أساليب العلاج الخاطئة تزيد من نسبة العقم
حدد الأطباء المتخصصون مفهوم العقم بأنه عدم القدرة على الإنجاب بعد مرور عام كامل على الزواج مع ممارسة الجماع بصورة منتظمة، وعدم استعمال أى وسيلة من وسائل منع الحمل.
ومن الممكن فى بعض الحالات بدء البحث لمعرفة سبب العقم قبل مرور العام، فى حالة تقدم الزوجة فى العمر أو فى حالة وجود مؤشرات مهمة كإجراء جراحة فى الحوض أو استمرار تأخر الدورة الشهرية عن موعدها أو فى حالة وجود مؤشرات مرضية فى الزوج كإجراء جراحة فى منطقة الحوض والخصيتين.
ونسبة حدوث العقم يكون معدلها فى حدود 20% تقريباً من بين حالات الزواج.. وهناك أسباب علمية محددة للعقم.
أسباب العقم..
أسباب العقم، منها ما يتعلق بالزوج ومنها ما يتعلق بالزوجة، مثل وجود مشاكل فى التبويض أو فى أنابيب فالوب وأحياناً قد لا نصل إلى سبب معلوم للعقم، وفى هذه الأحوال نسميه العقم مجهول السبب.
الممارسات الخاطئة فى علاج العقم عند النساء
وبعض الأطباء قد يقومون بتحديد أسباب العقم بصورة خاطئة مما يسبب الكثير من المشكلات الصحية دون الوصول للسبب الحقيقي والتعامل معه.
فمثلاً، يقوم بعض الأطباء بتحديد علاج للسيدات اللاتى يعانين من مشاكل فى الغدة الدرقية بإعطائهن هرمون السيروكسين بينما تحليلات الغدة الدرقية تكون فى معدلاتها الطبيعية.
الرحم المائل..
وأوضح المتخصصون فى طب النساء أن البعض قد يشخص تشخيصاً خاطئاً نتيجة لعدم علمه بأن الرحم مائل للخلف، ومن المعروف أن الرحم مائل للخلف فى حوالى 20% من السيدات دون أن يؤدى ذلك إلى العقم.. فقد أنجبت بعض السيدات عدداً من الأبناء وعند إجراء فحص بالموجات الصوتية لهن اكتشفن أن الرحم مائل للخلف.
استخدام المنشطات..
ومن ضمن الممارسات الخاطئة أو طرق التعامل مع العقم بصورة خاطئة، إعطاء منشطات التبويض لسيدات لم يثبت ضعفهن فى التبويض.. فقبل إعطاء منشطات التبويض التى كثر استعمالها فى الآونة الأخيرة وتعددت أنواعها، لابد من التأكد من عدم وجود التبويض أو فى حالة وجود ضعف بالتبويض عن طريق الأبحاث الطبية المعروفة فى هذا المجال.
استعمال الكورتيزون..
وفى بعض الأحيان تلجأ بعض السيدات إلى تعاطى عقار خطير مثل عقار الكورتيزون للمساعدة على التبويض، ومن المعروف أن للكورتيزون أضراره المعروفة ولابد من إعطائه فى أحوال نادرة ولمدة محددة ولابد أن يكون الطبيب متخصصاً فى مجال العقم قبل وصف هذا الدواء.
وهناك أيضاً ما يعرف بالكحت والنفخ والكى، وللأسف الشديد فإن كثيراً من السيدات تعرضن لمثل هذه الممارسات.
عملية الكحت..
والكحت يتم إجراؤه لمعرفة التبويض، تحت تأثير مخدر عام بما لذلك من أضرار معروفة، وكان الأطباء يلجأون إليه فى الماضى لمعرفة التبويض، ولكن الآن من الممكن معرفة التبويض عن طريق بعض الأعراض والعلامات الخاصة بالتبويض بالإضافة لإجراء الموجات الصوتية المهبلية، وإجراء تحليل بعض الهرمونات الخاصة بالتبويض، وإذا كان هناك حاجة ملحة لإجراء عملية الكحت فيمكن إجراؤها فى العيادة وبدون عمل توسيع وبدون تعرض السيدة لمخدر عام لتجنبها مخاطر التخدير العام.
عملية نفخ الأنابيب..
وأيضاً من ضمن الطرق الخاطئة فى علاج العقم عند النساء ما يعرف بالنفخ، وهو عبارة عن حقن هواء داخل الرحم بزعم فك الالتصاقات وانسداد الأنابيب، وكان الأطباء يلجأون لهذه الطريقة قبل توافر تقنية جراحة المناظير والإخصاب المساعد، فمن الممكن أن يؤدى النفخ إلى حدوث تلوث وانسداد فى الأنابيب.
عملية كى قرحة عنق الرحم..
وكذلك يعتبر من ضمن الممارسات الخاطئة الكى، وهو يحدث لعلاج ما يسمى قرحة عنق الرحم، ومن المعروف أن عنق الرحم الخارجى يغطى نسيجاً يتكون تحت المجهر من 20 طبقة من الخلايا فى حين أن قناة عنق الرحم تبطن نسيجاً يحتوى على طبقة واحدة من الخلايا وكل من هذين النسيجين تحت سيطرة هرمون معين، ومن المعروف أن هرمونات السيدة تتفاوت نسبتها مع الأيام صعوداً وهبوطاً.. فإذا زاد الهرمون الذى يساعد على انتشار النسيج المبطن لقناة عنق الرحم فإنه يخرج إلى الخارج ليحل محل النسيج الأصلى الذى يتكون من 20 طبقة وبالتالى تظهر تحته الأوردة والشرايين، فيسمى ذلك بالقرحة لذلك فان علاج القرحة يكون فى إعطاء هرمونات معينة أو علاج الالتهاب المصاحب لها أو مجرد طمأنة المريضة ونادراً ما نحتاج إلى عمل كى، وذلك فى حالة وجود التهاب مزمن بعنق الرحم ولا يستجيب للأدوية المناسبة، ويجب علينا التوقف فوراً عن ممارسة عادة كى عنق الرحم لهذا الكم الهائل من السيدات.
إجراء جراحات تقليدية بشق البطن..
ومن ضمن الممارسات الخاطئة التى يعتبرها المتخصصون سبباً فى زيادة نسبة العقم، إجراء الجراحة التقليدية "شق البطن" لعلاج أمراض من السهل استئصالها عن طريق جراحة المناظير، حيث إن الجراحة التقليدية قد تؤدى إلى التصاقات فى الأنابيب، ومثال ذلك علاج تكيس المبيض وعلاج أكياس المبيض والأورام الليفية عن طريق الجراحة التقليدية. فمثل هذه الأمراض لابد من محاولة علاجها أولاً عن طريق الأدوية، فإذا لم تفلح الأدوية يتم اللجوء للطريقة الأخرى، ويفضل أن تتم عن طريق المناظير، مما يقلل من تلف الأنسجة الداخلية للرحم.