فيتامين «D» يطيل العمر ويقي من الإصابة بالسرطانات والشعور بالكآبة
خاص الجمال - وائل نجيب
يعتبر فيتامين D من أهم الفيتامينات .. حيث يساعد هذا الفيتامين الأمعاء على امتصاص المواد الغذائية والطعام، والقيام بالتمثيل الغذائي لكل من الكالسيوم والفوسفور .. ويعتبر ضوء الشمس هو المصدر الرئيسي لتوليد هذا الفيتامين في جسم الإنسان .. وذلك من خلال تعرض الجلد لضوئها يومياً .. ويؤدى نقصه إلى تشوه العظام (لين العظام) ، وضعفها عند الأطفال، و نقص الكالسيوم عند الكبار.
مصادره..
ومن أشهر الأطعمة الغذائية التي تحتوى عليه : البيض، السمك، ومنتجات الألبان .. كما أنه يتكون في الجسم من خلال الجلد عند التعرض لضوء الشمس، لذلك نجد أن الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الحارة يحصلون على كل ما يحتاجونه من هذا الفيتامين من خلال ضوء الشمس عن طريق الجلد، لكن يحتاج سكان المناطق الباردة، وكبار السن، وربات المنازل إلى تناول مكملات لهذا الفيتامين، لأنهم لا يستطيعون الحصول عليه كليةًً من ضوء الشمس لقلة تعرضهم لها.
وتزايد في الآونة الأخيرة الاهتمام بمنافع فيتامين D على أساس دوره الحيوي في نظام الحميات والصحة بصفة عامة.
وخلال العقد الأخير، توصلت عدة دراسات إلى ربط هذا الفيتامين بالعديد من الآثار الجيدة على صحّة الإنسان، بما جعله يرقى إلى صفة "بطل" الفيتامينات السحري.
وزيادة على دوره في تعزيز امتصاص الكالسيوم وبالتالي تشجيع نموّ العظام، أظهر هذا الفيتامين مؤشرات على المساعدة في الوقاية من عدّة أنواع من السرطانات، وأمراض القلب، والشرايين، والسكّري، وغيرها.
ماذا يفعل الفيتامين (D) ؟
في عام 1919، عندما جرى اكتشاف فيتامينات A وكذلك B زيادة على ثالثهما C، لم يكن قد تمّ اكتشاف الفيتامين الرابع، ربما لأنّ طريقة عمله تختلف عن أشقائه، حيث يعمل وكأنّه هرمون داخل الجسد، فيقوم بتنسيق وتوجيه الرسائل، وهو ما لا تقوم به الفيتامينات الأخرى.
وفي الوقت الذي تقوم فيه فيتامينات "غذائية" أخرى مثل فيتامين C بالعمل وفق ما يحدده الجسد بناء على الشكل الذي استقبله بها، يتطلب فيتامين D عملية أطول، حيث أنّه يبدأ العمل على أساس أنّه سليل للكوليسترول.
الكمية التي نحتاج إليها..
يقترح معهد الطبّ- وهو مؤسسة أمريكية للبحوث التي تحدّد سياسات الصحة - أن يتناول كلّ شخص "كمية بالجملة" ملائمة لحاجة الإنسان حسب عمره، بدلا من جرعة يومية محددة.
والكمية المقترحة هي 200 وحدة عالمية لمن هم أقلّ من 50 عاما، وضعفها لمن يتراوح عمره بين 51 و70، وثلاثة أضعافها لمن هم فوق تلك الشريحة.
غير أنّه مع تزايد البحوث حول هذا الفيتامين، يدعو بعض العلماء إلى تعزيز تلك النسب، ويعتقد البعض الآخر أنّه من الضروري تناول 10 آلاف وحدة يوميا.
قال الباحث الشهير في جامعة هارفارد الدكتور والتر ويليت : "النسبة التي نتحدث عنها الآن، وهي ألف وحدة يوميا، تعدّ ضئيلة جدا".
وأوضح أنّ شخصا متوسط البنية يمكن أن ينتج 15 ألف وحدة نتيجة التعرّض لمدة نصف ساعة فقط لأشعة الشمس.
فيتامين (D) يقلل الإصابة بسرطان الثدي
ثمة دراسة علمية أجريت في الولايات المتحدة قبل أربع سنوات، تفيد بأن تناول جرعات كبيرة من فيتامين D يمكن له أن يساهم في التقليل من خطر الإصابة بمرض السرطان.
ففي دراسة أجريت في ولاية نبراسكا، وشملت أكثر من 1100 امرأة تتجاوز أعمارهن 55 عاما، أفادت بأن النساء اللواتي يتناولن الكالسيوم وفيتامين D بمعدل ثلاثة أمثال الجرعة التي أوصت الحكومة النساء في منتصف العمر بتناولها يوميا، لوحظ لديهن جليا انخفاض نسبة الإصابة بالسرطان بنحو 60 في المائة، مقارنة بالنساء اللواتي لا يتناولن هذا الفيتامين بالذات .. وفي ذات الوقت، لوحظ إصابة 50 امرأة بالسرطان خلال فترة إعداد الدراسة .
أكدت دراساتان علميتان نشرتا مؤخراً بشكل شبه قاطع أن السيدات اللاتي يتناولن كميات مناسبة من فيتامين D يكن أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي.
وأثبتت نتائج إحدى الدراستين أن السيدات اللاتي حصلن على مستويات عالية من فيتامين D انخفضت نسبة إصابتهن بسرطان الثدي إلى حوالي 50 %، كما أن اللاتي حصلن على مستويات أقل انخفضت احتمالات إصابتهن بالمرض بنسبة 10 %.
ووجدت الدراسة الثانية أن السيدات اللاتي تقضين بعض الوقت خارج المنزل، أو تتناولن فيتامين D في غذائهن، وخاصة من هن في سن المراهقة، تنخفض معدلات إصابتهن بسرطان الثدي بنسبة تتراوح بين 25 و45 %، أقل من السيدات اللاتي لا تتناولن كميات مناسبة من الفيتامين.
وقالت رئيسة الفريق البحثي بمستشفى مونت سيناي في تورنتو (جوليا نايت): "التعرض لفيتامين D خلال الفترة التي ينمو فيها الثدي خاصة بالنسبة للمراهقات قد يكون أمراً مهماً".
ويمكن لجسم الإنسان أن يقوم بتوليد فيتامين D أثناء تعرضه لأشعة الشمس في أوقات معينة، ويرى العديد من الأطباء أن أفضل معدل للتعرض لأشعة الشمس، يجب ألا يزيد عن 15 دقيقة، لعدة مرات خلال الأسبوع.
ويوجد فيتامين D في الكثير من الأطعمة، منها أسماك السلمون والتونة وزيوت الأسماك، كما يمكن تناوله في بعض أنواع من اللبن.
ويستطيع الفيتامين أن يقلص خطر الإصابة بأنواع كثيرة من السرطانات عن طريق منع نمو أوعية دموية جديدة تسمح للسرطان بالانتشار، وهي عملية تعرف باسم "تولد الأوعية".
فيتامين (D) يقي من سرطان القولون
أظهرت دراسة حديثة نشرتها الجمعية الطبية الأمريكية أن فيتامين D يعتبر سلاحا فعالا في الحرب على سرطان القولون.
وتفيد المعلومات أنه كلما كان النظام الغذائي غنيا بالكالسيوم زاد من تقليل فرص الإصابة بالسرطان، إذ يساعد فيتامين D الجسم على امتصاص كميات أكبر منه، وهو ما يحتاجه جسم الإنسان.
ووجد الباحثون أن نسبة تعرض الأشخاص لسرطان القولون والأمعاء من بين الذين يتناولون نظاما غذائيا غنيا بفيتامين D تقل بنسبة 40%، وذلك مقارنة بمن يتناولونه بكميات أقل، أو لا يقومون بذلك إطلاقا.
فيتامين (D) يطيل أعمار مرضى الكلى
قد يحتاج مرضى الغسيل الكلوي إلى جرعات داعمة من فيتامين D تساعدهم على العيش مدة أطول من الزمن ..
وقد أشارت دراسة جديدة، أن حقن الفيتامين D التي تعطى لمرضى الفشل الكلوي تساعد في خفض نسبة حدوث الوفاة بالمقارنة مع الذين لا يتلقون هذا النوع من الحقن.
يقوم الغسيل الكلوي بوظيفة الكلية السليمة التي تعمل على تنقية السموم من الجسم، وهو الوسيلة الوحيدة للحفاظ على مرضى الفشل الكلوي على قيد الحياة إلى حين توفر إمكانية زرع كلية للمريض.
ويصاحب عملية الغسيل إضافة عدد من الهرمونات والعناصر الهامة والتي منها فيتامين D، حيث يتعرض المرضى عادة لنقص في هذا الفيتامين، مما يستدعي تعويضه دوائيا .
فيتامين (D) يقضي على الكآبة
كما كشف باحثون هولنديون عن أن البالغين الذين لديهم مستويات منخفضة من فيتامين (D) في دمائهم قد يكونون أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالاكتئاب.
وفي الدراسة التي نشرت في "أركايفز أوف جنرال سايكايتري" ربطت الكآبة بارتفاع مستويات هرمون في الدم تفرزه الغدة الدرقية (parathyroid) .
وذكر الدكتور ( ويتي هوجنديجيك) من جامعة فريجي في أمستردام أنه بفحص معدلات فيتامين D وهرمون (parathyroid) في دم متطوعين تم تسجيل أعراض الكآبة عند 1282 شخصا تتراوح أعمارهم ما بين 65 و 95 عاما.
وتبين من الدراسة أن 26 من هؤلاء كانوا يعانون من الاكتئاب بشكل كبير، و169 من نفس الحالة ولكن بشكل خفيف، في حين لم يصب 1087 بهذه الحالة.
نقص فيتامين (D) يزيد الإصابة بأمراض القلب
نصحت دراسة حديثة مرضى ارتفاع الضغط الشرياني بتناول كميات معتدلة من الأغذية الغنية بفيتامين (D)، وذلك بعد أن تبين أن نقصه يزيد خطورة التعرض للأمراض القلبية والوعائية.
وأشار الباحثون إلى أن مستقبلات فيتامين (D) تتوزع بشكل واسع في أنسجة الجسم المختلفة، بما في ذلك العضلات الملساء الموجودة في جدران الأوعية الدموية، بالإضافة إلى شغاف القلب والبطانة الوعائية، وبالتالي فإن نتائج الدراسة التي نحن بصددها تزيد من احتمال انخفاض خطورة الأمراض القلبية والوعائية، إذا ما تم تدبير فيتامين (D) عن طريق المكملات الدوائية، أو الحمية الغذائية وتعديل نمط الحياة .