كيف يمكن لجراحة المناظيرعلاج العقم
لم يعد العقم ذلك الشبح المخيف الذى لا يمكن محاربته، فوسائل العلاج الحديثة أعطت معظم حالات العقم أملاً جديداً.
فحوالى 20% من حالات العقم للرجال هى نتيجة قلة الحيونات المنوية أو عدمها والسبب فى ذلك وراثى، فالكروموسومات الحاملة لصفة الذكورة (Y ) الموجودة فى كل خلايا الجسم والحاملة للصفات المسماه بالجينات قد يكون بعضها غير موجود.
وتعد نسبة حدوث العقم فى حدود 20% تقريباً من بين حالات الزواج، ولقد ثبت أن 40% من أسباب العقم تكون بسبب الزوج، و40% أخرى تكون بسبب الزوجة، والـ 20% المتبقية ناتجة من أسباب مجتمعة بين الاثنين.
جراحة المناظير
يشير الدكتور أسامة شوقى، استشارى جراحة المناظير والعقم الى أن العقم لم يعد ذلك الشبح المخيف الذى لايمكن محاربته، فوسائل العلاج الحديثة أعطت الأمل، ويشير إلى أن الجديد فى مجال علاج العقم يشمل شقين: الأول فى جراحة المناظير وتكنولوجيا وسائل مساعدة الإخصاب، والثانى هو مجال أطفال الأنابيب.
ففى مجال جراحة المناظير تم تطوير العديد من الأجهزة والآلات التى تستخدم لإزالة الأورام الليفية أو الأكياس من على المبيض وإزالة الالتصاقات بتجويف البطن، والتى حققت نتائج مبهرة، وتحققت نسب حمل عالية بالإضافة الى أن يمكن المريضة أن تغادر المستشفى فى يوم الجراحة نفسه، وتعود لمزاولة حياتها الطبيعية تماماً عكس ما كان أيام الجراحات التقليدية، وفى تكنولوجيا أطفال الأنابيب تم تطوير أسلوب الحقن المجهرى، وهو ببساطة شديدة طريقة لإخصاب البويضة بواسطة الحيوان المنوى تحت الميكروسكوب فى المعمل، ما فتح أبواباً جديدة من الأمل فى كثير من الحالات كان مصيرها اليأس والفشل فى الماضى.
وأكد الدكتور أسامة ان جراحة المناظير تعتبر مجالاً شبه جديد، فكانت هناك دائماً حاجة لابتكار واختراع الات معدلة لتقوم بالخطوات الجراحية من خلال فتحة لا تزيد على نصف سنتيمتر، حيث أن الآلات التقليدية لا تناسب هذا الأسلوب، وقد وجدت أنه أثناء إجراء الجراحة يحتاج الجراح إلى " جفت" لتسليك الأنسجة، وايضا لإجراء كى للأوعية الدموية قبل أن يتم قطع النسيج بواسطة مشرط أو مقص وذلك لتلافى حدوث نزيف، وحيث إن الفتحة التى تتم الجراحة من خلالها ضيقة جداً فإن كثرة استبدال الآلات مثل " الجفت" او المقص يتسبب بإطالة وقت الجراحة وغياب التركيز على الخطوة الجراحية المعنية، فقمت بابتكار آلة فى طرفها جفت وفى الطرف الآخر مقص، وبالتالى أصبحت متعددة الوظائف وتختصر عدة خطوات فى خطوة واحدة حيث تقوم بتسليك الأنسجة وإزالة الالتصاقات بكفاءة عالية، ودون حدوث نزيف.
عقم الرجال الوراثى
ومن جانبه يشير الدكتور مدحت عامر، أستاذ طب وجراحة أمراض الذكورة بقصر العينى، إلى أن 20% من حالات عقم الرجال هى نتيجة قلة الحيوانات المنوية أو عدمها والسبب وراثى، فالكروموزومات الحاملة لصفة الذكورة (Y ) الموجودة فى كل خلايا الجسم والحاملة للصفات المسماة بالجينات، قد يكون بعضها غير موجود ما يؤدى الى ظواهر معينة مرتبطة بالجين نفسه.
فهناك جينات حاملة نشاط الخصية الإنجابى وإنتاج حيوانات منوية، وجينات أخرى تحمل صفات عدم الإنجاب أو عدم إنتاج حيوانات منوية أو إنتاج حيوانات منوية مشوهة أو عديمة الحركة، وبالتالى الكشف الوراثى على الكروموزوم يحدثنا عن بعض الصفات الوراثية وتبلغ نسبة حدوث العقم حوالى 20% تقريباً من بين حالات الزواج.
ويمكن مساعدة المصاب بهذا النوع من العقم، أى العقم الوراثى، على الإنجاب من خلال الإخصاب المجهرى، ولكن هناك احتمال كبير لإصابة الطفل المولود بهذا النوع من العقم مثل والده، لذا يجب أن يعلم الأباء احتمال إصابة أطفالهم بالعقم ونترك لهم حرية الاختيار.
ونسبة كبيرة من الرجال العقيمين بسبب انعدام وجود الحيوانات المنوية فى الخصية، أصبح من الممكن أن ينجبوا بواسطة الجراحة الميكروسكوبية فى الخصية للعثور على الحيوانات المنوية وحقنها داخل بويضة الزوجة " الإخصاب المجهرى" لكن المشكلة التى كانت ومازالت تواجه الأطباء هى معرفة من هو المريض الذى تحتوى خصيته على بؤر نطف يمكن استخلاص حيوانات منوية منها.
وتتراوح نسبة النجاح فى المحاولة الأولى مابين 30 الى 35% وبتكرار التجربة تصل نسبة النجاح الى 90%.
وفى دراسة على الأباء الذين لديهم حيوانات منوية فى الخصية لمعرفة الأسباب الوراثية لعدم وجود الحيونات المنوية فى السائل المنوى، وجدنا أن 20% من الرجال المصريين لديهم خلل كروموزومى يسبب مشكلة عدم الإنجاب، و 8% لديهم خلل فى كروموزوم (Y) كرموزوم الذكورة الذى يسبب عدم إنتاج حيوانات منوية فى السائل المنوى، وبالتالى الطفل الذى يولد بهذه التكنولوجيا حامل لنفس الصفات الوراثية، لن ينجب مستقبلاً، ومع التقدم فى العلوم الجينية يتوقع اكتشاف جينات أكثر من الموجودة حالياً، والعلاج الجينى حالياً يأخذ مجراه.
أما عن الأسباب التى يستحيل معها الحمل فيقول الدكتور عامر: " إنها قليلة، فبالنسبة للزوج فالفشل الكامل لوظائف الخصية اى أنها لا تنتج الحيوانات المنوية، وبالنسبة للزوجة فعدم وجود رحم أو مبيضين أو فشل فى وظائف المبيض إما لعيب خلقى او نتيجة بلوغها سن اليأس، أما عدا ذلك فمع تقدم التكنولوجيا فى وسائل الإخصاب المساعد فأصبح للأزواج أمل حتى فى بعض الحالات التى كان علاجها ميؤوساً منه سابقاً".
العقم المجهول
أما عن أسباب العقم فيقول الدكتور حسين الزيات، أستاذ العقم والذكورة بجامعة عين شمس: " منها ما يتعلق بالزوج، ومنها ما يتعلق بالزوجة، مثل وجود مشاكل فى التبويض أو فى أنابيب فالوب، وأحياناً قد لا نصل الى سبب معلوم للعقم، وفى هذه الأحوال نسميه العقم المجهول السبب".
وأشار الى أن من أكثر أسباب العقم شيوعاً تكوين جسد الزوجة أجساماً مضادة ضد الحيونات المنوية للزوج لتقتلها وتمنعها من اختراق البويضة، فلا يحدث إخصاب، وهناك تركيب كيميائى مختلف للحيوان المنوى لكل زوج، وقد تتقبل الزوجة بعضها وقد يرفض جسدها هذا التركيب الكيميائى لذلك الحيوان المنوى، وتعتبره جسماً غريباً عن جسدها، ليبدأ الرحم فى إفراز أجسام مضادة للحيوان المنوى للزوج فتهاجمه، وتمنعه من اختراق البويضة فلا يحدث حمل.
وأشار الى أنه يمكن اليوم معرفة وجود أجسام مضادة بجسم الزوجة من عدمه، وذلك عن طريق أخذ مسحة من عنق الرحم عقب الجماع لنرى كم عدد الحيوانات المنوية بها، وإذا كانت هذه الحيوانات تعيش أم لا، فإذا ثبت هلاك هذه الحيوانات مقارنة بتحليل سائل الحيوان المنوى، عندئذ نعلم أن هناك إفرازات عدائية بعنق الرحم ضد الحيوانات المنوية للزوج فإذا انفصل هذان الزوجان وتزوجا من آخرين أنجبا بلا مشاكل، ويكمن العلاج فى إبعاد الزوجين عن بعضهما لفترة 6 أشهر، أو ممارسة المعاشرة الزوجية على أن يستعمل الزوج عازلاً طبياً لمدة 6 أشهر، ما يقضى نهائياً على الإفرازات العدائية برحم الزوجة، ويمنع تجددها ويمنح فرصة لتواؤم إفرازات الزوجة مع إفرازات الزوج.
ولكنه أكد أنه فى المقابل يقوم بعض الأطباء بتحديد أسباب العقم بصورة خاطئة ما يسبب الكثير من المشاكل الصحية دون الوصول الى السبب الحقيقى والتعامل معه.
فمثلاً يقوم بعض الأطباء بتحديد علاج للسيدات اللاتى يعانين من مشاكل فى الغدة الدرقية بإعطائهن هورمون الثيروكسين بينما تحليلات الغدة الدرقية تكون فى معدلاتها الطبيعية.
وأوضح أن البعض قد يشخص تشخيصاً خاطئاً نتيجة لعدم علمه بأن الرحم مائل الى الخلف، ومن المعروف ان الرحم مائل للخلف فى حوالى 20% من السيدات دون أن يؤدى ذلك الى العقم فقد أنجبت بعض السيدات عدداً من الأبناء وعند إجراء فحص بالموجات الصوتية لهن اكتشفن أن الرحم مائل الى الخلف.
موعد الإخصاب يحدده اللعاب
وأشار الى أنه ولأول مرة يتم تحديد موعد إخصاب المرأة عن طريق اللعاب، وذلك بواسطة جهاز جديد تمت الموافقة على طرحه من إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية.
فمن المعروف ان هورمون الإستروجين من الهورمونات الأنثوية التى يعلو ويهبط معدل إفرازها شهرياً عند المرأة، ويصل هذا الهورمون الى أعلى معدل عند اقتراب عملية التبويض وهو أكثر وقت تزداد فيه فرص حدوث الحمل.
وترتكز الفكرة الأساسية للجهاز على أبحاث قديمة تعود الى ما يقرب من خمسين عاماً، حيث اكتشف العلماء حينها ارتفاع نسبة الملح الموجودة فى لعاب المرأة وقت اقتراب عملية التبويض، وبعد تجفيف لعاب المرأة فإن الملح يأخذ شكلاً بلورياً معيناً يشبه نبات السرخس ويمكن رؤيته باستخدام الميكروسكوب.
وفى الجهاز الجديد تقوم المرأة بوضع كمية من لعابها فى الجهاز الذى يأخذ شكلاً دائرياً تتركها لتجف وتنظر من خلال فتحة الميكروسكوب وعندما تكون نسبة الملح قليلة سترى نقاطاً قليلة صغيرة، وهذه الحالة تعنى أن التبويض ليس قريباً، وعندما تجرى الاختبار بصفة مستمرة، وتجد أن الملح قد أخذ شكل سلسلة تشبه نبات السرخس تعرف أن موعد التبويض قد اقترب.
والطريقة الشائعة الآن لاختبار التبويض هى اختبار تحليل البول الذى يقيس مستوى هورمون الإستروجين قبل التبويض بحوالى 24 ساعة ولكن الجهاز الجديد يعتبر بديلاً رائعاً سيرفع الحرج عن الكثير من النساء بالإضافة الى أنه أكثر دقة عن اختبار البول بنسبة 90%.
أورام الغدة النخامية تؤدى للعقم وضعف الإبصار
وأشار الأطباء المتخصصون الى أن حدوث أورام بالغدة النخامية يترتب عليه خلل وظيفى بالهورمونات قد يكون فى صورة عقم أولى أو ثانوى لدى السيدات، مع وجود إفرازات من الثدى فى غير مواعيد الرضاعة، وحدوث اضطرابات بالدورة الشهرية.
أما الرجال فتصيبهم بالعجز الجنسى وزيادة النمو. كما أن زيادة حجم الغدة النخامية يؤدى الى ظهور أورام تؤثر على وظائف عصب الإبصار وحدوث ضمور بعصب العين.
وأوضح الأطباء المتخصصون |ن بعض اضطرابات الغدة النخامية يصاحبها درجات متفاوتة من الصداع.
اضطرابات الغدة النخامية تصيب بالعقم وضعف الإبصار
تعتبر الغدة النخامية هى ام الغدد الصماء بالجسم، وهى تقع فى الجزء السفلى الأمامى للدماغ، وتسيطر هورمونات الغدة النخامية على بقية الغدد فى الجسم لذلك أطلق عليها العلماء اسم " الغدة المايسترو" حيث إن أى اضطراب فى وظائف الغدة النخامية أو حدوث اورام بها، من الممكن ان يؤدى الى العقم وضعف الإبصار وأكد الأطباء على ضرورة فحص الغدة النخامية إذا حدثت أية اضطرابات مثل العقم او اضطرابات الإبصار، فالغدة النخامية هى غدة صغيرة تقع فى قاع الجمجمة ومسؤولة عن التحكم فى وظائف الغدد الصماء، وما تفرزه من هورمونات، كما أن لها علاقة تشريحية وثيقة بعصب الإبصار.
التهاب البروستات وعلاقتها بالعقم
هناك علاقة بين التهاب البروستات وخصوبة الزوج، فإن التهاب البروستات المزمن يؤثر على خصوبة الزوج، كونه يؤدى الى التهاب متكرر فى البربخ، ينتج عنه انسداد قنواته فلا تستطيع الحيوانات المنوية الوصول إلى الخارج من السائل المنوى، وقد يؤدى الالتهاب المتكرر فى الخصيتين إلى تحويل نسيجها المنتج للحيوانات المنوية إلى نسيج ليفى فاقد القدرة على إنتاج الحيوانات المنوية، مما يؤدى إلى عقم مطلق ودائم.
ويؤدى التأثير المباشر للميكروب على الحيوانات المنوية إلى ضعف حركتها، وقد تسبب أنواع معينة من البكتيريا التصاق الحيوانات المنوية بعضها ببعض، فتصبح عاجزة عن الحركة والإخصاب.
كذلك وجود التهاب فى البوستات ينشط الجهاز المناعى بالجسم، وكذلك الجهاز المناعى الموضعى وبالتالى تخترق الحيوانات المنوية الجسم، لتلامس خلايا الجهاز المناعى فتنتج أجساماً مضادة لها فى الدم وفى السائل المنوى، ووجودها يعنى عدم قدرة الحيوانات المنوية على الحركة السليمة وعلى اختراق البويضة والإخصاب، كذلك يقلل الالتهاب من عنصر الزنك فى الإفراز وفى السائل المنوى، لأنه عندما يدخل مع السائل المنوى الى مجرى الجهاز التناسلى للزوجة فإنه يتحد مع بروتين معين لينتج مركباً يساعد الحيوانات المنوية على النضج والقدرة على اختراق وإخصاب البويضة، لذلك فنقص الزنك ينتج عنه عدم نضج الحيوانات المنوية وعدم قدرتها على الإخصاب، ويؤدى الالتهاب الى خلل فى إفراز البروستات فيتغير تركيبه المتوازن ويؤثر على حيوية الحيوانات المنوية، وكذلك يسبب الالتهاب ضعفاً جنسياً فتتضاءل فرصة الإيلاج أو القذف مما يسبب العقم.
لذا فإن لإلتهاب البروستات المزمن مضاعفات صحية مزعجة فقبل العلاج لابد من التشخيص عن طريق سماع شكوى المريض بعناية سواء كانت شكواه بولية أو الآما أو شكوى جنسية، ثم فحص البروستات عن طريق الشرج، ويعقب ذلك الفحص الميكروسكوبى لإفراز البروستات غير النشط بعد إجراء تدليك لها فإذا وجدت خلايا صديدية أكثر من العادى وجبت زراعة الإفراز وبمجرد التأكد من التشخيص لابد من بدء العلاج فوراً.
أسباب العقم رغم صحة الزوجين
يتأخر الزوجان عن الإنجاب فيذهبان للأطباء وبعد أن يجرى كل منهما الفحوص والأبحاث الطبية اللازمة، يؤكد لهما الأطباء أنه ليس هناك أى موانع لديهما للإنجاب وعليهما أن ينتظرا حدوث الحمل فى لحظة غير متوقعة، ويقع الزوجان فى حيرة ويفرض السؤال نفسه ما السبب؟
ضمور البويضة
وفى دراسة أجريت على 20 زوجة أنجبن أطفالاً و20 زوجة لم ينجبن ، 20 زوجة أنجبن مرة واحدة ولم ينجبن مرة أخرى وبمتابعتهن فى فترة ما قبل التبويض وأثنائه وبعده، وبقياس سرعة تدفق الدم فى الأوعية الدموية الرحمية وأوعية المبايض وقياس مدى التغير فى سمك جدار الرحم لبيان العلاقة بين تدفق الدم فى الأوعية وبين قطر البويضة التى سوف تخصب وتزرع فى جدار الرحم.
وقد تم اكتشاف أحد الأسباب المجهولة للعقم، وهو ضمور البويضة المخصبة بعد أن تصل للسمك الطبيعى لها، والسبب عدم كفاية الدم الواصل مقارنة بالبويضة المخصبة لدى الزوجات المنجبات، التى تصل للسمك الطبيعى لها دون ان يحدث لها ضمور، وقد تم اكتشاف ذلك الضمور من خلال فحص البويضة بالموجات فوق الصوتية المستخدمة حديثاً، ومنذ فترة ليست ببعيدة كانت تستخدم الأشعة التليفزيونية فى فحص البويضة، ولم تكن تكشف عن ضمورها.
أما الآن، وبعد استخدام الموجات فوق الصوتية فى الفحص أمكن اكتشاف ذلك بسهولة. أما العلاج فيكمن فى تناول الزوجة جرعات صغيرة من الأسبرين أو الميكروأسبرين الذى يتعاطاه الأطفال ليحسن من الدورة الدموية الواصلة الى الرحم وبالتالى إلى البويضة فلا يحدث لها ضمور.
اضطرابات نفسية
وسبب العقم قد يكون نفسياً، واضطرابات انفعالية للضغوط الاجتماعية والنفسية التى يتعرض لها الزوج، ما يؤدى إلى الضعف الجنسى، وبالتالى لا يحدث انتصاب للعضو الذكرى، ولا يتم الجماع بالصورة اللازمة، ما يعوق الحمل.
كذلك الاضطرابات النفسية التى تتعرض لها الزوجة، او العقاقير المعالجة للامراض النفسية فى حالة إصابة الزوجة بإحداها تؤدى لاضطرابات فى الهورمونات، التى تساعد على إفراز البويضة، وتضطرب عملية التبويض فلا يحدث حمل إلا بتحسن الحالة النفسية للزوجين مع التوقف عن تعاطى تلك الأدوية المعالجة للأمراض النفسية، خاصة العقاقير المعالجة لمرض الأكتئاب والفصام.
والعقم المجهول الأسباب يشكل نسبة 15% من حالات العقم، ولكى يحدث حمل لابد ان تصل درجة الخصوبة لدى الزوجين لأكثر من 90% فحتى يحدث الحمل لابد ان تلتقى أفضل بويضة تفرزها الزوجة بأفضل حيوان منوى من جملة ملايين الحيوانات المنوية لدى الزوج.
أما السبب فى عدم الحمل فهو التقاء بويضة الزوجة بحيوان منوى ليس بالكفاءة أو الجودة اللازمة، فيتأخر الحمل الى أن تلتقى أفضل بويضة تم تبويضها بأفضل حيوان منوى أفرزه الزوج.
وقد تكون إفرازات عنق الرحم لدى الزوجة لزجة فتمنع مرور الحيوان المنوى إلى البويضة مع العلم أن أشكال إفرازات الزوجة تختلف خلال الشهر الواحد فلا يحدث حمل إلا إذا صارت إفرازات الزوجة لينة وغير مانعة لمرور الحيوان المنوى للبويضة، لذلك لا يحدث الحمل إلا إذا توافرت جميع الظروف المؤاتية للحمل والتى تم ذكرها.
أمراض خارجية
وهناك امراض اخرى لها اتصال بالعقم وهى ليست أمراضاً خاصة بالحيوان المنوى او الرحم او البويضة.
وأخطر هذه الأمراض وجود ورم بالغدة النخامية بالمخ او تضخمها. هذا المرض يتسبب فى اضطراب عملية التبويض ويكتشف المرض عن طريق ملاحظة وجود أى إفرازات من صدر الزوجة، عندئذ فلابد من إجراء تحليل لهورمون برولاكيثين فإذا ثبت زيادة معدل إفراز هذا الهورمون على المعدل الطبيعى وهو من 15 إلى 20 ملليجرام، عندئذ لابد من إجراء أشعة مقطعية على المخ لبيان الورم ثم القيام باستئصاله ومتابعة العلاج، حتى يحدث حمل.
كذلك قد تكون الزوجة مصابة بدرن الصدر، ويصل هذا الميكروب المسبب لدرن الصدر إلى رحم الزوجة ليعوق عملية الحمل، واليوم أمكن الكشف عن ذلك الفيروس المسبب للدرن برحم الوجة عن طريق المنظار الذى يغنى عن الكحت فإذا ثبت وجود هذا الفيروس يصف الطبيب للزوجة العقاقير اللازمة للقضاء عليه.
تعريف العقم:
يعرف العقم بانه عدم القدرة على الإنجاب بعد مرور فترة طويلة من الزواج وحدوث لقاء جنسى منتظم وطبيعى بين الزوجين بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً ودون أى موانع للحمل يستخدمها الزوجان.
والعقم قد يكون أولياً إذا لم يحدث الحمل أبداً، وثانوياً إذا أنجبت المراة مرة واحدة، ولم تستطيع الإنجاب ثانية، وتكون المراة سبباً فى عدم الإنجاب فى نحو 40% إلى 50% من الحالات.
العلاج:
أما العلاج فيكون بالأدوية أو بالتدخل الجراحى عن طريق الأنف أو الجمجمة، وكلها تحقق نتائج جيدة، بشرط التدخل المبكر قبل حدوث تأثير لعصب العين، ما يهدد بفقدان البصر.
وأكد المتخصصون على ضرورة استشارة الطبيب عند وجود صداع متكرر غير عادى أو اضطرابات فى الإبصار كالغشاوة أو ازدواج الرؤية أو تدهور قوة الإبصار، أو عند حدوث التشنجات أو التنميل بالأطراف.
استخدام المنشطات
ومن ضمن الممارسات أو طرق التعامل مع العقم بصورة خاطئة، إعطاء منشطات التبويض لسيدات لم يثبت ضعفهن فى التبويض.
فقبل إعطاء منشطات التبويض التى كثر استعمالها فى الآونة الأخيرة وتعددت أنواعها، لابد من التأكد من عدم وجود التبويض أو إذا كان هناك ضعف بالتبويض عن طريق الأبحاث الطبية المعروفة فى هذا المجال.
وفى بعض الأحيان تلجأ بعض السيدات الى تعاطى عقار خطير مثل الكورتيزون للمساعدة على التبويض، ومن المعروف ان للكورتيزون أضراره المعروفة، ولابد من إعطائه فى حالات نادرة، ولمدة محددة، ولابد أن يكون الطبيب متخصصاً فى مجال العقم قبل وصف هذا الدواء، وهناك أيضا ما يعرف بالكحت والنفخ والكى، وللأسف الشديد فغن كثيراً من السيدات تعرضن لمثل هذه الممارسات.
والكحت يتم إجراؤه لمعرفة التبويض، تحت تأثير مخدر عام بما لذلك من اضرار معروفة، وكان الأطباء يلجأون إليه فى الماضى، ولكن الآن من الممكن معرفة التبويض عن طريق بعض الأعراض والعلامات الخاصة به بالإضافة لإجراء الموجات الصوتية المهبلية، وإجارء تحليل بعض الهورمونات الخاصة بالتبويض وإذا كان هناك حاجة ملحة لإجراء عملية الكحت فيمكن إجراؤها فى العيادة ودون توسيع ودون تعرض السيدة لمخدر عام، لتجنيبها مخاطر التخدير العام.