فى سن كبير نسبيا أنه إذا أرادت المرأة أن تنجب عدة أطفال فإن عمرها لا يسمح بذلك غالبا. ونحن نفكر فى إنجاب طفل آخر، لكننى بعد بضعة أشهر سوف أكون فى الثامنة والثلاثين وفكرة الإنجاب فى هذه السن ترعبنى حقا.
بعد أن بلغت سن الأربعين دون زواج أصبح الإنجاب مسألة بعيدة عن تفكيرى تماما، ولكن فى السنة التالية تعرفت إلى زوجى وتزوجنا بعد بضعة أشهر، وكان زوجى مطلقا وله طفلان من زواجه السابق ولكننا فكرنا فى الإنجاب، ولكن واقعيا لم نكن نظن أن هذا سيحدث كما كنا مدركين لمخاطر الإنجاب فى هذه السن.
كنت فى رحلة عمل إلى الولايات المتحدة عندما شعرت بألم فى بطنى ولم أفكر فى أننى حامل، غير أننى عندما حدثت زوجى فى التليفون وشرحت له ما أشعر به قال لى أننى ربما أكون حاملا، وسارعت لعمل تحليل حمل وظهر فعلا أننى حامل.
ولحظتها شعرت بنوبة من الرعب الشديد والقلق وبصدمة حقيقية. كان السؤال الهام بالنسبة لى حينئذ: كيف سأوفق بين الحمل والوظيفة والسفر كثيرا؟ وكنت مدركة لضرورة خضوعى لعناية مكثفة طول فترة الحمل، والمخاطر التى قد اتعرض لها أو يتعرض لها الجنين.
ولكن من ناحية أخرى كنت أمارس الرياضة بانتظام، كما أمارس تمارين اليوجا ، واتبع نظاما غذائيا صحيا، وبصفة عامة كانت صحتى جيدة بالنسبة لسنى، وعندما أجرى الأطباء مختلف التحاليل قالوا ان احتمال تعرضى أو الجنين للمخاطر احتمال بسيط، كانت ولادتى سهلة جدا، ولم أشعر إلا بألم خفيف وعندما أمسكت طفلتى بين يدى لم أصدق أنها ابنتى، ولقد كانت لحظة جميلة بشكل لا يصدق.
بالطبع لم يكن لدى نشاط فتاة فى العشرينات، مثلا، ولكنى تعاملت مع مسؤوليات رعاية ابنتى بشكل جيد جدا لأننى كنت أكبر سنا وأكثر خبرة بالحياة وأكثر ثقة بنفسى وأكثر هدوءا .
فى البداية كنت أريد أن أعود إلى وظيفتى ولكن عندما فكرت جيدا فضلت أن أترك الوظيفة، خاصة وأننى عملت منذ أن كنت فى الثامنة عشرة وأنجزت الكثير فى حياتى العملية وكنت أحب أن أقضى وقتا أطول مع ابنتى، فأنا أعتبرها أهم وأجمل شىء فى حياتى.
عندما أفكر فى الماضى أظن أننى كنت أفضل أن أنجب قبل عشر سنوات، لأننى أقول لنفسى أحيانا أننى عندما أكون فى الرابعة والستين ستكون ابنتى فى العشرين، وهو فرق كبير فى العمر، كما اننى كنت أحب أن أنجب أخا أو أختا لها ، وهذا ليس مطروحا الآن.
ومن ناحية اخرى فإن التقدم العلمى فى مجال علاج الخصوبة جعل من الممكن حدوث الحمل فى من 80 إلى 90 فى المائة من الحالات التى تحتاج للعلاج. ومن أهم أنواع العلاج بهذا الصدد أسلوب أطفال الأنابيب.