تصيبني حالات من الضغوطات والتوتر النفسي، وأنفس عنها بالإكثار من تناول الأكل وبالتالي يزيد وزني. كيف يُمكنني التغلب على هذه المشكلة؟
السؤال الذي طرحته يشمل في الأساس كيفية مقاومة الإصابة بالتوتر النفسي وتداعياته الصحية والسلوكية، ويشمل كيفية منع التوتر النفسي بالتسبب في زيادة شراهة الأكل، ويشمل أيضاً كيفية منع تأثير زيادة كمية الأكل في هذه الظروف النفسية على زيادة الوزن.
والموضوع له أهمية ويحتاج إلى توضيح، لأن البعض قد يُعاني من هذه المشكلة وخاصة من الإناث، والشابات منهن بالذات.
ومن النادر أن لا تتأثر شهية الأكل لدى منْ يتعرض لضغوطات وتوتر نفسي أو لأي اضطرابات أخرى في المزاج، وكذا تتأثر العزيمة على القيام بالسلوكيات الصحية في أنشطة الحياة اليومية، مثل الحفاظ على نظام صحي للنوم والاستيقاظ، وممارسة الرياضة، والتواصل الاجتماعي مع الأقارب أو الأصدقاء وغيرها.
واضطرابات الأكل في هذه الحالة تظهر على شكل أحد أمرين، إما تدني الشهية وعدم الرغبة في الأكل وهو ما يُعبر البعض عنه بـ «نفس مصدودة» عن الأكل، أو زيادة الشراهة للأكل وهو ما يعبر البعض عنه بـ « يفش خلقه» بالأكل.
ومن الناحية الطبية، الإفراط في الشهية أو تدني الشهية، كلاهما يُؤدي في النهاية إلى عدم إمداد الجسم بالعناصر الغذائية الصحية، وذلك إما نتيجة لعدم تناول الطعام الصحي المتنوع، والذي يُمد الجسم بما يحتاجه كل يوم، أو نتيجة لانتقاء تناول كميات كبيرة من أطعمة غير صحية.
وكثيرٌ من المصادر الطبية تضع اضطرابات اعتدال المزاج كأحد الأسباب المحتملة في زيادة الوزن أو تدني الوزن أو سوء التغذية.
وعليك ملاحظة أن عملية أكل الطعام وشهية الأكل والتوقف عن الأكل وانتقاء أصناف طعام الوجبة وتنظيم أوقات وجبات الطعام، كلها أمور مرتبطة بالدماغ. ومن الدماغ تصدر الرسائل العصبية التي تؤثر بشكل إما مباشر أو عبر الهرمونات، على تلك الأمور المتعلقة بالأكل.
وقد لا يستطيع المرء منع نشوء الظروف التي تتسبب بالضغوطات النفسية والتوتر، ولكنه يستطيع أن يمنعها من التسبب بالتأثيرات السلبية على مزاجه ونفسيته، ويستطيع العمل على عدم تمادي تأثيراتها على السلوكيات الصحية لنمط حياته اليومية.
ومشكلة تسبب التوتر النفسي بزيادة الأكل، ومن ثم بزيادة الوزن، لا يكون حلها من المنتصف بل من البداية والأصل، وهو العمل على تبني آليات صحية في نمط الحياة اليومية تجعلك قادرة على حماية صحتك النفسية ومزاجك النفسي.
وتأملي جيداً ما سأقوله لك: خط الدفاع الأول والأهم ضد تأثيرات الضغوطات والتوتر النفسي هو العمل الجاد على الحفاظ على ممارسة سلوكيات الحياة الصحية، ولو تمت المحافظة على النظام الصحي للنوم المبكر والاستيقاظ المبكر، والنمط الصحي في ممارسة رياضة المشي اليومي لمدة نصف ساعة، والحرص على العناية بانتقاء أنواع المأكولات الصحية لوجبات الطعام اليومية، وخاصة الحفاظ على الاستمرار بتناول وجبة الإفطار، فإن كل هذا يحد من تأثيرات تلك الضغوطات النفسية على حياتك، أي منعها من السيطرة عليك وحمايتك من أن تكوني أسيرة لها.
ولا تُؤذي تلك التوترات النفسية ولا يستسلم لها أولئك الذين لديهم قناعة وتقدير جاد وممارسة فعلية للسلوكيات الصحية في حياتهم اليومية. عصير العنب الطبيعي