التلقيح الصناعى .. تقرير شامل عن الأساليب والنتائج

عملية التلقيح الصناعى هى جزء من دورة طبيعية تتم دون تدخل العقاقير التى تعمل على تحفيز المبيض لأنتاج العديد من البيض، ولكنها تعتمد فى الأساس على النمو الطبيعى لجريب واحد
عملية التلقيح الصناعى هى جزء من دورة طبيعية تتم دون تدخل العقاقير التى تعمل على تحفيز المبيض لأنتاج العديد من البيض، ولكنها تعتمد فى الأساس على النمو الطبيعى لجريب واحد

فى الغالب يوجد حوالى ما يقرب من 20-25% من الازواج صحيحى الخصوبة يحملون كل شهر يحاولون فيه، ولكن على النقيض فأن نسبة الحمل لدى الأزواج عديمى الخصوبة تتراوح ما بين 2-5% فى الشهر.


وهناك العديد من العلاجات التى استخدمت كمحاولة لتحسين نسبة الحمل هذه من بينها عمليات التلقيح الصناعى.

فعمليات أطفال الأنابيب هى واحدة من المحاولات لزيادة الخصوبة لدى الازواج وخاصة الذين لم يستجيبوا للتدخلات الطبية والجراحية، فمنذ ولادة لويز براون أول طفل أنابيب عام 1978 توالت هذه العمليات لتصل الى اكثر من 2.000.000 طفل حتى الآن.

حرفيا أن التلقيح الصناعى يعنى وسيلة"الاخصاب فى الزجاج" أى خارج الجسم، ويستخدم فى الحالات التى تكون فيها أنابيب الفالوب مسدودة أو تالفة، وأيضا يمكن ان تستخدم فى العديد من الحالات الأخرى كاعقم الغير مبرر أو عامل العقم لدى الذكور أو ربما نتيجة مشاكل الأباضة التى لا يمكن ان تعالج بالوسائل الأخرى البسيطة وربما أيضا يكون نتيجة لمزيج من عوامل العقم.

يجب أيضا ان يوضع عامل سن المرأة فى الاعتبار وذلك كمقياس لنجاح عمليات التلقيح الصناعى،فقد تقل نسبة نجاحها اذا وصلت المرأة الى سن ال 40، وفى عيادات الخصوبة بالقاهرة فهم يتعاملون مع المرأة حتى سن الـ 45.

خطوات عمليات التلقيح الصناعى
1.الفحوص الأولية:

وتشمل تحليل مفصل للسائل المنوى،وفحص دم لمستويات الهرمونات مثل  LHوFSH ، الكشف عن الفيروسات مثل فيروس نقص المناعة البشرية وألتهاب الكبد الوبائى B و C، وكذلك الحصبة الألمانية ومسحة من عنق الرحم والمهبل للبكتريا والطفيليات.

2.قمع نخامى:
فى دورة الطمث الطبيعية تسبب بعض هرمونات الغدة النخامية مثل (LH&FSH) نمو بيضة داخل السوائل تملأ الفضاء(جريب) فى المبيض، وبالرغم من أن عدة أجربة تبدأ فى النمو كل شهر، ففى فترة الدورة الطبيعية تصبح واحدة فقط ناضجة بما فيه الكفاية للأفراج عن البيض.

والأفراج عن البيضة(الأباضة) يسبب التدفق لهرمون LH فى منتصف الدورة، فى المقابل خلال عملية التلقيح الصناعى فمن المفضل أن تنمو أكثر من بيضة فى وقت واحد.

3.تنشيط المبيض:
بعد المعالجة ب GnRH agonist نبدأ بأضافة حقن ال LH&FSH أو ال FSH المعرفة ب (menogon, gonal-f ,menopur,puregon)يوميا، وهذه الحقن تستمر تقريبا من 10-14 يوما وسوف تؤدى الى نمو عدة أجربة، على نحو آخر سيتم رصد استجابة المبايض عبر فحوصات الدم والأشعة فوق السمعية، كما يوجد الآن العديد من النساء اللاتى تعلمن أخذ هذه الحقن بأنفسهن تقليلا من الذهاب الى العيادات.

4.استرجاع البيض:
اذا أشارت أختبارات الدم والموجات الفوق السمعية بوجود عدد ومساحة معقولة من الأجربة ، نبدأ بأعطاء حقنة HCG التى تتسبب فى النضج النهائى وانحلال البيضة من جدار الجريب، وتتم عملية استرجاع البيضة بعد 34-36 ساعة من هذه الحقنة، وذلك 
بأستخدام الموجات فوق السمعية التى تقوم بنقل البيضة من الأجربة الى المهبل بواسطة ثقب ابرة الاسترشاد وتحت تخدير تام.وننصح بوجود شريك حياتك معك أثناء هذه العملية.

5.الاخصاب:
تغسل عينة السائل المنوى وتركز ثم تضاف الى البيضة وذلك بعد ساعات قليلة من عملية الاسترجاع، وفى اليوم التالى يفحص البيض ويستكشف عن وجود علامات الاخصاب، ونحن نتوقع اخصاب البيض بنسبة 70-80% بشرط أن تبدو عينة السائل المنوى طبيعية ، ثم بعد ذلك تحفظ عينات البيض الملقحة فى الحاضةلمدة 48 ساعة آخرين.

ويجب أن ننتبه الى شىء مهم وهو ليس من الضرورى أن يحوى كل جريب على بيضة،كما أن ليس كل البيض سوف يلقح، وأخيرا ليس من الضرورى أن تقوم كل بيضة ملقحة بتكوين نوعية جيدة من الأجنة.

6.نقل الأجنة:
بعد ثلاثة أو خمسة أيام من استرجاع البيضة، يتم نقل البويضات الملقحة(الأجنة) الى الرحم عبر ناقلة من البلاستيك التى تستخدم فى القسطرة، على نحو آخر فأن العدد المنقول يعتمد فى الغالب على سن المرأة ونوعية الأجنة، وهذه العملية تأخذ بضع دقائق وعادة ما تكون مريحة.

بعض الأزواج سوف تكون لديهم العديد من الأجنة الصالحة للتجميد، ولكن أفضل نوعية للجنين هى التى سوف ينتج عنها حمل، ولكى يتم اختيار الأجنة الصالحة للتجميد، يجب ألا يتسم الجنين بوجود أى علامة من علامات التكسير(خلايا مفتتة) أو نمو غير طبيعى .

وبطبيعة الحال ليست كل الأجنة ستجتمع فيها كل هذه المعايير.

الدورة الطبيعية للتلقيح الصناعى
ان عملية التلقيح الصناعى هى جزء من دورة طبيعية تتم دون تدخل العقاقير التى تعمل على تحفيز المبيض لأنتاج العديد من البيض، ولكنها تعتمد فى الأساس على النمو الطبيعى لجريب واحد.

اذا فأن من السلبيات التى قد تحدث هى احتمالية التبويض التلقائى قبل عملية استرجاع البيض،ومن ثم عدم قدرة البيضة المفردة على الاسترجاع وفشلها فى عملية التلقيح فى المعمل وبالتالى فشل عملية نقل الأجنة.

لهذه الأسباب فأن نسبة نجاح الدورة الطبيعية للتلقيح الصناعى هى 7% لكل دورة وفقا للبيانات المنشورة، أيضا فأن التلقيح الصناعى يتم فى الظروف التى تكون فيها العقاقير المحفظة للتوبيض غير مناسبة أو عندما يختار المريض عدم الأستجابة لها.

الأجنة المجمدة:
يمكن تجميد الأجنة فى أى مرحلة، ولكن النوعية الجيدة منها تصنف على أنها الصالحة للتجميد، وسيناقش أخصائى الأجنة معك عما اذا كانت نوعية جيدة تصلح للتجميد، ويبقى حوالى ثلثى الأجنة على قيد الحياة فى عملية التجميد.

من ناحية أخرى فأن يمكن القيام بعملية تجميد الأجنة فى دورة مدعمة بواسطة ال HRT أو فى دورة طبيعية.

الحمل:
يتم التأكد من الحمل عن طريق اختبار الدم وذلك بعد 14 يوما من عملية نقل الأجنة، واذا كانت نتيجة الحمل ايجابية فينصح بعمل أشعة فوق السمعية وذلك بعد ثلاثة أسابيع.
 
أما اذا كانت النتيجة سلبية ، فنحن سوف نتحدث معكى عن الأسباب المؤدية للعلاج، واذا كان هذا أول علاج لكى وقد تم وضع عينات الأجنة فى المخازن، فسوف نخطط معكى كيفية نقل الأجنة المجمدة خلال 2-3 أشهر.
 
الأخطار الممكنة المصاحبة للتلقيح الصناعى:
- المبالغة فى أعراض دورة الطمث المعتادة(الأنتفاخ، التقلبات المزاجية) وذلك لآن المبايض قد استعدت لأنتاج أكثر من جريب.

- فى 1% من الحالات يزيد حجم المبايض وتزيد السوائل المتراكمة فى البطن، وهذا التعقيد يتطلب راحة تامة ورقابة شديدة، واذا شعرتى أن الأمر يزداد بكى ، فمن الممكن أن يتم تجميد الأجنة بدلا من نقلها.

- فى حالة نقل أكثر من جنين الى الرحم، فمن الممكن أن يحدث الحمل المتعدد، فحمل التوأميين يحدث فى 20-40% من الحالات، أما حمل الثلاث تواءم فيحدث فى 1-5% من الحالات، وهذا يعتمد كليا على رغبة الزوجين.

- لم يثبت ارتفاع خطر حدوث سرطان الثدى أو الرحم الناتج عن أدوية الخصوبة، وهذا طبقا لعدة دراسات متتالية.كما أن استخدام حبوب منع الحمل من شأنها أن تقلل خطر الأصابة بسرطان المبيض.

نصائح وارشادات هامة:
- ان النساء اللاتى يعانون من نقص او ارتفاع فى الوزن بشكل ملحوظ، تكن لديهن صعوبات كثيرة أثناء فترة العلاج، وذلك لأن جرعات العلاج مرتبطة وبشكل كبير بعامل الوزن، ومثل هذا النوع من النساء يكن عرضة لفقد حملهمن، لذا فينصح بتأجيل العلاج حتى يتم التوصل الى الوزن المثالى، ولتكونى قادرة على الأستجابة للعلاج.

- اذا كنتى من المدخنات فيجب عليكى الأمتناع عن التدخين أو على الأقل تقليل عدد السجاير المدخنة يوميا، وذلك لأن المرأة المدخنة تقل لديها فرص الحمل أو تتعرض للأجهاض.

- ننصحك بتناول الفيتامينات المكملة والتى تحتوى على حمض الفوليك(من0.4-1.0mg يوميا) وذلك اذا كنتى ترغبين فى الحمل، ان فيتامين B يقلل من خطر بعض العيوب فى الجهاز المركزى العصبى للجنين، ويجب أن تؤخذ هذه الفيتامينات قبل البدء فى دورة العلاج وحتى الأسبوع العاشر من الحمل.