أساليب عملية مفيدة في حل الخلافات الزوجية

الحياة الزوجية لا تخلو من الخلافات والمشاكل، فقد تمر بعض العلاقات الزوجية ببعض المشاكل التي تتسبب فى اضطراب العلاقة بين الزوجين، فالعلاقة الزوجية من أكثر العلاقات المتشابكة، وفيها يتشارك الزوجان كل تفاصيل حياتهما من اللحظات الحلوة واللحظات الصعبة، ومن الممكن أن تحدث خلافات لعدة أسباب مختلفة وهذا أمر طبيعي جداً نتيجة اختلاف وجهات النظر، إلي جانب أن الزواج يتضمن العديد من التحديات ويمكن أن تضع هذه التحديات الزوجين تحت ضغط كبير، فينتج عنها خلافات، وهذه الخلافات والمشاكل إذا لم تعالج، قد تسلب الطرفين راحتهما وسعادتهما، وتُفقدهما أهم ميزات وخصائص الارتباط الزواجي.


طرق عملية لحل الخلافات الأسرية

هناك عدد من الطرق العملية التي يمكن القيام بها من أجل حل الخلافات الزوجية بين الطرفين:

الرجوع إلى النفس

محاسبة النفس ضمان من التمادي في الخطأ، لذلك لابد من الرجوع إلى النفس ومحاسبتها ومعرفة تقصيرها، وهو يعني القيام بتصفية وتنقية النفس، فعادة ما يكون الخلاف بين الزوجين ناتجاً عن خطأ ارتكبه أحد الطرفين، فليس عيباً أن يحاسب المخطئ نفسه بعد معرفته لتقصيره، فهذا لا يمس بكرامة أحد الطرفين، وحتى يطَّلع على عيوب نفسه، وإزالة أي خطأ.

الاعتراف بالخطأ

الاعتراف بالخطأ طريق الصواب وأحد أهم طرق حل الخلافات الزوجية، وهو خير من التمادي في الباطل، وإن إقرارك بالخطأ من جهتك يعتبر بداية الحل والعلاج للمشكلة، فعندما يعترف كل طرف بالخطأ الذي قام به فإنه يخمد نار الخلافات بين الشريكين، ولابد أن يكون لدى الجانبين من الشجاعة والثقة بالنفس ما يحمله على ذلك، ولا يوجد حرج في أن يعيد كل طرف النظر لمواقفه تجاه الطرف الآخر، ولابد ألا يستعمل هذا الاعتراف أداة ضغط ضد الطرف المخطئ.

عدم فتح الملفات القديمة

من أهم الطرق العملية التي يمكن من خلالها حل الخلافات الزوجية هو تحديد موضع النـزاع والتركيز عليه، وعدم الخروج عنه بذكر أخطاء أو تجاوزات سابقة، أو فتح ملفات قديمة، وعدم القيام بفتح خلافات من الماضي مع الطرف الآخر، ففي هذا توسيع لنطاق الخلاف، كما ينبغي ألا تكون هناك روح انتقامية من الطرف الآخر، لأن ذلك يتسبب في جعل الحياة بين الزوجين متوترة دائماً.

تفهم الأمر

سوء فهم الزوجين لبعض القضايا يتسبب في وقوع كلا الطرفين في مشكلات أكبر والتي قد تؤدي إلى الانفصال في الكثير من الأحيان، لذلك يجب على كل طرف أن يوضح الأمر لكل طرف، وما كان يقصده للطرف الآخر، وذلك دون أن يتسبب في مضايقته أو أن يقلل من قدره.

الاعتذار

قبل العودة للسياق الطبيعي للحياة يشترط الاعتذار عن الخطأ والاعتراف بالمشكلة، خاصة إذا كان الخلاف حادّاً بين الزوجين فكل طرف يحاول إظهار نفسه غير مخطئ، فثقافة الاعتذار تريح الطرفين في العلاقة وعدم التشبث بالرأي وإلصاق الخطأ بطرف واحد، وذلك من أجل أن تترسخ مفاهيم التسامح والعفو بين الطرفين.

فهم مقصد الخلاف

لابد من تفهم المقصد والسبب الأساسي من المشكلة وهل هو خلاف أو أنه سوء تفاهم فقط، أو فشل فهم المغزى الحقيقي لموضوع الخلاف، فالتعبير عن حقيقة مقصد كلا الطرفين وعن سبب ضيقه بشكل واضح ومباشر، يساعد على إزالة سوء الفهم وإذابة الضيق والغضب، فربما يتضح أنه لم يكن هناك خلاف حقيقي وإنما سوء تفاهم.

ضبط النفس

عند وجود أي خلاف بين الزوجين لابد من ضبط النفس والتحلي بالهدوء والتعقل، والبعد عن التهور والاندفاع والغضب عند الخلاف، وعدم الخطأ والسرعة في الإساءة للطرف الآخر كرد فعل على المشكلة، كما ينبغي البعد عن التهكم والسخرية والشماتة في الطرف الآخر والترفع عن الضرر.

إيجاد حل عاطفي للخلاف

يظن أحد الزوجين أن استخدام العقل فقط هو ما يحل الخلاف، ولكن أحياناً نجد أنه لابد من المرونة والعاطفة والشعور بين الزوجين ببعضهما البعض، بذلك ستحل الخلافات بطريقة أسهل وأسرع، لذلك فلابد أن يدخل الشريكان العاطفة أثناء الخلاف أوأثناء النقاش لحل الخلاف مع شريكك مما يجعله يؤجل الخلاف أويترك الخلاف جانباً.

تجميد النقاش مؤقتاً

عندما يصل الخلاف بين الزوجين لمرحلة متقدمة وحرجة وخطرة، وأدت إلى تفاقم هذا الخلاف والمشكلة، يكون لزاماً على الشريكين أن يجمدا النقاش مؤقتاً في هذه المشكلات وتأجيله إلى فترة لاحقة، البحث عن وسيلة مناسبة للترفيه والراحة سواء في نزهة أو سفر أو زيادة لأحد الأقارب أو الأصدقاء وما شابه ذلك.

تهدئة حدة الخلاف

لابد أن يكون لدى الشريكين في العلاقة ثقافة تهدئة الخلافات في البداية، وقبل أن تتفاقم وتتطور الخلافات، وذلك قبل أن تشتعل الحياة الأسرية، ويجب تجنب كل طرف عدم البوح بأسرار الطرف الآخر، بل الحفاظ على خصوصيته.

الرضا والقناعة

لكي تستقيم الحياة الزوجية بين الطرفين، يجب أن يتحلى كل طرف بالقناعة والرضا بكل ما يخص تفاصيل حياتهما، الرضا بين الزوجين يفتح باب السلامة بينهما، بمعنى أنه يجعل قلب كل منهما سليماً نقيّاً من الغش والغِل تُجاه الآخر، فسلامة القلب قرين الرضا، ولكي يوجد رضا بين الزوجين، فلا بد أن يكون بينهما اتفاق على الموضوعات الحيوية المتعلِّقة بحياتهما المشتركة، وكذلك المشاركة في أعمال وأنشطة مشتركة وتبادُل العواطف بينهما، وأن يتقبل كل طرف شخصية الطرف الآخر، وذلك من أجل أن تستمر الحياة الهادئة بينهما.