أحدث علاجات مرض قصور عضلة القلب
03:32 م - الثلاثاء 8 مارس 2022
قصور عضلة القلب هو من الأمراض التي تتفاقم حدة أعراضها بمرور الوقت ويعاني منه أكثر من 60 مليون شخص حول العالم، ولكن على الرغم من ذلك هناك أحدث الابتكارات العلمية لعلاج مرض قصور عضلة القلب الذي يُلقي بعبءٍ ثقيل على كاهل المنطقة بشكل عام.
ألقي الخبراء الضوء على أهمية استخدام مثبطات الناقل المشارك صوديوم/ جلوكوز 2 (SGLT-2) التي أثبتت فعاليتها على المرضى الذين يعانون من قصور عضلة القلب الناجم عن انخفاض معدل الكسر القذفي للبطين الأيسر.
حيث اجتمع أكثر من 200 طبيب قلب من مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا يومي 25 و26 فبراير في فندق "إنتركونتيننتال" في دبي للمشاركة في المنتدى الطبي الأول بعنوان "حوار من القلب" الذي نظمّته "بورينجر إنغلهايم"، إحدى شركات الأدوية الرائدة في العالم، وخلال هذا المنتدى الذي استمرّ لمدة يومين، ألقى الخبراء الضوء على فوائد استخدام مثبطات الناقل المشارك صوديوم/ جلوكوز 2 التي أثبتت فعاليتها في علاج المرضى الذين يعانون من قصور عضلة القلب الناجم عن انخفاض معدل الكسر القذفي للبطين الأيسر (HFrEF).
وقد جرى تنظيم منتدى "حوار من القلب" بعد أن تمّ اعتماده من مجلس الاعتماد الأميركي للتعليم الطبي المستمر وهيئة الصحة في دبي وإقراره من قبل جمعية القلب الإماراتية، وهي مؤسسة مهنية تهدف إلى تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية من خلال التعليم والبحث وتقديم أرقى مستويات الرعاية للمرضى داخل دولة الإمارات العربية المتحدة، وكذلك مؤسسة أبحاث القلب والأوعية الدموية والتعليم والوقاية في مصر التي تهدف إلى تمكين الأطباء المختصين من خلال تعزيز معرفتهم في مجال أمراض القلب.
وضمن فعاليات هذا المنتدى، استعرضت نخبة من المتحدثين الدوليين دراسات لحالة المرضى وناقشت طرق استفادة أطباء القلب من مثبطات الناقل المشارك صوديوم/ جلوكوز 2 في المعالجة السريرية، وقد أشارت أحدث التوجيهات والإرشادات التي جرى التطرّق إليها خلال المنتدى إلى فوائد تطبيق العلاجات الطبية القائمة على المبادئ التوجيهية لعلاج مرض قصور عضلة القلب والتي تشمل المثبطات المذكورة للحدّ من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية وحالات دخول المستشفى والآثار السلبية الخطيرة على الكلى لدى المرضى الذين يعانون من انخفاض معدل الكسر القذفي للبطين الأيسر، وساهمت حلقات النقاش التي جرى تنظيمها على مدى يومين في تبادل الأفكار وأفضل الممارسات، وذلك إلى جانب جلسات حوارية تركزت حول التحديات التي قد يواجهها أطباء القلب عند استخدام مثل هذه الابتكارات الطبية في العلاج السريري.
تجدر الإشارة إلى أنّ أمراض القلب والأوعية الدموية هي السبب الرئيسي للوفاة في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا2، ويُعد قصور عضلة القلب من المضاعفات الشائعة لهذه الأمراض وهو حالة مرضية قد تؤدي إلى وفاة أكثر من 60 مليون شخص حول العالم، أما انخفاض معدل الكسر القذفي للبطين الأيسر، فهو عبارة عن عدم قدرة عضلة القلب على التقلّص بشكل فعّال ما يؤدي بالتالي إلى ضخ نسبة دم أقل من القلب إلى مختلف أنحاء الجسم، وغالباً ما يعود ذلك إلى نوبات القلب السابقة ومرض الشريان التاجي والتشوهات الخلقية في بنية القلب، وحتى الآونة الأخيرة لم نشهد الكثير من التطورات على مستوى الخيارات الطبية المتاحة العلاج قصور عضلة القلب، في ظلّ عدم التوصّل إلى أي علاجات حديثة على مدى العقدين الماضيين.
محمد الطويل، العضو المنتدب الإقليمي ورئيس قسم الأدوية البشرية في "بورينجر إنغلهايم" في منطقة الهند والشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، علّق قائلاً: "قد تؤثر أعراض قصور عضلة القلب بشكل ملحوظ على جودة الحياة اليومية للمرضى الذين يعانون من هذا المرض الذي يهدد صحتهم البدنية. وانطلاقاً من سجلنا الطويل والحافل بالإنجازات في مجال ابتكار أحدث العلاجات للحالات الطبية المستعصية، نفخر اليوم بإلقاء الضوء على فوائد استخدام مثبطات الناقل المشارك صوديوم/ جلوكوز 2 التي أثبتت حتى الآن فعاليتها في معالجة المرضى الذين يعانون من قصور عضلة القلب. وفي هذا الإطار، يسهم المنتدى الطبي "حوار من القلب" في دعم التزامنا المطلق بتحسين حياة المرضى من خلال توفير المنصّات العلمية التي تجمع الخبراء لمناقشة أحدث الابتكارات العلاجية لمشكلة قصور عضلة القلب."
من جانبه، صرّح الدكتور عبدالله شهاب، نائب رئيس جمعية القلب الإماراتية والأستاذ المساعد لطبّ الأوعية الدموية في جامعة الإمارات: "قصور عضلة القلب هو حالة مرضية تؤدي إلى مضاعفات خطيرة وتتسبّب بارتفاع معدل الوفيات. لذلك، من المهمّ جداً إتاحة فرص الالتقاء بأطباء القلب من مختلف أنحاء العالم للوقوف على أحدث الابتكارات في مجال علاج مرض قصور عضلة القلب، بما يمكننا من العمل سوياً للارتقاء بجودة حياة المرضى. وتوفر المنتديات الطبية مثل "حوار من القلب" منصة تعليمية فعّالة للمناقشات بين الزملاء والمدعومة بالبحوث العلمية المثبتة حول أحدث الطرق الطبية التي يمكننا اعتمادها في مجال العلاج السريري. ويسهم ذلك في تطوير أساليب التعامل مع المرضى الذين يعانون من مثل هذه الحالات."
وقالت الدكتورة جويرية العلي، رئيسة جمعية القلب الإماراتية واستشارية أمراض القلب في مستشفى راشد في دبي، الإمارات العربية المتحدة: "يُعدّ قصور عضلة القلب مرضاً يُلقي بعبءٍ ثقيل على كاهل مجتمعنا اليوم. وفي ظلّ ارتفاع نسبة المرضى داخل المستشفيات وتأثر جودة حياة أولئك الذين يعانون من هذا المرض، تزداد الحاجة إلى الإسراع في استحداث طرق علاجية فعّالة. ولحسن الحظ، نشهد تطورات في مجال متابعة هذه الحالة وعلاجها في ظلّ ظهور علاجات جديدة بشكل تدريجي. ونقدّر كثيراً المنتديات الطبية مثل "حوار من القلب" والتي تتيح لأطباء القلب من مختلف أنحاء المنطقة فرصة الاطلاع على أحدث التطورات الطبية التي قد تعود بفوائد ملموسة على المرضى وأسرهم."
كما وصرّح الدكتور عادل الإتربي، الحائز على شهادة دكتوراه في الطب وزميل في الكلية الأميركية لأمراض القلب والجمعية الأوروبية لأمراض القلب وأستاذ أمراض القلب والأوعية الدموية في جامعة عين شمس، قائلاً: "نظراً لطبيعة هذه الحالة الطبية المعقدة وتأثيرها الملحوظ على المرضى الذين يعانون منها، يتعيّن على المجتمع الطبي البقاء على اطلاع دائم بأحدث التطورات في مجال علاج مرض قصور عضلة القلب. وخلال منتدى "حوار من القلب" الذي استمرّ لمدة يومين، كان النقاش الذي تركّز حول التطبيق الأمثل للعلاجات التي توصي بها المبادئ التوجيهية لتحسين نتائج العلاج مفيداً جداً لفهم الطرق المتّبعة حالياً في علاج هذا المرض. ويُعدّ المنتدى خطوة إضافية نحو بلوغ آفاق جديدة في علاج انخفاض معدل الكسر القذفي للبطين الأيسر ومنح الأمل لملايين المرضى الذين يتعايشون مع هذا المرض."
وأضاف الدكتور وليد الحبيب، استشاري أمراض القلب ورئيس جمعية القلب السعودية: "يشكّل مرض قصور عضلة القلب خطراً كبيراً على حياة الملايين من المرضى حول العالم ويُصاب به سكان الشرق الأوسط في سنٍ أقلّ بعشر سنوات من سكان الدول الغربية. وفي ظلّ اكتشاف المزيد من العلاجات الطبية اليوم، يصبح من الضروري رفع وعي المجتمع الطبي بالعلاجات الجديدة المتوفرة لهذا المرض الذي تتفاقم حدّة أعراضه مع مرور الوقت. وتساعدنا المنتديات العلمية مثل "حوار من القلب" على فهم مختلف الأسباب التي تؤدي إلى قصور في عضلة القلب واختيار الطرق العلاجية المناسبة لكلّ حالة، بما يساعدنا على إنقاذ حياة الكثيرين من المرضى."