عباءة النساء السعوديات.. تعددت التصاميم واللون واحد
رغم التغيرات الاجتماعية والتجديدات التي طرأت على عالم الأزياء، تشبثت العباءة بلونها الأصلي رافضة أن تغيره مهما كانت الأسباب.
وتعد العباءة في السعودية، من الأزياء التقليدية المشهورة، التي تتضمن عدة مفاهيم، بل وتدخل ضمن الأعراف الدينية.
فالسعودية لا تستغني عنها على الرغم من ظهور تصميمات وألوان مختلفة لها، حيث ظهرت على فترات العباءة العمانية والفرنسية والمغربية، ثم عباءة الفراشة والكتف والرأس.
ورغم اختلاف هذه التصميمات، فإن القاسم المشترك بينها ظل دائما واحدا، يتمثل في تفصيل بسيط هو اللون الأسود، سواء تعلق الأمر بالعباءة العمانية، وتتميز بأن لها شريطا لاصقا على الكتف الأيسر.
أو العباءة الفرنسية التي تتميز بخصر محدد وبصدر ضيق. كذلك العباءة المغربية، التي تكون لها قبعة أو قلنسوة كبيرة تتدلى من الخلف فضلا عن التطريزات.
وعباءة الفراشة، التي تكون واسعة وتأخذ بقصتها شكل فراشة. وأخيرا وليس آخرا عباءة الكتف، وهي نوع من العباءة التي لا تغطي الرأس، بينما تعد عباءة الرأس الأكثر استعمالا وشعبية بين النساء السعوديات.
يقول محمد سلمان (55 عاما)، صاحب محل لبيع العباءات، في أحد أسواق القطيف (شرق السعودية)، إن العباءة تعتبر موروثا تقليديا، ومن أبرز الأزياء الشعبية التي انتقلت من الجدات إلى البنات، لكونها تتوافق مع تقاليد وأعراف المجتمع.
ويوضح سلمان أن العباءة السعودية بلونها الأسود لا تميز بين الطبقات، وإن اختلفت مسمياتها. في محافظة القطيف مثلا تعرف بالرداء، حيث تلبسها كل الفئات الطبقية باستثناء اختلاف بسيط في نوعية وجودة الأقمشة.
ويشير سلمان أيضا إلى أنه قبل 40 سنة كانت هناك حركة تجارية نشطة في بيع الملابس بين الدول الخليجية والعربية، حيث تم تأسيس شراكة عمل بين مجموعة تجار القطيف والبحرين لصناعة «الرداء»، غير ان هذه الصناعة لم تستمر في السعودية في حين بقي في البحرين مصنع واحد وهو يستقطب كبيرات السن أكثر نظرا لما ينتجه من عباءات تقليدية وأصيلة.
وأردف سلمان، أن «الرداء» نوعان، الأول يتكون من قطعة مستطيلة من القماش الأسود يشبه الملاءة، ويكون جزؤها السفلي مطرزا بخيوط حمراء ويسمى «بريسم»، والثاني يطرز بالزري الذهبية، ويسمى «بروجي»، إلا أن الغالبية من النساء الكبيرات في السن يفضلنه من دون (زري)، من أجل ستر الجسم.
وتتمثل طريقة لبس «الرداء» في وضع المرأة له على رأسها، وتلف طرفيه على مقدمة جسمها وما يتبقى منه تجمعه وتثنيه تحت يديها، أو بثني طرفيه من الأمام وقبضه عند يديها وتغطي وجهها حيث لا يرى منها شيء.
وتابع سلمان أن «الرداء» بشكله القديم والمشهور عند أهل القطيف، تراجع الطلب عليه، ولم يعد مرغوبا به كما في السابق، على الأقل من قِبل صغيرات السن.
وعن أسعاره يقول إنها تختلف على حسب شكله ولونه وجودته. فمثلا يبلغ سعر الـ«بروجي» 120 ريالا، أما الـ«بريسم» فيتراوح سعره ما بين 80 و100 ريال.