في الذكرى الثلاثين لوفاته: بليغ حمدي.. موسيقار أبدع في السينما المصرية
المصدر: وكالات
يُعد الفنان بليغ حمدي واحداً من كبار الملحنين والموسيقيين في مصر والوطن العربي، وكان من أبرز الموسيقيين الذين قاموا بتطوير الموسيقى العربية بشكلٍ عام، حيث تعاون خلال مسيرته الفنية مع عدد كبير من المطربين بكافة أرجاء الوطن العربي من المحيط للخليج مثل أم كلثوم، طلال مداح، صباح، عبد الحليم حافظ، وديع الصافي، والكثير من المطربين الآخرين، كما كان له دور كبير في اكتشاف عدد من المطربين والأصوات الجديدة.
بليغ وبداية رحلته مع الموسيقى
كانت بدايته مع الموسيقى منذ طفولته حينما تعلم العزف على العود وهو في الثامنة من عمره. طلب من والده شراء آلة عود له، وحاول دراسة الموسيقى والالتحاق بمعهد فؤاد الأول للموسيقى إلا أن تم رفضه نظراً لصغر سنه. وجاءت بدايته الحقيقية من خلال مشاركته بالغناء والتلحين بالبرنامج الإذاعي الشهير "ساعة لقلبك". كما تعاون بالعديد من الألحان مع شركة "نصر فون" والتي كان يمتلكها الفنان محمد فوزي.
بليغ حمدي وعالم السينما
على الرغم من شهرته الكبيرة في مجال الألحان للعديد من المطربين وعلى رأسهم كوكب الشرق أم كلثوم وكل مطربي زمن الفن الجميل والأجيال التي جاءت بعد ذلك، إلا أن بليغ حمدي تميز بشكلٍ كبير في الموسيقى التصويرية لعدد من الأفلام السينمائية وبشكلٍ أدق ظهرت عبقريته الحقيقية في وضع ألحان لبعض الجمل الحوارية في تلك الأعمال الفنية، والتي يأتي من أبرزها فيلم "شيء من الخوف" بطولة الفنانة شادية والذي تعاون من خلاله مع الشاعر عبد الرحمن الأبنودي حيث تميزت ألحان بليغ حمدي بالاستعانة بكورال يسرد أحداث الفيلم في قالب موسيقي.
كما تعاون بليغ حمدي في السينما مع عدد من كبار الفنانين مثل إسماعيل ياسين بأفلام "أبو عيون جريئة"، "المليونير الفقير" والعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ في عدد من الأفلام السينمائية ومنها "الوسادة الخالية"، "يوم من عمري" و"أبي فوق الشجرة".
وشهد هذا التنوع المميز بموسيقى بليغ حمدي بأنه لم يتوقف عند تقديم نوعية محددة من الألحان والأغنيات، فنرى تقديمه لألحان الفيلم الديني "الشيماء" وعلى مستوى المسرح نجد ألحانه المميزة في "ريا وسكينة" و"مدرسة المشاغبين".
خلال مسيرة فنية وموسيقية امتدت لما يقارب الأربعين عاماً، ألَّف بليغ حمدي الموسيقى التصويرية ووضع الألحان لما يتجاوز الـ100 عمل فني ما بين السينما والدراما التلفزيونية والإذاعية والمسرح، فضلاً عن لحنه لمئات الأغنيات لكبار المطربين بأجيال مختلفة على مستوى الوطن العربي، قبل أن يرحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 12 سبتمبر عام 1993 عن عمرٍ ناهز الـ62 عاماً.