فستان زفاف كيت ميدلتون .. الشغل الشاغل لوسائل الإعلام البريطانية والعالمية
أصبحت كيت ميدلتون، خطيبة الأمير ويليام، الشغل الشاغل لوسائل الإعلام البريطانية والعالمية، وأصبحت كل تفاصيل حياتها تحت المجهر. ولا عجب أن يهتم البريطانيون بكل تفاصيل حفل الزفاف المرتقب الذي من شأنه أن يبعث البهجة في نفوس البريطانيين، خصوصا في أوقات التقشف الاقتصادي.
حفل الزفاف بتفاصيله موضع نقاش وتكهنات، انتهى بعضها بإعلان الأمير ويليام وعروسه عن موعد الزفاف 29 أبريل المقبل ومكانه في كاتدرائية وستمنستر. ويتبقى موضوع آخر لا يقل أهمية حسب أولويات الزفاف، ألا وهو الفستان الذي سترتديه كيت، ومن هو المصمم المحظوظ.
وسيتحول الفستان في هذه الحالة إلى رمز لتحولها من امرأة عادية من أفراد الشعب إلى أميرة، ومن «كيت» إلى «كاثرين»، وترسم صورتها أمام ملايين سيشاهدونها تتبادل النذور مع الأمير ويليام الربيع المقبل، حسب ما أشارت وكالة «أسوشييتد برس» في تقرير لها حول الفستان المرتقب.
يجب أن يكون هذا الفستان أنيقا وبارزا ومقاسه مناسبا تماما. هناك توازنات دقيقة للغاية يجب مراعاتها، وهي أن يكون طرازه حديثا وتقليديا في الوقت ذاته، وفاتنا دون إثارة، وذوقه رفيعا دون مبالغة في إظهار الثراء، وأكثر نضجا من فستان الأميرة ديانا بلون حلوى المارينغ وأكمامه المنتفخة وذيله الذي كان بطول 25 قدما. أيا كان الاختيار النهائي، فالتوقعات كثيرة للغاية.
تقول ماري ألديرز، سكرتيرة تبلغ من العمر 32 عاما وتتوق لمشاهدة حفل الزفاف الملكي: «لا أستطيع الجزم بأن فستانها سيتفوق على فستان ديانا، لكن سيكون من الرائع أن تختار فستانا مذهلا. أيا كان شكل الفستان؛ فمن المؤكد أن الجميع يتمنى الحصول على مثله. أراه من الحرير ومطرزا ببعض الخرز، وسيكون رائعا بالتأكيد».
وقد تم طلب توريد كمية كبيرة من القماش باهظ الثمن الذي سيفصل على مقاس الشابة الرشيقة، لكن سيحصل أحد المصممين، غالبا من بريطانيا، قريبا على تكليف بتصميم الفستان الذي من المتوقع أن يكون أكثر الفساتين تمييزا لهذه الحقبة.
تقول فانيسا فريدمان، محررة موضة في صحيفة «فايننشيال تايمز» إن الأهمية العظيمة للفستان الذي ستتم محاكاة طرازه حول العالم سيجعل من الصعب على ميدلتون (28 عاما)، اختيار ما تراه رائعا. وتضيف: «يجعل هذا من المحال اختيار موديل لمجرد أنك تحبه، فأيا كان ما ستختاره، لا يتعلق الأمر بها بل بما سيكون عليه الحال، وهو ما يعطي الأمر بعدا سياسيا».
ينبع الضغط غير المعلن الخاص باختيار مصمم للفستان، أو على الأقل مصمم من بريطانيا، من الشعور القومي والرغبة في استفادة شركة بريطانية من «تأثير كيت» الحتمي الذي سيحقق الشهرة وزيادة عدد المشترين.
ومن المتوقع أن يسلط الفستان الضوء على مجموعة هذا المصمم بأكملها، ومن المحتمل أيضا أن تتم محاكاته لكن بخامات أرخص حول العالم، رغم أن المرجح عدم استفادة المصمم من هذا الأمر بشكل مباشر. تشير مصادر مطلعة إلى احتمال حدوث رد فعل سلبي كبير في حالة اختيار ميدلتون مصمما أميركيا أو إيطاليا. ومن غير الوارد اختيار مصمم فرنسي نظرا إلى التاريخ الطويل من التنافس المر بين البلدين.
بدأت التكهنات الخاصة بالمصمم وطراز الفستان مع تحديد 29 أبريل موعدا للزفاف، مع آمال بجو ربيعي جيد. ويأمل القصر في عدم اكتشاف اسم المصمم والتصميم السري حتى تحين اللحظة الحاسمة حين تسير ميدلتون على ممشى الكنيسة. وترغب ميدلتون، شأنها شأن أي عروس أخرى، في الوصول بتأثير لحظة وصولها إلى أقصى حد ممكن.
يعد تحقيق هذا الهدف أصعب في عصر الإنترنت والوجود المستمر للناس الذين يحملون هواتف جوالة بها كاميرات، لذا من المرجح أن يتم تهريب المصممين لمقابلة ميدلتون في ظل أوامر مشددة لتجنب لفت الانتباه.
سيكون من النماذج التي ستسترشد بها فستان الزفاف ذو الرباط الباهر بطرازه القديم والمصنوع من قماش التفتا الحريري والتللي الذي ارتدته الممثلة غريس كيلي عند زواجها برينير، أمير موناكو عام 1956. يمثل هذا العمل الإبداعي الفريد نموذجا في حفلات الزفاف الملكية من الصعب محاكاته.
هناك ضغوط كثيرة حاليا، فقد قالت إرين سولتمان، عارضة الأزياء في لندن، إن ميدلتون تفكر في اختيار موضة فساتين العرس «الخضراء» التي راجت خلال السنوات الأخيرة، وهو ما سيسعد - بلا شك - الأمير تشارلز، الناشط في مجال البيئة، الذي سيصبح والد زوجها.
لقد قالت إنه يمكن اختيار فساتين زفاف مصنوعة من مواد عضوية ومن مصادر لا تتنافى مع الأخلاق، «دون أن تبدو مثل جوال ضخم من الخيش».
كذلك تقول إرين إن العروس ينبغي عليها أن تتجنب لمسات ديانا مثل ذيل الفستان الطويل أو الأكمام المنتفخة، وينبغي أن تفكر في طرحة صغيرة بسيطة أي بما يشبه الذوق العام.
تقول ساندرا جيمس، عاملة خزينة في متجر تبلغ من العمر 40 عاما: «أرغب أن أراها ترتدي فستانا بسيطا. أنا على يقين من وجود قواعد تحكم ما ترتديه في الكنيسة، لكنها ستبدو رائعة وهي مرتدية فستانا ذا رباط وبأكتاف منخفضة، فملابسها بسيطة وأحيانا تكون الملابس البسيطة الأنيقة رائعة».
هناك تكهنات كثيرة باختيار ميدلتون لدانييلا إيسا هيلايل، مصممة الأزياء البرازيلية المقيمة في بريطانيا، صاحبة تصميمات «إيسا لندن». كثيرا ما التقطت صور لميدلتون وهي ترتدي فساتين ضيقة ملونة مثيرة من تصميم إيسا. وقد ارتدت مادونا وغوين ستيفاني ومشاهير آخرون فساتين من تصميمها.
يرى خبراء الموضة أن هذا الاختيار غير محتمل ليس فقط نتيجة لأصول هيلايل البرازيلية، بل أيضا لعدم قيامها بتصميم فساتين الزفاف رغم عزمها تقديم خط إنتاج لفساتين الزفاف العام المقبل.
تقول ديبورا جوزيف، رئيسة تحرير مجلة «برايدز»: «اختيار إيسا سيكون مفاجئا لي، فعمل فساتين الزفاف أمر معقد ودقيق للغاية ويحتاج إلى خبير لا مصمم فقط. تعرف إيسا بتصميمها لفساتين غير لافتة للنظر، وهي لا تصلح للدخول الدرامي الكبير، خصوصا دخول هذه العروس».
وتوضح ديبورا أن ستيلا مكارتني لا ترجح هي الأخرى هذا الاحتمال رغم أن إيسا من المصممات البارزات، وذلك نتيجة لعدم خبرتها في تصميم فساتين الزفاف. وتقول ديبورا: «إن كان لي أن أراهن، سأراهن على فيليبا ليبلي، فقد اشتهرت بمجموعة تشيلسي، وهي كتومة للغاية وستدرك معنى الزفاف الملكي. وكذلك ستكون اختيارا آمنا لا يتضمن مخاطرة لأنها بريطانية».
وجاء ذكر فيينا ويستوود، نجمة الموضة البريطانية، التي ترحب بها حاليا المؤسسة البريطانية الحاكمة رغم تصميماتها الاستفزازية الفجة في الفترة الأولى من حياتها المهنية، وكذلك جيني بيكام، باعتبارهما احتمالين آخرين.
وترجح الرهانات في بريطانيا اختيار ليبلي، حيث كانت لها الأفضلية في مقابل مصممين آخرين من العيار الثقيل مثل ويستوود ومكارتني.
وتتراوح تكلفة فساتين الزفاف التي يتم تصميمها خصيصا لأفراد بعينهم بين 7000 جنيه إسترليني (11000 دولار) و26000 جنيه إسترليني (41000 دولار)، بحسب المادة الخام المستخدمة والتطريز. ولا تختلف التكلفة كثيرا لدى مصممي الأزياء المشهورين الآخرين.
لكن من المحتمل أن تحصل ميدلتون على الفستان مجانا، بحسب قول ديبورا، مقابل الدعاية الكبيرة العالمية التي سيحصل عليها الفستان.