ما بين المؤيد والمعارض .. البريطانيون يحتفلون بالزفاف الملكي وقصة حب القرن
اليوم يختلف عن بقية الأيام في بريطانيا، حيث سيحتشد الآلاف في شوارع لندن لمتابعة وقائع زفاف العصر بين الأمير ويليام وكاثرين ميدلتون، البعض من هؤلاء سيحرص على الوقوف في بقعة مميزة على طريق موكب العروس الذي يمتد من كاتدرائية ويستمنستر إلى قصر باكنغهام، والبعض الآخر سيكتفي من الوليمة بالمتابعة على شاشات ضخمة تقام في الهايدبارك وساحة ترافالغار.
و لمن لا يريد الخوض في زحام المرور المتوقع فالمتابعة في المنزل هي أمثل طريقة. «حفل كبير في الهواء الطلق» هو ما يطلقه الكثيرون على الزفاف، وتنافست المناطق في بريطانيا على الاحتفال أيضا في الهواء الطلق، حتى ولو أمطرت السماء كما ينذر خبراء الأرصاد، فحفلات الشوارع تعدى عددها الـ500 حتى الآن حيث يستمتع البريطانيون بالموسيقى والطعام والاحتفال بمناسبة يرى فيها الكثيرون «أهم حدث رومانسي» في القرن.
ومع هذا فلا يمكن القول بأن البريطانيين أجمعهم في حالة من السعادة بسبب الزفاف، فهنالك الكثيرون ممن انتهزوا فرصة العطلة الرسمية التي منحتها الحكومة بمناسبة الزفاف للسفر بعيدا عن الضجة والاحتفالات الزائدة، أو ما يطلقون عليه «هيستيريا الزفاف الملكي»، وهناك من عقد العزم على تنظيم احتجاجات ضد الملكية مثل الجمهوريين الذين سيقيمون حفلا بعنوان «ليس للاحتفال بالزفاف الملكي» في إحدى الحانات بوسط لندن. وعموما فالأجواء كلها تتميز بالحيوية سواء كان ذلك من المناصرين للزفاف الملكي الذين يتوقون إلى رؤية العروس وقبلة العرس على شرفة قصر باكنغهام، أو من ممن يرفضون الأمر برمته، فالإجازة الإضافية منحت البريطانيين عطلة نهاية أسبوع طويلة، وهو أمر مستحب في كل الظروف.
وبالنسبة إلى العروسين فقد اختتما حياة «العزوبية» بعيدا عن بعضهما، فقضى الأمير ويليام يومه أول من أمس مع أصدقائه حيث شارك في مباراة لكرة القدم مع أصدقائه المقربين في إحدى الحدائق العامة بوسط لندن ثم قام بعدها بركوب دراجته النارية مرتديا خوذة كاملة تعذر بسببها رؤية وجهه وتوجه إلى قصر كلارنس هاوس مقر الأمير تشارلز. وقضى الأمير ليلته مع والده وزوجته كاميلا وتناول وجبة العشاء معهما، ويبدو أن الأمير تشارلز قرر إعطاء الأولوية لابنه ليلة زفافه واعتذر عن عدم حضور الحفل الذي أقيم بفندق «ماندرين» بحي نايتس بريدج على شرف الأمراء والملوك من ضيوف العرس، واكتفى بالذهاب لتناول المشروبات وعاد لاستكمال الأمسية مع ابنه.
أما العروس التي نجح المصورون في التقاط لقطات خاطفة لها أول من أمس وهي تقود عربتها متجهة إلى لندن برفقة أختها ووصيفة الشرف بيبا، فقد توجهت أولا إلى قصر كلارنس هاوس وشوهدت ببنطلون جينز وسترة زهرية اللون تنقل حقائب من السيارة أمام القصر الملكي حاملة باقة من الزهور وصندوقا يحمل علامة سوبر ماركت شهير، ونجح أحد المصورين في التقاط لقطة لورقة مهملة في السيارة يبدو أن كاثرين خطت فيها جزءا من وعود الزفاف قالت فيها «بكثير من الحب في قلبينا». وأعلن مؤخرا أن العروس لن تتعهد بطاعة زوجها مقتدية بذلك بالأميرة الراحلة ديانا التي رفضت في 1981 طاعة زوجها الأمير تشارلز.
وقضت كيت ليلة أمس مع بقية أفراد عائلتها في فندق «غورينغ» العريق وقد قامت العائلة بحجز جميع الغرف الـ71 وأقامت العروس في جناح مكون من 5 غرف تطل على الحديقة الخاصة بالفندق.
ومن جانب آخر كشف الغطاء أمس عن بروغرام العرس الذي سيوزع على المدعوين، ووضع على الإنترنت وسيتم بيعه اليوم أيضا بسعر جنيهين في أماكن قريبة من الكاتدرائية، ويبدأ البروغرام بصورة الخطوبة الرسمية للعروسين وإلى جانبها رسالة منهما عبرا فيها عن سعادتهما بالحاضرين لمشاركتهما «ما نأمل بأن يكون واحدا من أجمل أيام حياتنا»، وفي إشارة إلى كم الاهتمام الذي يلقاه الحدث قالا «إن الحب الذي أبداه لنا الكثيرون خلال فترة الخطوبة كان مؤثرا جدا ومسنا بشكل عميق». الدليل يشمل تفاصيل الزفاف داخل الكاتدرائية ويختتم بصورة باللون الأبيض والأسود لم تنشر من قبل للعروسين من تصوير المصور الشهير ماريو تستينو.