عمري 38 سنة، ولدي سكري، وعجزت حبوب الأدوية عن السيطرة على نسبة سكر الدم، والطبيب ينصحني بالأنسولين، وأنا أسمع أنه يزيد الوزن ولا أريده من أجل ذلك. بم تنصح ؟
دعينا قبل الدخول في موضوع الوزن والأنسولين أن نؤكد على حقيقة مهمة وهي أن ضبط نسبة سكر الدم ضمن المعدلات الطبيعية، والتي يهدف علاج مرض السكري الوصول إليها، هي غاية مهمة، وأهميتها تنبع من عدة جوانب أهمها حماية الجسم من حصول تداعيات ومضاعفات مرض السكري، سواء التي على المدى القريب أو المتوسط أو البعيد، وحينما يُقال «علاج مرض السكري» فإن المقصود هنا ثلاث طرق رئيسية، لا يقل اتباع بعضها أهمية عن الآخر حينما يكون الهدف ضبط المرض ومنع حصول المضاعفات.
الأول
اتباع أنماط صحية من سلوكيات الحياة، وهو ما يشمل ضبط كمية ونوعية محتوى الوجبات الغذائية بما يضمن توفير حاجة الجسم من العناصر الغذائية كي يُحافظ على وزن طبيعي وكي تُؤدي أعضاء الجسم وظائفها باقتدار. كما ويشمل أيضاً ممارسة الرياضة البدنية لدواع صحية، لا مجال للاستطراد في عرضها، تطول تحسين معالجة السكري نفسه والوقاية والمعالجة للأمراض المزمنة الأخرى التي قد تُصاحب السكري كالسمنة أو ارتفاع ضغط الدم أو اضطرابات الكولسترول.
والثاني
و الوسائل الدوائية المتوفرة في ضبط نسبة سكر الدم، وهي ما تشمل الحبوب الدوائية وحقن الأنسولين.
والثالث
هو متابعة المضاعفات قبل حصولها، واتباع وسائل الوقاية منها، ومعالجتها حال ظهورها بأي درجة كانت، وهي ما تشمل تأثر الأعصاب وشبكية العينين وشرايين الجسم والكلى واضطرابات الكولسترول والدهون الثلاثية وضغط الدم والسمنة وغيرها. وما يتبعه الأطباء عادة هو إيضاح مشكلة السكري للمريض ووسائل معالجتها والطرق التي ستتم المتابعة عبرها. وحينما يتعذر الوصول إلى أي هدف علاجي، فإن الطبيب عليه استخدام وسائل أخرى. وطبيبك حينما لم تفلح الأدوية وحدها في ضبط سكر الدم طرح الأنسولين كعلاج للحالة، وهو ما أفترض متفائلاً أنه بالرغم من أنك حاولت أنت اتباع الحمية الغذائية وفق ما تم توجيهك إليه وممارستك الرياضة البدنية وتناولك الأدوية بانتظام.
وبالنسبة للوزن وعلاجات السكري عموماً، فإنها كلها قد تزيد في وزن الجسم من الناحية النظرية، ما عدا علاج «ميتفورمين» أو ما يُسمى تجارياً «غلوكوفاج»، لأن أدوية السكري مثل غليبنكامايد «داوانيل» أو غلايكلازايد «دايميكرون» أو حتى الجديدة مثل أفنديا أو أكتوز، تُؤدي نظرياً إلى تنشيط البنكرياس لافراز الأنسولين ورفع نسبته في الجسم، وهو ما بالتالي يزيد من حساسية خلايا الشحم للأنسولين ومنعها من الضمور، كإحدى العمليات الحيوية المرتبطة بعمل الأنسولين نفسه على ضبط نسبة سكر الدم والحيلولة دون ارتفاعه.
وبالرغم من هذا فإن أدوية السكري ضرورية ولا غنى عنها، ويُمكن التعامل مع مشكلة محتملة، أي احتمال ارتفاع وزن الجسم آنذاك، بالحمية المنضبطة وممارسة الرياضة البدنية.
وعليه، فإن احتمال زيادة الوزن نتيجة العلاج بالأنسولين أو بأدوية تنشيط البنكرياس يجب أن لا يحول دون استخدام أي منها طالما كانت الحالة تستدعي ذلك وطالما حاولت أنت أن تتبعي الإرشادات العلاجية ولم تتغلبي على المشكلة.