إقبال الطالبات في حفلات التخرج على فساتين بأسماء عالمية تنعش سوق الإيجار والمنافسة
12:00 م - الثلاثاء 12 يوليو 2011
في مناسبة تخرجها، ارتدت كولبي جوردان، العام الماضي، فستانا من الحرير الأسود من تصميم جون غاليانو وحذاء بكعب عالٍ. وقالت كولبي إنها في العام الحالي ستلبس فستانا أخضر لامعا من تصميم رولاند موريه مع صندل أرجواني من جلد الثعبان، حتى تتألق أمام نظيراتها. فمثلما يحدث في حفلات الأوسكار، اعتادت المدرسة السماح للطلبة بتبديل أزيائهم والظهور بأزياء مختلفة خلال الحفل الذي يقام بعد حفل التخرج بأسبوع؛ لذا تفكر كولبي، البالغة من العمر 18 عاما، في ارتداء فستان أبيض من دار «هيرفيه ليجير» مع حذاء فضي ذي كعب عالٍ من عز الدين علايا اشترته خلال أسبوع الموضة في باريس في شهر مارس (آذار) الماضي. أما المجوهرات فستكون من أحد أصدقائها الأعزاء، وهو إيدي بورغو، المصمم المقيم في نيويورك، الذي أقرضها بعض القطع عندما حضرت حفل افتتاح متحف «متروبوليتان» بداية الشهر الحالي.
على الرغم من أن كولبي لا تزال صبية وطالبة، وإن كانت من طبقة الأثرياء، فإنها ليست الوحيدة التي تشتري فساتين من مصممين عالميين بأسعار عالية، لحضور حفلات التخرج. التوأم كارولين وفيليبا ماكولي، اللتان كانتا تتنقلان من لاتينغ تاون بنيويورك ومانهاتن، سترتديان بدورهما أزياء وإكسسوارات موقعة بأسماء عالمية في حفل تخرجهما الذي سيقام في قاعة «روزماري تشوت» بولاية كونيتيكت.
وطلبتا فستانين من الموقع الإلكتروني لمتجر «ماريا لوتشا هاهان» أحدهما بسعر 709 دولارات والآخر بـ860 دولارا. تقول فيليبا: «بوجه عام أعثر على ما يناسبني ثم أتصل بأبي لكي يدفع الثمن».
الأمر يختلف بالنسبة للذكور، فقد أوضح مسح غير رسمي شمل طلبة المدرسة من الصبيان أن أكثرهم لا يعرف أي شيء عن أزياء المصممين؛ حيث يستأجرون بدلات «التوكسيدو» من متاجر محلية. تقول كارولين: «من المؤكد أن أي فتى يرتدي بدلة من إبداع مصمم يأخذها من خزانة ملابس والده».
لكن على الرغم من فترة التراجع الاقتصادي وربما تأثرا بمسلسلات تلفزيونية مثل «غوسيب غيرل» الذي يظهر فيه أبطالها بأزياء لمصممين، تقول بعض الشابات إنهن يستمتعن بتجربة التسوق في المتاجر الفخمة باعتبارها جزءا لا يتجزأ من حفل التخرج.
ذهبت سارة ويس، الطالبة في السنة النهائية من المرحلة الثانوية في مدرسة «بوب» في ماريتا بولاية جورجيا، التي تصف نفسها بأنها «متابعة جيدة لخطوط الأزياء»، إلى متجر «نيمان ماركوس» لشراء فستانها؛ حيث ترى أن العاملين هناك «مريحون». وتعلق: «إنهم يحضرون إليك الماء، وهناك مساحة كافية في غرفة قياس الملابس، إنها تجربة رائعة».
واختارت سارة فستان «سو يونغ» أبيض سعره 530 دولارا واعتزمت ارتداءه في المناسبات الرسمية بالجامعة العام المقبل. الفساتين ذات المقاسات الكبيرة والسعر المعقول ليست متوافرة؛ حيث تقول دانييل غوردون، الطالبة في السنة النهائية من المرحلة الثانوية في مدرسة «فونتبون هول أكاديمي» في باي ريدج بحي بروكلين، إن زميلاتها في الفصل سيرتدين، على الأرجح، فساتين من تصميم «جوفاني» و«شيري هيل» و«بي سي بي جي» و«فافيانا» و«لا فام» و«جيسيكا ماكلينتوك». لكنها انتقت فستانا أزرق، اشترته من متجر «نوت» من تصميم «ماركيزا» مقابل 750 دولارا.
وأوضحت قائلة: «قال لي والدي إن لي حرية اختيار ما شئت من فساتين». وعند سؤالها ما إذا كانت سوف ترتدي فستان «ماركيزا» مرة أخرى بعد الحفل، بدت متشككة وقالت إنها ربما ستفكر في ارتدائه في أحد حفلات الزفاف.
رفضت ليلي كوهين، الطالبة بالسنة النهائية من المرحلة الثانوية في مدرسة «إثيكال كالتشر فيلدستون» في برونكس، ارتداء ما وصفته بالفستان «التقليدي». وقالت: «هذه الملابس تصلح لحفلات البلوغ، في حين تكون مقبلا على طلة أكثر نضجا في حفل التخرج». لهذا اختارت فستانا أحمر بسيطا من دار «موسكينو» رفضت الكشف عن سعره. وقد ظهرت ليلي في عدد مجلة «سيفنتين» خلال العام الحالي، تم تخصيصه لحفلات التخرج. وقالت: «لقد كنت أرتدي فستانا منتفخا مزينا بالترتر.. كان هذا هو ذوقي في اختيار فستان حفل التخرج، وكان كافيا».
أما بالنسبة للذين ليس لديهم المال الكافي أو آباء يتسمون بالكرم، فإن وجهتهم تكون مواقع إلكترونية لتأجير فساتين لمصممين لمدة 4 أيام مقابل مبلغ يمثل من 10 إلى 15% من سعره. فكل فتاة تريد أن تتميز فيما أصبح يُعرف بـ«لحظة سندريلا السحرية»، كما يطلق على حفلات التخرج وعلاقة الموضة بها.
وقالت جنيفر هايمان، وهي واحدة من مؤسسات موقع إلكتروني لهذا الغرض، والتي ارتدت فستانا من تصميم كارمن مارك فالفو، في حفل تخرجها عام 1998: «سوف تتذكر الفتاة العلامة التجارية التي ارتدتها في حفل تخرجها، وتحلم بضمها إلى خزانة ملابسها».
وأشارت إلى اختلاف النمط المفضل من أزياء المصممين من مكان إلى آخر؛ حيث تحظى أزياء الثنائي بروانزا شولر ونارسيسو رودريغز بشعبية بين طلبة مدارس مدينة نيويورك، بينما تحظى أزياء بادجلي ميشكا وتمبرلي لندن بشعبية مماثلة في المناطق الأخرى.
كوينسي تاشيلدز، الطالبة في مدرسة هوتشكيس في ليكفيل بولاية كونيتيكت، التي تبلغ من العمر 16 عاما، استأجرت فستانا من موقع «رينت ذا ران واي». كان الفستان وردي اللون عاري الكتف من تصميم ماثيو ويليامسون، يتخذ الجزء العلوي منه شكل قلب وبخصر ضيق، قالت: «الاستعداد لحضور حفل التخرج يثير في نفسي حماسة أكبر من الحفل نفسه».
وتذكرت كوينسي عندما ظهر هذا الفستان للمرة الأولى عام 2008 وقالت: «أعتقد أن أربعا من النجمات والشهيرات كن يرتدينه وسجلن في قائمة (أفضل من ارتدى الفستان)»، مشيرة إلى عمود في مجلة «أس» الشهيرة الذي يقارن بين النجمات الشهيرات اللاتي ارتدين فساتين من التصميم نفسه.
وأوضحت سارة ويس، من مدرسة «بوب» الثانوية، أنها تأثرت بغزو خطوط أزياء الثقافة الشعبية، قائلة: «أتابع أخبار النجمات الشهيرات على شبكة الإنترنت، وسأرى ما سيرتدينه في الحفلات الرسمية. أحب قراءة مجلة (فوغ) كل شهر وأستمع إلى النصائح التي تقدمها خبيرة الأزياء ريتشيل زو في برنامجها وأعمل بها».
تشير جنيفر هايمان إلى أن «أي فتاة في الـ13 من العمر تعرف حذاء (لوبوتان)؛ لأنها تشاهد كيم كارداشيان على شاشة التلفزيون وترغب أن تحظى ولو بجانب من طلتها».
ولاحظت جين كيلتنر دي فيل، مديرة أخبار الموضة في مجلة «تين فوغ» التي عرضت العلامات التجارية «جيل ستيوارت» و«دي أند جي» و«فيرا وانغ لافندر»، فضلا عن خطوط موضة لمصممين آخرين في عددها السنوي الخاص بحفل التخرج، تغيرا كبيرا.
وقالت: «أعتقد أنه لم تكن خطوط الموضة جيدة في وقت تخرجي في المدرسة الثانوية، فلم تكن هناك منتجات للمصمم ألكسندر وانغ، بينما يوجد الآن عدد كبير من المصممين الذين يقدمون إبداعات ترضي أذواق المراهقين، مما أثار اهتمام الفتيات بعالم الموضة والأزياء. ربما لا ترتدي كل فتاة فستان (ميو ميو) في حفل تخرجها، لكن هناك تحولا واهتماما بالموضة بوجه عام».
تعتقد كريستين بريم، مؤسسة مجلة «برايم ماغازين»، البالغة من العمر 17 عاما، التي لا يريد وكلاء أعمالها ووالداها الكشف عن المدرسة الثانوية الملتحقة بها، أن هذا الاتجاه غير ضار. وتوضح: «لن يشتري من يتسوق في (جي كرو) أزياء شانيل».
كانت بريم تفكر في ارتداء فستان من مجموعة «فرساتشي» لعام 2010 في حفل تخرجها العام الحالي، لكن لن تستطيع الاستمرار في السهر والالتحاق بالحفل الساهر بعد حفل التخرج لارتباطها بالعمل. لكن مع هذا الإقبال المتزايد فإن هذه الظاهرة خلقت نوعا من التوتر في بعض المدارس الثانوية.
تتوقع هيزيل سيلز، الطالبة بالسنة النهائية من المرحلة الثانوية بمدرسة «موريستون» في نيوجيرسي، أن ترتدي أكثر الطالبات فساتين من دار أزياء «بي سي بي جي» ومن تصميم جيسيكا ماكلينتوك وبيتسي جونسون في حفل التخرج الذي سيقام قريبا.
وكتبت هيزيل سيلز في رسالة بالبريد الإلكتروني: «عندما عرفت بتكوين مجموعة على موقع (فيس بوك) لفساتين التخرج، نشرت صورة لفستان من تصميم دار أزياء ألكسندر ماكوين كنوع من الدعابة.
وبعد بضعة أيام وجدت فتيات يأتين إليَّ والتوتر بادٍ على وجوههن، وهن يسألنني ما إذا كنت سأرتدي هذا الفستان حقا. لقد ضحكت وأخبرتهن أنها كانت دعابة وأكدت لهن أنني لن أحضر حفل التخرج، وحتى إن أردت، لا يمكنني شراء ذلك الفستان. لكن هناك بعضا منهن أخذن الأمر على محمل الجد وفزعن من فكرة أنهن لن يتمكن من ارتداء فساتين من تصميم ألكسندر ماكوين».