والدتي لديها سكري، وتتابع بانتظام لدى الطبيب، المشكلة أنها لا تتحمل حرارة الجو وتتعب جداً من ذلك، ما السبب ؟

كبار السن لا يتحملون ارتفاع حرارة الجو بالأصل ، لأن هناك عوامل عدة ، مرتبطة بالتقدم في العمر ، تجعل من الصعب على أجسامهم التكيف مع ارتفاع درجات الحرارة. والتكيف المقصود هو قدرة الجسم على حفظ درجة حرارته ضمن المعدلات الحيوية الطبيعية ، اللازمة لعمل أعضاء الجسم بكفاءة ، مهما كانت الظروف المناخية التي يوجدون فيها. أي في حال ارتفاع درجة حرارة الجو ، الإحساس بذلك الارتفاع ، والعمل على تبريد الجسم.


وكبار السن يفتقدون أنظمة جسمية جيدة لتبريد الجسم وللإحساس بارتفاع الحرارة بشكل طبيعي. وذلك نراهم يشكون من الحر أكثر من غيرهم ، ولا يستطيعون تحمله أكثر من غيرهم أيضاً. كما أنهم أقل إحساساً بالعطش ، الذي يُنسب علامة تنبيهية لجفاف الجسم بمقتضيات تناول الطعام.

كل هذا وكذلك يجعل من تعرض كبار السن لارتفاع حرارة الجو أحد العوامل المؤثرة بشكل سلبي على صحة كبار السن وراحتهم ، وربما أيضاً سلامة حياتهم. يجب أن لا تنظر نظرنا للأمر بالاستهانة بتعريضهم للحرارة الشديدة أو بعدم توفير مكيفات الهواء لهم في المنازل أو السيارات أو غيرها.

هذا في حال كبار السن الذين لا يشكون من أمراض مزمنة أو لديهم قصور في أداء القلب أو الكلى أو الغدد الصماء لوظائفها الطبيعية. وترتفع احتمالات تأثرهم السلبي حال وجود إصابة بأي من الأمراض المزمنة أو التي تسبب أنظمة الجسم ، مثل ارتفاع ضغط الدم أو فشل القلب أو مرض السكري وغيرها ، أو تناولهم أدوية لمعالجة هذه الأمراض أو معالجة أمراض أخرى كأدوية الحساسية أو الجيوب الأنفية أو حالات الاكتئاب أو أمراض الأعصاب وغيرها .

والواجب على البالغين ممن لديهم أحد كبار السن في منازلهم أن يُراعوا نقاطاً مهمة عند ارتفاع حرارة الجو فوق 32 درجة مئوية ، أو 90 فهرنهايت.

وهي ما تشمل: - تشغيل مكيفات الهواء أو الدخول إلى الأماكن المكيفة كالأسواق الكبيرة المغلقة أو دور السينما أو غيرها من الأماكن ، وتجنب التعرض للشمس ، وارتداء ملبوسات سابغة لكن خفيفة وواسعة ، غير ضيقة.

- تجنب تعرضهم إلى بذل مجهود بدني كبير بالنسبة لهم كالمشي لمسافات طويلة أو المشي السريع أو حمل حاجيات.

- الحرص على تناول الماء أو أي سوائل أخرى لا تحتوي على الكافيين مثل الشاي أو القهوة. وذلك من غير الحكمة لجوء البعض أثناء الحروب إلى تناول مشروبات الشاي أو القهوة المثلجة أو المشروبات الغازية المحتوية على الكافيين.

ولعل مما يُنصح كبار السن يكون من لون البول لديهم ، لأن لونه الشفاف أو قليل الصفرة دليل على تناولهم كميات لا حزمة من السوائل ، بينما خروج بول أصفر غامق اللون يدل على عدم تناولهم ما يكفي من السوائل. وهذا المؤشر ينطبق حتى على صغار السن في تقدير مدى حاجتهم إلى شرب الماء في الأجواء الحارة.