المصمم التونسي بوقمحة يدخل "غينيس" بأطول سروال في العالم

فتيات يشاركن في خياطة وإعداد السروال لكي يلفت أنظار رجال الأعمال الأجانب إلى كفاءات بلاده
فتيات يشاركن في خياطة وإعداد السروال لكي يلفت أنظار رجال الأعمال الأجانب إلى كفاءات بلاده

استطاع مصمم الأزياء التونسي ومدير المعهد العربي للموضة، العربي بوقمحة (37 سنة) أن يجلب إليه الأنظار ويدخل كتاب غينيس الشهير إثر تحطيمه الرقم القياسي لأطول سروال في العالم والذي يعود  لمصمم أزياء من البير وبلغ طول السروال الذي أنجزه 40 مترًا. حيث تم يوم السبت عرض السروال  في ملعب كرة القدم بمحافظة أريانة أمام لجنة تحكيم ترأّسها خبير بريطاني من أصل يمني يدعى طلال عمر. 


وفي لقاء مع بوقمحة للحديث تفاصيل العمل ومراحل انجاز هذا السروال "القياسي". في ما يلي نص الحوار:

في البداية لو تعطي لقراء إيلاف نبذة عن حياتك؟
أنا شاب تونسي عصامي التكوين  مهنتي الأساسية أستاذ رياضيات، لكن دخولي لميدان تصميم الأزياء وعالم الموضة كان بدافع الشغف منذ الصغر وفعلاً بدأت شيئًا فشيئًا في القيام بدروس أكاديمية وتربصات بين تونس وفرنسا في مجال التصميم والنسيج والإكساء. وتدعيمًا للنهج الذي سرت عليه أنشات سنة 2004 " المعهد العربي  للموضة" بهدف تأطير وتكوين الشبان المولعين بهذا المجال في تونس والعالم العربي.

كما أنشات مسابقة "المقص الذهبي" وهي مسابقة في الموضة لأحسن تصاميم منجزة من قبل مصممين شبان بلغت هذه السنة دورتها الرابعة. سجلت عدة مشاركات في تظاهرات للموضة وكرمت في لبنان ومراكش وسوريا "سوق العرايس".

نأتي لفكرة انجاز أطول سروال في العالم هل كان ذلك بدافع الشهرة؟
بالعكس الفكرة ليس كما يعتقد بعضهم، فكانت اعتباطية. فالسروال ودخولي كتاب غينيس ليسا هدفًا في حد ذاته بل هما وسيلة لفتح آفاق أرحب للمصممين الشبان وقطاع الاكساء بشكل عام في تونس.

ماذا تقصد تحديدًا؟
اقصد ان دخول تونس في شخصي  لكتاب غينيس العالمي  بهذا التصميم أردته رسالة  للفت انتباه رجال الأعمال والمستثمرين الأجانب  في قطاع  النسيج  والاكساء  وتشجيعهم على الاستثمار  في تونس. فلا يمكن لأحد ان ينكر ان هذا الكتاب هو الأكثر مبيعًا في العالم ويشرفني كتونسي ان أضع اسم  بلادي وعلمها ضمن قائمة الأعلام والبلدان أخرى.

لكن لسائل ان يسال لماذا تحديدًا سروال وليس مثلاً فستانًا أو ما شابه ذلك؟
لأنه من شروط مسابقة غينيس ان يكون هناك رقم قياسي يقع تحطيمه وقد بحثت في الكتاب ووجدت ان هناك من سبقني في انجاز السروال من ناحية أخرى اشدد على ان السروال لايتعدى ان يكون مجرد رمز لقطاع النسيج والملابس والموضة بشكل عام.

وبالمناسبة استغل هذا الحوار لأرد على الذين شككوا في ما قمت به واستهزؤوا بالفكرة ولم ينظروا لما ابعد من ذلك حتى ان هناك من وصفني بالمجنون كما لا أنسى ان اشكر والدتي آمنة بوقمحة التي دعمتني ماديًا ومعنويًا وآمنت بالمشروع ككل.
 
نأتي لتفاصيل العمل؟ كم استغرق؟
استغرق مني شهرًا ونصف الشهر

والكلفة؟
31 ألف دينار أي ما يعادل 23 ألف دولار

ماذا عن اليد العاملة؟
15 شابة من طلبة المعهد

والسروال؟
استهلك مايعادل  1 كم و600 متر من القماش الجينز  ومساحته 2400 متر مربع طوله50 مترًا  وعرضه 36 مترًا يحتوي على 4 جيوب صغيرة 2 خلفية و2 أمامية  و4 أزرار 3 داخلية قطر الواحدة 75 سم وزر رئيس خارجي قطره مترًا.

بعد دخولك كتاب غينيس هل حققت فعلاً ما تصبو إليه؟
سيقوم السروال بجولة في مدن تونسية وهناك انشاء الله جولات عربية وأوروبية والمهم بالنسبة لي هو ان هدفي بدأ بالتحقق فقد وصلتني عدة ردود فعل ايجابية ودعيت برفقة بعض تلامذة المعهد من دور عرض عربية .

وذلك هو ما أصبو إليه لخلق أكثر فرص شغل للمصممين التونسيين الشبان.

وماذا عن طموحاتك؟
في الحقيقة ليس طموح بل هو مشروع بدأت في العمل عليه ويتمثل بتنظيم اكبر عرض أزياء في العالم مكانه تونس يجمع مايقارب  200مصمم من دول مختلفة سيكون في تموز /يونيو  2009  بمناسبة الدورة الخامسة للمقص الذهبي وسيكون عبارة على جولة عبر التصاميم والألبسة المختلفة في التاريخ من عصر ما قبل التاريخ  مرورًا بهذا العصر إلى مرحلة الزمن الافتراضي برؤية عصرية وأتمنى ان تكون تجربة موفقة.

 

وبوقمحة (37 عاماً) أطلق عام 2004 مسابقة "المقص الذهبي" التي تعنى بإبراز إبداعات المصممين الشبان كما أسس أول جمعية للموضة في تونس.

وهو حاصل على "جائزة أحسن عروس" في مهرجان سوق العرائس في سوريا عام 2004. كما نال في السنة نفسها "شهادة شرفية" بمناسبة أسبوع الموضة في العاصمة اللبنانية بيروت.