هناك نوعان من حبوب فيتامين «D» .. فأيهما أفضل؟

من المهم تناول الفيتامين لتعزيز صحة الجسم
من المهم تناول الفيتامين لتعزيز صحة الجسم

- س: قرأت مواضيعكم حول تناول حبوب الفيتامينات المتعددة. ولذا فقد قررت التحول من تناول حبوب الفيتامينات المتعددة تلك إلى تناول فيتامين «دي» لوحده. إلا أن الأمر أصبح ملتبسا لدي بشأن أنواع هذا الفيتامين المختلفة. ما هي أنواعه التي يجب علي تناولها؟


- ج: إنك حكيم لأنك تتناول فيتامين «دي»! ولكن الأمر قد يلتبس حتى على الرجال المتسمين بالحكمة، بشأن تعقيدات فيتامين «دي».

إن فيتامين «دي» (D) حيوي للصحة. وأقوى دور مؤكد له هو عمله لزيادة امتصاص الكالسيوم في الأمعاء، مما يقوي العظام.

إلا أن أبحاثا مهمة تبشر بآمال عريضة، منها أن فيتامين «دي» ربما يساعد في الوقاية من سرطان البروستاتا والأورام الخبيثة الأخرى، ومن ضعف العضلات ومن المخاطر المترتبة على السقوط أرضا، وأمراض القلب، والاضطرابات الصحية الأخرى.

وفيتامين «دي» هو الفيتامين الوحيد من بين 13 فيتامينا يستطيع الجسم إنتاجها. (كما ينتج أيضا كميات صغيرة من فيتامين «كيه» (K) من قبل بكتريا الأمعاء).

وتبدأ عملية إنتاج فيتامين «دي» عندما تؤثر طاقة الأشعة فوق البنفسجية للشمس على نوع من أنواع الكولسترول (وهو 7 - ديهايدروكولسترول 7 - dehydrocholesterol) الموجود في الجلد، لينتج فيتامين «دي3» (D3).

ولكن، وقبل أن يبدأ فيتامين «دي3» في تنفيذ وظائفه فإن عليه التوجه أولا إلى الكبد ثم إلى الكلى بهدف إتمام عمليات تحولاته.

ويكون الناتج النهائي له هو فيتامين «دي» المعروف طبيا باسم «1.25 - دايهيدروكسي فيتامين دي»1,25 - dihydroxyvitamin D، أو «كالسيتريول» calcitriol.

ويعاني الكثير من الأميركيين من نقص (عوز) فيتامين «دي» لأنهم لا يتعرضون بما فيه الكفاية لأشعة الشمس اللازمة لإنتاج فيتامين «دي3» في الجلد.

التغذية وحبوب الفيتامين
إن كانت التغذية الجيدة تجهز الجسم بكميات مناسبة من كل الفيتامينات فإنها لا تجهزه بفيتامين «دي»، ويقدم السمك والمحار بعضا من فيتامين «دي» (السمك الدهين هو الأفضل). كما يقدم صفار البيض كمية ضئيلة منه.

وتحتوي منتجات الألبان المدعومة بفيتامين «دي» عليه، إلا أن القليلين منا يحصلون على احتياجاتهم من هذا الفيتامين من الغذاء، ذلك أن على الفرد أن يتناول مقدار نحو 5 أونصات (الأونصة تساوي 29 غراما تقريبا) من سمك السلمون، أو 7 أونصات من سمك الهلبوت (وهو من الأسماك المفلطحة الضخمة)، أو علبتين من سمك التونة وزن كل منهما 8 أونصات، أو ربع لتر من الحليب، كي تحصل على 400 وحدة دولية من فيتامين «دي»، وهذا المقدار هو نصف التوصية التي يقدمها الخبراء تقريبا.

وإن لم تتمكن من الحصول على قدر كاف من أشعة الشمس اللازمة لإنتاج فيتامين «دي» ولا يمكنك تأمين احتياجاتك منه بالغذاء، عليك بتناول حبوب (مكملات) الفيتامين.

وهناك نوعان شائعا الانتشار من هذه الحبوب: الأول فيتامين «دي2» (D2) الذي يتم إنتاجه بعد تعريض مادة «إرغوستيرول» ergosterol الموجودة في الخميرة إلى الأشعة فوق البنفسجية، والنوع الثاني هو «دي3» (D3) الذي يمكن الحصول عليه من السمك أو لدى تعريض مادة «لانولين» lanolin الموجودة في صوف الخراف للأشعة فوق البنفسجية.

وكلا هذين النوعين من الفيتامين أي «دي2» و«دي3» يجب عليهما الانتقال نحو الكبد ثم الكلى للتحول إلى فيتامين «دي» النشط.

ولكن أيا منهما هو الأفضل؟ لقد ظل فيتامين «دي2» يحتل الموقع الرئيسي في العلاج على مدى 80 سنة وهو النوع الوحيد الموصوف طبيا. إلا أن كلا النوعين، أي «دي2» و«دي3» يسوق كحبوب من دون وصفة طبية.

وقد افترضت دراسة عام 2004 أن «دي3» هو أفضل. إلا أن الباحثين لم يختبروا فيها سوى جرعة عملاقة من 50 ألف وحدة دولية لكل من نوعي الفيتامين.

إلا أن تجربة أكثر واقعية نشرت نتائجها عام 2008 قيمت تأثير جرعة يومية من 1000 وحدة دولية لكلا الفيتامينين «دي2» و«دي3»، تكونت من 500 وحدة دولية من كل منهما.

وخضع للتجربة 68 متطوعا من البالغين الأصحاء بين أعمار 18 و84 سنة، كان 60 في المائة منهم يعانون من نقص فيتامين «دي» في بداية التجربة.

وأخيرا وبعد 11 أسبوعا من بداية التجربة ظهر أن كلا من فيتاميني «دي2» و«دي3» كانا فعالين في رفع مستويات فيتامين «دي» في الدم.

والنصيحة هي أن تتناول أي نوع من نوعي فيتامين «دي» الأسهل لك. وتأكد من أن كميته كافية. وتشير التوصيات الغذائية للبالغين الذين تقل أعمارهم عن 51 سنة إلى ضرورة تناول 200 وحدة دولية، وللأعمار 51 إلى 70 سنة يجب تناول 400 وحدة دولية، وأخيرا للأعمار أكثر من 70 سنة تناول 600 وحدة دولية.

إلا أن الكثير من الخبراء يوصون بتناول 800 إلى 1000 وحدة دولية يوميا. وتعتبر الجرعات التي تصل إلى 2000 وحدة دولية آمنة.