عدي شاكار .. مصمم أزياء عراقي تعشقه نجمات هوليوود
نظرة واحدة إلى إبداعاته وأسلوبه في تفصيل الفساتين، تؤكد أن المصمم العراقي الأصل، عدي شاكار يحلم بالزمن الجميل ويغرف من بريقه بنهم قبل أن يترجمه بأسلوب مميز جعل اختراقه السوق الأميركية سهلا إلى حد كبير.
فالنجمات الشابات يقبلن على تصميماته إقبال النحل على رحيق الزهور، لا سيما بعد أن أصبح أسلوبه يعرف من النظرة الأولى: فساتين كوكيتل أو سهرة منحوتة على الجسم، تجعل صاحبتها تبدو وكأنها حورية بحر، يخلو جسمها من أي عيب ومن أي تضاريس في غير مكانها الطبيعي.
في العام الماضي، تم اختياره ليكون ضمن الفريق النهائي لتصميم أزياء خاصة بالأوسكار، محققا خبطة إعلامية كبيرة، لكن انطلاقته الحقيقية كانت عندما منحت له فرصة العرض في حفل خيري أقامته شركة «مرسيدس بنز» خلال أسبوع لوس أنجليس للموضة، كمصمم صاعد وهو في الـ21 من عمره.
يقول عدي إنه كان يعرف منذ نعومة أظافره أنه يمكن أن يكون فاعلا ومؤثرا في مجال التصميم. ففي طفولته التي قضاها في العراق، كان يتصفح صور المجلات وصور والدته، وكان مبهورا بأناقة أزيائها؛ بدءا من طريقة حياكتها، إلى تفاصيلها الأكثر تعقيدا وألوانها.
وكان يقضي ساعات طويلة وهو يرسم، وتعززت رغبته في أن يصبح مصمم أزياء وهو في الـ12 من عمره، خلال زيارة كان يقوم بها مع عائلته إلى لبنان. هناك حضر عرض أزياء للمصمم إيلي صعب انبهر بها وبجمالها.
يقول في إحدى مقابلاته: «كنت مبهورا بما قدمه، وكونه شرقيا ومبدعا أعطاني الأمل وشجعني على أنه بإمكاني أنا أيضا أن أبدع».
بعدها بوقت قصير بدأ دورات تدريبية، وعندما بلغ الـ18 من عمره، كان قد بدأ أولى خطواته لغزو لوس أنجليس. وبالفعل، لم يمر سوى وقت قصير حتى توسعت لائحة زبوناته لتشمل مخمليات ونجمات على حد سواء، وأصبحت فساتينه الحاضر الدائم في مناسباتهن الخاصة والكبيرة.
فالممثلة أودرينا باتريدج، مثلا، ظهرت في فستان أنيق من تصميمه خلال حفل «إم تي في» في 2009، والممثلة ستانيك كاتيك بفستان بظهر مفتوح وذيل طويل في عام 2010، وجنيفر كاربنتر بفستان طويل بكتف مكشوف والآخر مغطى بكم طويل، وغيرهن، لكن النجمة ساندرا بولوك هي التي حلقت به إلى العالمية.
كان ذلك عندما تسلمت جائزة «جينيرايشن» خلال حفل توزيع جوائز الـ«إم تي في» في عام 2010، فقد ظهرت بفستان أسود قصير من توقيعه، لعب فيه كعادته على مفهومي الغموض والإثارة بشكل عجيب، فأكمامه كانت طويلة وياقته تخفي الصدر، فيما كان ظهره مفتوحا بشكل كبير. كانت إطلالة جديدة تماما من حيث إنها تجمع الثقة العالية والجرأة بالأنوثة والنعومة في الوقت ذاته.
فبالكشف عن جزء واحد وتغطية كل الأجزاء الأخرى من الجسم، حفر عدي مكانته في الولايات المتحدة ويريد الآن أن يتوسع إلى أسواق أخرى من خلال الإنترنت. فقد التحق بموقع «ديا - بوتيك دوت كوم» www.dia-boutique.com حيث يمكن الحصول على فساتينه المفعمة بالأنوثة بالضغط على زر واحد.
وبالنظر إلى تشكيلته المطروحة فيه، يظهر أن هناك تغيرا ملموسا ليس في أسلوبها بقدر ما في ألوانها، والتي لم تعد تقتصر على الأسود والرمادي الداكن وغيره من الألوان الكلاسيكية، وأصبحت تشمل الأقمشة المطبوعة بنقوشات تجعل الفساتين تبدو وكأنها لوحات مائية.
عدي يعرف أن الطريق أمامه لا يزال طويلا، حتى بعد أن تحول حلم الصبا إلى حقيقة، خصوصا بعد أن أطلق ماركته الخاصة في عام 2008. صحيح أنه لم يرقَ إلى شهرة قدوته، إيلي صعب، بعد، لكنه لا يتعدى الـ29 من العمر، وخريطة زبوناته تضم نجمات من الوزن الثقيل في مجال الأناقة، ومخمليات في أورينج كاونتي، حيث معمله المكون من خياطات ماهرات ومتخصصات في فن التطريز، وهذا بحد ذاته يشجعه ويعطيه الحق بأن يصوب أنظاره لغزو أسواق أخرى، بما فيها الشرق الأوسط.