أزياء تونسية تقليدية تعانق التراث وتتحدى الموضة

«الفوطة» و«البسكري» و«الرداء» ينتشر استعمالها بين نساء جزيرة جربة
«الفوطة» و«البسكري» و«الرداء» ينتشر استعمالها بين نساء جزيرة جربة

تتميز الملابس النسائية في جزيرة جربة التونسية بالكثير من الخصوصيات، التي تجعلها مختلفة من دائرة بلدية إلى أخرى، ومن جهة إلى أخرى، وذلك حسب الاستعمالات، سواء منها اليومية أو الموجهة إلى المناسبات. 


فبالرغم من شح الطبيعة في الجزيرة، إلا أن صناعة المنسوجات تحتل حيزا مهما من حياة نسائها، وهي غالبا صناعات تعتمد على الصوف وتستغل بشكل يومي كلباس أو غطاء، كما قد تعتمد على الحرير مثل «البسكري»، الذي هو عبارة عن رداء فخم تلبسه النساء في المناسبات الكبيرة.

وهو لباس شتوي بالأساس، وتضاف لأقمشته خيوط من الفضة، مما يعطيه مسحة متفردة من الجمال، وتلبسه المرأة مع مظلة تضفي عليها الجمال، وتقي وجهها من أشعة الشمس الحارة في منطقة معروفة بطقسها الدافئ على مدار السنة.

ويتنوع اللباس التقليدي بين نساء مناطق «حومة السوق»، أو«ميدون» أو «أجيم» أو«قلالة»، لكنه يتكون عموما من الثياب المفصلة والمخيطة والقطع المنسوجة، التي يلتحف بها الجسد.

وخلافا لمناطق تونسية أخرى، دأبت على شد اللحاف إلى الجسم باستعمال مشبكين وحزام في نفس الآن، فإن نساء الجزيرة لا يستعملن سوى مشبك واحد أو عقدة واحدة لشد طيات الألحفة، لأنها تكون فضفاضة.

كما أن المرأة في جربة لا تضع الحزام إلا نادرا وذلك عند قيامها بأعمال الفلاحة، حتى لا تعيقها هذه الأردية في عملها.

وما يزال عدد كبير من نساء جزيرة جربة في أيامنا الراهنة، وفيات للباسهن التقــليدي وخاصة في الاحتفالات العائلية.

ويمكن تصنيف لباس المناســـبات النسـائي إلى أربعة أنواع، لباس الشمال الشرقي، وجزء من وسط وجنوب الجزيرة الشرقي، وهو عبارة عن لحاف يغطي الرأس والجسم في الوقت نفسه ، ولباس بقية أرجاء الجزيرة، ويتميز بغطاء للرأس مستقل عن اللحاف، أما النوع الثالث فهو عبارة عن لحاف يشد على الجسم بمشبكين، فيما يتميز النوع الرابع، وهو خاص بالنساء اليهوديات، بغطاء للرأس من النوع الفاخر. وتقبل المرأة في منطقة «حومة السوق» على ارتداء «الرداء» أو ما يطلقون عليه «الحولي» المصنوع من الحرير الأصلي، ويتراوح سعره بين 150 و200 دينار تونسي (ما بين 125 و175دولارا أمريكيا)، وتحيكه المرأة هناك يدويا بخيط من الحرير.

تقول صبرة، إحدى سكان الجزيرة، إنهم يسمونه«حولي مور»، وتميل ألوانه إلى الأحمر القاني لأنه مخصص للمناسبات.

وجرت العادة أن يهدي زوج المستقبل لشريكة حياته، لباس«الحولي» إلى جانب قطع الذهب والملابس التقليدية الأخرى ضمن احتفالات «الحنة».

ومن المفترض أن يكون لكل امرأة في جزيرة جربة لباس «الحولي»، الذي تلبس تحته مباشرة «الخباية»، وهي عبارة عن قميص طويل بكمين، وتطرز بألوان متعددة تتراوح بين اللون الأحمر والوردي.

وتباع نسخ مقلدة من «الحولي»، ذات طابع شعبي في متناول الجميع وسعره لا يزيد عن 30 دينارا تونسيا (حوالي 25 دولارا أمريكيا).

وتتباهى المرأة في الجزيرة بلباس «الرداء»، وتلبسه عادة خلال اليوم الأول من الزواج.

ومن العادات الطريفة التي تحتفظ بها الجزيرة، هي أن توضع العروس فوق صندوق كبير وهي مرتدية «الرداء» و «الغطاية»، وتقدم لها الهدايا من الملابس والأموال، وهي تلقي الحلوى والفواكه الجافة فوق رؤوس الأطفال والرجال، مما يضفي أجواء من البهجة والفرح على أفراد العائلة ككل.وتتوارث النساء هناك لباس«الرداء».

وفي مدينة «ميدون» ترتدي المرأة «الفوطة» ويسمونها «فوطة ميدون» وهي مصنوعة من الأقمشة المحلية المنسوجة باليد.

ولا تختلف من حيث الاستعمال عن لباس «السفساري» المنتشر في المناطق الحضرية في العاصمة وبقية المدن التونسية.

ومن مكونات هذا اللباس كذلك المظلة، وتلبس حتى أثناء السهرات الليلية، باعتبارها ضرورية ومن المكونات الأساسية للباس النساء هناك.

والملاحظ أن القاسم المشترك في اللباس المعتمد في هذه الجزيرة هو الاحتشام والسترة، وهي من بين العادات القديمة التي حافظت عليها الجزيرة منذ العهود البربرية.