دراسة: الآباء يعانون من اكتئاب ما بعد الولادة مثل الأمهات

ونظر الباحثون المشرفون على الدراسة، إلى آباء وأمهات المولودين حديثا في وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة، ووجدوا أنه في حين تم تحديد إصابة ثلث الأمهات الجدد بهذه الحالة ، فإن ما يقرب من خمس الرجال يعانون من اكتئاب ما بعد الولادة أيضًا.

وأضاف الباحثون، إن النتائج تقدم دليلاً على الحاجة إلى المزيد من البرامج الموجهة إما للرجال فقط أو لكلا الجنسين للمساعدة في علاج أعراض الاكتئاب ومساعدة الآباء الجدد على التكيف، وفقا لما نشر في صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

وقال المؤلف الرئيسى الدكتور كريج جارفيلد مدير برنامج ابتكارات صحة الأسرة والطفل في لوري للأطفال، انه تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى الحاجة إلى زيادة الاهتمام بالصحة العقلية للآباء الجدد، أثناء إقامة أطفالهم في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة وبعد الخروج من المستشفى.

وأفاد جارفيلد، ان هذا أمر بالغ الأهمية ، ليس فقط من أجل رفاهية الآباء الجدد ولكن أيضًا من أجل النمو الأمثل لأطفالهم؛ حيث ان اكتئاب ما بعد الولادة هو حالة يعاني فيها الشخص من أعراض الاكتئاب بعد ولادة طفل ، وعادة ما تسبب الانخفاض الكبير في مستويات الهرمون.

واوضح الباحثون، ان النساء اللواتي يعانين من هذه اكتئاب ما بعد الولادة معرضات لخطر الإصابة بـ الاكتئاب مدى الحياة ، لكن الدراسات الحديثة أشارت إلى أن الرجال يعانون أيضًا من هذه الحالة.

واعتمدت فريق البحث على بفحص 431 من والدي الأطفال المولودين حديثا  في المستشفى أربع مرات لكل منهم باستخدام مقياس إدنبرة للاكتئاب بعد الولادة، وتم فحصهم عند إدخالهم إلى المستشفى ، وتاريخ الخروج من المستشفى ، و 14 يومًا بعد الخروج و 30 يومًا بعد الخروج.

وأفاد الباحثون، بأن الفحوصات الأولية تنبأت ما إذا كانت الآباء يصابون بـ الاكتئاب بعد الولادة في الشهر الأول من حياة الطفل أم لا، وأظهرت النتائج أن 33 في المائة من الأمهات الجدد تم تشخيصهم بالحالة وكذلك 17 في المائة من الآباء.

ووجد الباحثون، أيضًا أن درجات الاكتئاب الأساسية للآباء من المرجح أن تظل كما هي نسبيًا في كل نقطة من الفحص ، في حين أنها غالبًا ما تنخفض بمقدار عشرة أضعاف بالنسبة للأم عند إحضار الطفل إلى المنزل.

ولاحظ الفريق أن الآباء الذين لديهم اكتئاب ما بعد الولادة هم أقل عرضة للمشاركة في الأنشطة في وقت مبكر من حياة الطفل التي تساعد على نموهم مثل القراءة أو التحدث إليهم في سن مبكرة.

وأشار الباحثون، إلى ان الأطفال الذين يعاني آباؤهم من هذه الحالة هم أيضًا أكثر عرضة للإصابة بضعف النمو المعرفي والعاطفي واللغوي؛ حيث تؤدي الولادات المبكرة أو ولادة أكثر من طفل في وقت واحد (توأمان وثلاثة توائم وما إلى ذلك) إلى زيادة احتمالية إصابة المرأة بهذه الحالة.

ويلاحظ مركز السيطرة على الأمراض أيضًا أن حوالي 4 بالمائة من الآباء الجدد سيعانون من هذه الحالة، خاصة الآباء الأصغر سنًا ، أو الآباء الذين أصيبوا بالفعل بـ الاكتئاب في مرحلة ما قبل ولادة الطفل.