كيف تتعامل مع الضغوط النفسية والاجتماعية المرتبطة بفيروس كورونا؟

التعامل مع الضغوط النفسية والأجتماعية المرتبطة بفيروس كورونا
التعامل مع الضغوط النفسية والأجتماعية المرتبطة بفيروس كورونا

منذ اللحظة الأولى لتفشي جائحة فيروس كورونا المُستجد (كوفيد – 19)، ظهرت بوادر الضغوط النفسية والاجتماعية بين الناس، لعدة أسباب منها قلقهم من الإصابة بالعدوى، أو بسبب الأجواء السلبية المحيطة بهم، ناهيك عن مكوثهم الدائم في منازلهم، الأمر الذي يستدعي من جهات الرعاية الصحية التدخل للتخفيف من حدة الأزمة بطريقة علمية. 


ومن منطلق مسؤوليتها الاجتماعية في تعزيز وعي عملائها وعموم المجتمع بطرق التعامل مع الأزمة الصحية العالمية عقدت "بوبا العربية للتأمين التعاوني" وبالشراكة مع تطبيق (لبيه) المتخصص في مجال الصحة النفسية سلسلة من اللقاءات الافتراضية عن بُعد (أونلاين) وأتاحت التسجيل بها لجميع أفراد المجتمع، وذلك لرفع مستوى الوعي بالصحة النفسية، وطرق الوقاية والعلاج من الاضطرابات النفسية التي قد تنشأ في خضم الأزمة الصحية.  
الاضطرابات النفسية 
أوضحت استشارية الطب النفسي للأطفال والمراهقين والبالغين، الدكتورة سميرة الغامدي، خلال لقاء بعنوان "كيفية المحافظة على سلامة الصحة النفسية من تهديد كورونا؟"، مسارات الاستجابة النفسية والسلوكية السلبية لتفشي الأمراض المعدية والتي تشمل "اضطرابات النوم، وانخفاض الشعور بالأمان، "، والذي قد يتطّور إلى أعراض جسدية مثل "نقص الطاقة، والكسل، والإحساس بالإعياء السريع، والقلق المستمر والخوف من حدوث أشياء سيئة، والخضة السريعة، أو الإحساس بالخوف المفاجئ الذي يجعل المرء على أهبة الاستعداد طوال الوقت، وتسارع نبضات القلب".  
واستعرضت الدكتورة الغامدي بعض الطرق لمواجهة الضغوط النفسية، ومنها : الدراية بالمعلومات من المصادر الرسمية الموثوقة، واتباع الإرشادات الاحترازية التي تزيد حالة الشعور بالأمان، والمحافظة على الروتين الطبيعي، والمشاركة في الأنشطة الممتعة والعائلية، والتوقف عن متابعة الأخبار، وممارسة بعض تمارين الاسترخاء (اليوغا)، وتناول الوجبات الصحية، وتجنب الدخان والمخدرات، والتواصل مع الأهل والأصدقاء، والاتصال بمقدّم الرعاية الصحية اذا ما استمر الإجهاد لفترات طويلة. 
نصائح للأطفال 
وفي لقاء "أطفالنا وكورونا"، تحدث استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين ووكيل كلية الطب للشؤون التعليمية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الدكتور نادر الرحيلي، عن التغييرات الكبيرة الحاصلة في حياة الأطفال اليومية  خلال أزمة "كورونا"، نظراً لتعليق الدراسة وعدم تمكنهم من رؤية أصدقاءهم أو زيارة أقاربهم، بسبب قرارات منع التجول، وفرض التباعد الاجتماعي، مقدمًا عددًا النصائح لمعالجة الاضطرابات النفسية التي قد تنشأ لديهم جرّاء هذه المتغيرات، ومن ذلك : محافظة الوالدين والبالغين على هدوئهم لطمأنة أطفالهم الذين يراقبون ردود أفعال البالغين، مع أهمية إعطائهم نظرة عامة عمّا يحدث، والتركيز على الأخبار الإيجابية، مشددًا على أهمية وضع روتين يومي لهم يستطيعون اتباعه. 
ومن النصائح المقدمة، التحكم في جرعة الأخبار اليومية التي يتلقاها الاطفال عن تفشي المرض، وتوفير البدائل لهم من أفلام الكرتون، والحرص على دحض المعلومات مغلوطة أو الإشاعات، مع أهمية تعميق لغة الحوار والتفاهم معهم، وتشجيعهم على طرح أسئلتهم والإجابة عليها بطريقة صريحة ومباشرة تناسب فئتهم العمرية دون الدخول في التفاصيل  المخيفة أو المقلقة، والتأكيد عليهم باتباع الإجراءات الوقائية، وأضاف الدكتور نادر الرحيلي أنه "يجب على الوالدين التفريق بين القلق العادي والمرضي (الاضطراب النفسي)، فاذا أصيب الطفل بالنوع الثاني فلا بد من عرضه على الأخصائيين النفسيين قبل تطوره إلى مرحلة أسوأ".  
الوسواس القهري
ومن جهتها أوضحت أستاذ الطب النفسي المساعد في كلية الطب بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، الدكتورة ديمة العتيق، في لقاء "الوسواس والوقاية من كورونا"، أن استجابتنا النفسية لأزمة كورونا تختلف من شخص لآخر، إلا أنها أكدت بأن الجميع معرّض للأفكار السلبية.  
وفرقّت العتيق بين القلق الطبيعي وغير الطبيعي الذي يعد مؤذيًا ومعيقاً للحياة الطبيعية الذي يستدعي طلب مساعدة الأخصائي النفسي، واستعرضت طرق التعامل مع المصابين بالوسواس القهري، كالإطلاع على الإرشادات الصحية والانتباه لسلوكياتهم، وتخصيص أوقات محددة للغسل والتعقيم يلتزمون بها، والحفاظ على الروتين اليومي والأكل الصحي الجيد، والانغماس في العادات و الممارسات الجديدة كحضور الدروس الافتراضية التي تساعد في التحكم والتغلب على المشاعر، وممارسة الرياضة، وتمارين التنفس العميق، واسترخاء العضلات التدريجي، والاستحمام بالماء البارد الذي يسهم في امتصاص القلق الشديد. 
فيما ناقش استشاري الطب النفسي في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني، الدكتور وليد السحيباني كيفية المحافظة على سلامة الصحة النفسية وتجاوز الشعور بالقلق والتوتر والاكتئاب، والتكيف مع المتغيرات الجديدة في ظل أزمة جائحة كورونا، محددًا بعض الأمور المساعدة لتخفيف ذلك مثل القيام بالتجهيزات، والتأكد من توافر الأكل والأدوية اللازمة خاصة للذين يعانون من الأمراض المزمنة، وترتيب المنزل بطريقة مريحة، وتنمية مهارات التأقلم مع الضغوطات التي تختلف من شخص لآخر مثل العودة للهوايات القديمة أو تعلّم هوايات جديدة. 
تستمر شركة بوبا العربية بتقديم جلسات وفيديوهات تعريفية عن الصحة النفسية على قنوات التواصل الخاصة بها كما جعلتها متوفرة للجميع على موقع اليوتيوب، وذلك إيماناً منها بأهمية تركيز الضوء على الصحة النفسية بشكل عام وخاصة خلال هذه الفترة الحرجة.