بريطانيا تعلن احتفالا بزفاف الأمير وليام في المكان الذي شهد زواج جدته وتأبين والدته

أعلنت بريطانيا أول أمس أن يوم الجمعة 29 أبريل (نيسان) العام المقبل سيكون عطلة رسمية احتفالا بزواج ابن ولي العهد الأمير ويليام إلى كاثرين ميدلتون في كنيسة ويستمنستر، وقال رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إن يوم الزفاف الذي أكده القصر أمس سيكون يوم عطلة رسمية، مضيفا: «سيكون حفل زفاف كيت وويليام مناسبة مبهجة ومهمة للغاية.. نريد أن يكون لهذا اليوم احتفالات وطنية.. ستضمن العطلة العامة أن أغلب الناس ستتاح لهم فرصة الاحتفال في هذا اليوم».


وقال مكتب الأمير ويليام النجل البكر للأمير تشارلز الذي يعتبر ترتيبه الثاني لولاية عرش بريطانيا أول أمس الثلاثاء إن الأمير سيتزوج خطيبته كيت ميدلتون يوم الجمعة 29 أبريل (نيسان) من العام المقبل في كنيسة «ويستمنستر آبي» بلندن.

وأضاف أن الاختيار وقع على «ويستمنستر آبي» لارتباطها منذ زمن طويل بالأسرة المالكة وتم في هذه الكنيسة مراسم زواج ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية من الأمير فيليب، كما أن جنازة ديانا والدة الأمير ويليام كانت هناك أيضا بعد موتها عام 1997. وتقع كنيسة «ويستمنستر» بالقرب من مبنى البرلمان وساعة بيغ بن الشهيرة.

وقال جيمي لوثر بينكرتون السكرتير الشخصي للأمير ويليام للصحافيين: «نعلم أن العالم سيكون مترقبا يوم 29 أبريل والاثنان متشوقان للغاية حقا أن تكون هذه المناسبة الكبيرة مثالا كلاسيكيا لما تجيد بريطانيا القيام به على أكمل وجه».

وقدر باحثون أن حفل الزفاف ربما يدعم الاقتصاد البريطاني بما يصل إلى مليار دولار لكن لوثر بينكرتون قال إن الأمير ويليام وخطيبته يدركان جيدا التقشف الذي يواجه الكثير من البريطانيين بعد إعلان الحكومة خفضا كبيرا في الإنفاق.

ومضى بينكرتون يقول: «يريد الأمير ويليام والآنسة ميدلتون ضمان تحقيق توازن بين يوم ممتع والوضع الاقتصادي الحالي». وتابع: «ولتحقيق هذه الغاية ستدفع العائلة المالكة وعائلة ميدلتون تكلفة الزفاف».

وقال مسؤول في البلاط الملكي إن هذا يعني أن الأسرة المالكة وعائلة ميدلتون سيدفعان تكلفة مراسم الكنيسة وحفل الاستقبال وشهر العسل في حين أن تكاليف أخرى مثل الإجراءات الأمنية سيتحملها دافعو الضرائب. وأضاف المسؤول أن الأمير ويليام وخطيبته وكلاهما يبلغ 28 عاما كانا يريدان دائما أن يكون حفل زفافهما في الربيع ويوم جمعة.

وكثرت التكهنات في البلاد خلال الأيام الماضية عن موعد الزفاف. ومنذ إعلان نية الزفاف والصحافة البريطانية تتكهن باليوم والمكان الذي سيقام به الحفل. وكانت تشير هذه بأن 29 يوليو (تموز) هو الموعد الأرجح للزفاف، الذي تحل فيه الذكرى الـ30 لزفاف الأمير تشارلز والأميرة ديانا، وكثرت المراهنات عليه بعد أن أصبح واضحا أن الأمير العريس يريد إحياء ذكرى والدته التي عانت الكثير في حياتها الزوجية وفي علاقتها مع العائلة المالكة وزواجها الذي انتهى بالطلاق، لكنها في الوقت نفسه نالت احترام وحب الملايين في بريطانيا وفي العالم. ومن هنا جاء وصف رئيس الوزراء السابق توني بلير لها بأنها «أميرة الشعب» بعد وفاتها في حادث السيارة في أغسطس (آب) 1997.

وعندما أعلن الأمير نيته في الزواج من كيت ميدلتون صرح أمام صحافة العالم أن خاتم الخطوبة الذي قدمه لكيت هو الخاتم نفسه الذي ارتدته والدته في خطبتها قبل 30 عاما. وكانت عروسته تمسك بذراعه ويدها متدلية أمام الصحافة لتظهر هذا الخاتم الذي ورثه عن والدته.

وقيل إن العروسين سيختاران يوميا خلال أيام أو ربيع العام المقبل، وإن كنيسة «ويستمنستر» هي الأرجح كمكان للحفل. وجاءت الوقائع مغايرة للتكهنات بخصوص الموعد، لكنها أصابت بخصوص المكان. وقال مكتب غراهام هيل للمراهنات قبل تحديد المكان والتاريخ من قبل القصر إن التوقعات ترجح كفة شهر يوليو بفارق بسيط وتصل نسبة الفوز للمراهنين عليه إلى 15 إلى 8 بينما تبلغ نسبة الفوز للمراهنين على أغسطس إلى اثنين إلى واحد.

والدته الأميرة ديانا عقدت زواجها في كاتدرائية سانت بول، أما حفل تأبينها فكان في كنيسة «ويستمنستر» التي تضم قبورا لكبار المشاهير من رجال دين وكذلك أدباء وشعراء وغيرهم.

ويتوقع البعض أن الزفاف سيكون أسطوريا مثل زواج والدته قبل 30 عاما الذي شاهده مئات الملايين على شاشات التلفزيون، وجذب إليه أكثر من مليون شخص سائح إلى شوارع لندن، لكنه انتهى بالطلاق عام 1996 أي قبل عام واحد من وفاة الأميرة في حادث سير بباريس.

وكان قد أعلن الأسبوع الماضي عن خطبة الأمير إلى وكيت التي تكبره بـ6 أشهر، واتفقا على الزواج أثناء رحلة في كينيا وأصبحا مخطوبين منذ ذلك الحين.

يذكر أن ويليام وكيت تعرفا على بعضهما خلال الدراسة في جامعة سانت أندروز وارتبطا منذ عام 2003. وكان ويليام يؤكد وقتها أنه لن يتزوج قبل أن يبلغ 28 أو 30 عاما. لكنهما انفصلا في أبريل 2007 ولكنهما عادا سويا في أكتوبر (تشرين الأول) من العام نفسه.

وبالرغم من أن الصحافة البريطانية أصبحت مقيدة بسلوكها تجاه كيت ميدلتون بعد إعلان خطبتها رسميا من الأمير ويليام وانضمامها إلى العائلة المالكة، فإن تناول وضعها الجديد سيضعها تحت ضغوط كبيرة. ولهذا فقد قالت بعض التقارير إن خبراء في الطب النفسي يقدمون حاليا الدعم لها لإعدادها لدورها المستقبلي في القصر الملكي. ونقلت صحيفة «ديلي ميل» عن صديق مقرب من كيت وويليام قوله: «يرغب القصر في التأكد من أن كيت قادرة على تحمل ضغط الحياة اليومية بشكل أفضل من الأميرة ديانا»، بالرغم من أن الراحلة كانت مستعدة أكثر لهذا الدور بسبب خلفيتها الاجتماعية.

وقال ديفيد ستاركي المؤرخ وخبير الشؤون الملكية البريطاني في تصريحات للصحيفة «التايمز» إن ديانا «تحدرت من واحدة من أعظم العائلات الإنجليزية، من مجموعة من الأرستقراطيين.. ديانا بالفعل راقية جدا جدا على الرغم من أنها تصرفت كما لو كانت ولدت في كاليفورنيا. لكنها كانت ابنة إيرل رفيع المقام، وانظر إلى تشعب عائلتها. كيت ميدلتون شيء آخر». فهي تعتبر من عامة الناس، رغم ثروة والدها. أما والدتها فكانت تعمل مضيفة طيران.

ويخشى القصر الملكي من أن تسقط كيت فريسة الاكتئاب مثل الأميرة الراحلة ديانا، والدة الأمير ويليام. ومما يزيد من مخاطر هذا الأمر هو أن الأمير ويليام سينخرط بشكل أكبر في المهام الملكية بعد إنهاء تدريبه في سلاح الجو الملكي وبالتالي فلن يكون لديه الكثير من الوقت لزوجة المستقبل. ومن المحتمل أن تعيش الأميرة كاثرين، وهذا سيكون لقبها الرسمي بعد الزواج، في بيت في شمال إقليم ويلز قريبا من القاعدة التي سيعمل بها زوجها في سلاح الجو، كونه يقود طائرة هليكوبتر لحالات الطوارئ والإنقاذ.

ومجرد أن تصبح واحدة من أبناء العائلة المالكة فسوف تكلف الأميرة كاثرين بالقيام ببعض المهام الرسمية الملكية. وقالت بعض المصادر الملكية بأنها قد تقوم ببعض واجبات دوق أدنبره الأمير فيليب قرين الملكة إليزابيث الثانية، الذي سيكمل عامه التسعين العام المقبل.

وقالت مصادر في القصر لصحيفة الـ«ديلي تلغراف» بأن دوق أدنبره سيحتفل بعيد ميلاده التسعين في 10 يونيو (حزيران) المقبل، ولهذا فسيقلل من بعض نشاطاته الملكية، كونه يعمل رئيسا لعدد من الجامعات البريطانية، مثل جامعة أدنبره وجامعة كمبريدج. وقال متحدث باسم القصر بأن الأمر ما زال في بدايته ومن الصعب الحديث عن تحويل بعض هذه المهام لكيت ميدلتون، لكن بالتأكيد بعض الوظائف «ستباركها الإرادة الملكية»، وستكون فرصة جيدة لملكة بريطانيا المستقبلية لأن تقوم بها.

لكن قبل أن تصبح كيت ميدلتون ملكة فعلى زوجها أن يعتلي العرش بعد والده ولي العهد الأمير تشارلز، الذي أدلى لأول مرة علانية بأن زوجته قد تصبح ملكة في حالة اعتلائه عرش بريطانيا، خلفا لوالدته الملكة إليزابيث الثانية، سواء جاء ذلك بسبب وفاتها أو باتخاذ قرارها بالتنحي عن التاج لصالحه.

وقال الأمير تشارلز إن زوجته كاميلا باركر بولز يمكن أن تصبح ملكة إذا أصبح هو ملكا، وجاء ذلك في مقابلة مع شبكة «إن بي سي» الأميركية قبل أيام. ولم يدل تشارلز، 62 عاما، بتصريحات علنية من قبل بشأن وضع زوجته إذا أصبح ملكا. وأصبحت كاميلا، 63 عاما، دوقة كورنوول عندما تزوجا عام 2005.

وأجاب تشارلز ردا على سؤال من مذيع «إن بي سي» بريان ويليامز حول ما إذا كانت كاميلا ستصبح ملكة «أنت تعرف، أعني، سنرى وأنا لا أعرف ما إذا كنت لا أزال على قيد الحياة، ولكن ذلك ممكن».

وهذه هي المرة الأولى التي يطرح فيها الموضوع حول اتخاذ هذا اللقب الرسمي لها، خصوصا بعد أن أصبح متعارفا عليه ببين الأوساط الرسمية والملكية والشعبية بعد ارتباطه بها رسميا بأن لقبها في حالة اعتلائه العرش سيكون «الأميرة القرين» وليس الملكة.