الأصدقاء الوهميون عند الاطفال.. هل هذا طبيعي؟

يشعر العديد من الآباء بالقلق ويعتقدون أن الأطفال الذين لديهم أصدقاء وهميين يشعرون بالوحدة، أو ليس لديهم أصدقاء في العالم الحقيقي، أو حتى يعانون من اضطرابات عقلية، مثل الفصام.


ولكن بشكل عام، لا يعد وجود أصدقاء وهميين لدى الأطفال حالة مثيرة للقلق ويعد هذا أمر طبيعي كجزء من النمو الاجتماعي للطفل فغالبا ما يكون لدى الأطفال أصدقاء وهميون عندما يبلغون من العمر حوالي 2.5 عامًا ويمكن أن يكون لكل طفل صديق وهمي واحد أو أكثر.

عادة ما يلعب الأطفال مع أصدقاء وهميين لعدة أشهر قبل أن ينسوا أو لا يرغبون في اللعب معًا ومع ذلك، هناك أيضًا أطفال لديهم أصدقاء وهميون لعدة سنوات فلا يزال من الطبيعي أن يكون لدى الأطفال أصدقاء وهميون حتى يبلغوا 12 عامًا ثم سيختفي الصديق الوهمي من تلقاء نفسه بمرور الوقت.

تأثير الأصدقاء الوهميين على نمو الطفل

وجود أصدقاء وهميين أثناء الطفولة أمر طبيعي وعادة، يبدأ الأطفال في الحصول على صديق وهمي واحد أو أكثر من عمر 2.5 سنة ويمكن أن يستمروا لمدة أشهر أو سنوات. ومع ذلك، ليست هناك حاجة للقلق حيث يمكن لهذا الصديق الخيالي أن يوفر للأطفال الترفيه والدعم بشكل غير مباشر. تظهر الأبحاث أن وجود أصدقاء وهميين هو شكل صحي من أشكال اللعب ويجلب العديد من الفوائد لنمو الأطفال، بما في ذلك:

- زيادة الإبداع لدى الأطفال.

- مساعدة الأطفال على التحكم في عواطفهم.

- مساعدة الأطفال على التحكم في الصراعات ورؤية العالم من حولهم من منظور مختلف.

- زيادة شعور الأطفال بالتعاطف مع الآخرين.

- تدريب الأطفال على التعود على التواصل مع الآخرين.

- زيادة حماس الأطفال للقيام بالأنشطة لأنهم لا يشعرون بالوحدة.

- منح الأطفال الفرصة للشعور بالقوة والمسؤولية .

بصرف النظر عن ذلك، فإن الانتباه إلى تفاعلات طفلك مع أصدقائه الوهميين يمكن أن يساعدك أيضًا على فهم مخاوفه وتفضيلاته.. فمثلا إذا كان صديق الطفل الوهمي يخاف من وحش تحت السرير، فقد تفهمين أن طفلك الصغير أيضًا يشعر بنفس الشعور.

مخاطر الأصدقاء الوهميين عند الأطفال

غالبًا ما يكون الأصدقاء الوهميون جزءًا من طفولة الطفل ومع ذلك، هناك في الواقع آثار سلبية قد يصاب بها الطفل من وجود أصدقاء وهميين.

- ارتباط الطفل بصديقه:

تعد أحد الآثار السلبية التي قد تحدث للطفل هي ارتباطه بأصدقائهم الوهميين ويمكن أن يكون لهذا تأثير سلبي على قدرات الطفل الاجتماعية، لأنه قد يفضل قضاء الوقت مع أصدقائه الوهميين بدلا من اللعب مع الأطفال في مثل عمره. كما قد يواجه الطفل صعوبة في التمييز بين العالم الحقيقي وخياله، مما قد يعيق تطور الإبداع والخيال.

- حالة الطفل المزاجية:

يمكن أيضًا أن يختفى الأصدقاء الوهميون من حياة الطفل في سن 7-9 سنوات، مما يجعله يشعر بالضياع والوحدة. يمكن أن يؤثر هذا على مزاج الطفل.

- إعاقة النمو العاطفي:

يمكن أن يشكل الأصدقاء الوهميون مشكلة أيضًا إذا استخدمهم الأطفال للهروب من الحقائق غير السارة. إن تجنب المشاكل الحقيقية والاختباء خلف أصدقاء وهميين يمكن أن يعيق النمو العاطفي للطفل ويعوق قدرته على التعامل مع المشاكل.

- مشاعر الخجل:

قد يتوقف الأطفال أيضًا عن الحديث عن أصدقائهم الوهميين لأنهم يخشون أن يسخر منهم أقرانهم. وهذا يمكن أن يسبب مشاعر الخجل، وتدني احترام الذات، وصعوبة في التفاعل الأجتماعي

كيف يتعامل الأبوان مع أطفالهم الذين لديهم أصدقاء وهميين؟

- يجب أن يلعب الآباء مع أطفالهم من خلال التظاهر بأن أصدقاء أطفالهم الخياليين موجودون بالفعل فعلى سبيل المثال، اسأل طفلك عن اسم صديقه الوهمي أو ماذا فعل أثناء اللعب اليوم.

- إذا أراد طفلك أن يأكل مع صديقه الوهمي، دعيه يفعل ذلك طالما أنه لا يبالغ في ذلك، مثل تخصيص الطعام لصديقه الوهمي.

- لا تتظاهري بالتفاعل المباشر مع أصدقاء طفلك الوهميين.

- تحدثي فقط مع طفلك، وليس مع أصدقائه الوهميين.

- استمعي إلى ما يقوله الطفل عن صديقه الوهمي.

- طالما أن الأطفال لا يلعبون بشكل مفرط مع أصدقائهم الخياليين، فمن الطبيعي أن يكون لدى الأطفال أصدقاء وهميون حتى يعرف الأطفال ويدركون أن أصدقائهم الخياليين ليسوا حقيقيين وأنهم يعتمدون فقط على خيالهم.