أهمية الفاكهة لمرضى السكري.. دراسة تكشف

كشفت نتائج دراسة جديدة أن وصف الفاكهة والخضراوات كعلاج لمرضى السكري من النوع 2 يمكن أن يمنع 296000 حالة من أمراض القلب والأوعية الدموية ويوفر 39.6 مليار دولار أميركي من الإنفاق على الرعاية الصحية في الولايات المتحدة على مدار 25 عامًا.


وبحسب ما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية جمعية القلب الأميركية، باستخدام نموذج يعتمد على 6.5 مليون أميركي تتراوح أعمارهم بين 40-79 عامًا يعانون من مرض السكري وانعدام الأمن الغذائي، كما ورد في ثلاث دورات من المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية NHANES، قدرت المحاكاة أن برنامج الوصفات الطبية الوطني الأميركي إذا قام بتقديم الفاكهة والخضراوات مجانًا أو مدعومة يمكن أن يكون له تأثير كبير على النتائج الصحية.

كما سيوفر البرنامج فواكه وخضراوات مجانية أو مدعومة بشكل كبير للمرضى المشخصين بإصابتهم بداء السكري، في محاولة أيضا لمعالجة الصلة المدروسة بدقة بين مرض السكري من النوع 2 وعوامل مثل الحالة الاجتماعية والاقتصادية المنخفضة والأمن الغذائي.

جاءت الفاكهة والخضراوات كأهم التوصيات لنظام غذائي غني بالألياف لمرض السكري، جنبًا إلى جنب مع البقوليات والحبوب الكاملة.

وأظهرت الدراسات أن واحدًا فقط من كل 10 أميركيين يتناول الكمية الموصى بها من الفاكهة والخضراوات يوميًا، وهو ما يرتبط بالقدرة على تحمل التكاليف والقدرة على الوصول إليها أكثر من مجرد الاختيار الشخصي. وأن هناك جهودا متزايدة من أجل أن تصبح الوصفات الطبية شائعة.

من جانبه، يقول كبير الباحثين الدكتور داريوش مظفريان، طبيب القلب وأستاذ التغذية في كلية فريدمان للتغذية بجامعة تافتس، إن "من بين الاستراتيجيات التي يمكن أن تحسن التغذية الأميركية والنتائج الصحية المتعلقة بالنظام الغذائي، يستمر الدليل على أن برنامج الوصفات الطبية الوطني الأميركي يعد خيارًا رائعًا"، مشيرًا إلى أن "هذه العلاجات المبتكرة مثيرة لأنها تستطيع تحسين الصحة وتقليل الإنفاق على الرعاية الصحية، إلى جانب تقليل الفوارق من خلال الوصول إلى المرضى الذين هم في أمس الحاجة إليها".

وكشفت نتائج الدراسة أيضًا أنه يمكن أن يوفر البرنامج ما يقدر بنحو 4.8 مليار دولار من الإنتاجية المفقودة. سبق أن قدرت دراسة، أجراها باحثون في جامعة تافتس، من خلال تحليل السجلات الصحية في 184 دولة، أن سوء التغذية كان عاملاً في أكثر من 14 مليون حالة من مرض السكري من النوع 2 في عام 2018، وهو ما يمثل حوالي 70% من التشخيصات الجديدة للحالة في جميع أنحاء العالم.

في الوقت نفسه، توصلت تجربة أجريت عام 2021 في اطار برنامج الوصفات الطبية الوطني الأميركي، إلى أن تناول الفاكهة والخضراوات الطازجة لمدة 15 أسبوعًا، والذي يشمل مرضى السكري من ذوي الدخل المنخفض في ديترويت أدى إلى انخفاض كبير في مستويات الهيموغلوبين A1C، وهو أمر أساسي في تعافي الحالة.

تجدر الإشارة إلى أن الباحث الدكتور مظفريان كان أيضًا صاحب الفكرة وراء "مبادرة الغذاء هو الطب"، وهي مبادرة هي الأولى من نوعها تهدف إلى البحث وإعداد البرامج التي من شأنها أن تجعل الرعاية الصحية والحصول على الفاكهة والخضراوات أكثر إنصافًا.

ويقول الدكتور مظفريان: "تساعد النتائج الجديدة التي تم التوصل إليها على توفير إرشادات وضوابط للتنفيذ بهدف توسيع نطاق هذه البرامج وتقييمها في جميع أنحاء الولايات المتحدة."

من جانبه، قال الباحث لو وانغ، زميل ما بعد الدكتوراه في كلية فريدمان للتغذية: "تشير النتائج إلى أن مبادرة الوصفات الطبية الوطنية الأميركية يمكن أن تفيد جميع الأميركيين، وأن تسلط الضوء على إمكانات الغذاء كأحد استراتيجيات الطب للتخفيف من التفاوت بين الحالات الصحية الناجمة عن انعدام الأمن الغذائي والأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي".