عبادة الشيطان في إيران .. رقص وتعري ومخدرات في أماكن سرية
انتشرت في الاونة الأخيرة ظاهرة عبادة الشيطان بين صفوف الشباب الايراني، وقد أثارت ردود فعل المؤسسات الثقافية والتربوية، كما تحولت الى ظاهرة تشغل اذهان المسؤولين الايرانيين كما حظيت باهتمام الصحافة الايرانية التي انتقدت انتشار هذه الظاهرة وعللتها بوجود نقص كبير في النظام التعليمي والتربوي في ايران.
الا ان متابعين للشأن الايراني يرون أن التسمية غير دقيقة ولايمكناعتبار المجاميع الشبابية المتحررة من العقائد والتقاليد الايرانية والمتأثرة بضروب من الموسيقى الغربية من جماعات عبادة الشيطان، وبين موقف يدعو السلطات الايرانية لاتخاذ موافق متشددة من حماعات عبادةالشيطان وآخر يرى في عنصر التوعية عاملا اساسي في ضمان السلامة الفكري والعقائدية لشباب الايراني، اختلفت الحلول، ولكن الأمر المتفق عليه هو قدرة فرق عبادة الشيطان على ضم عدد كبير من الشباب الايراني، على الرغم من المداهمات التي تتعرض لها هذه الفرق من قبل الشرطة الايرانية ولجان مكافحة الفساد، الا ان الاعلام الايراني تحدث عن نجاح هذه الفرق في توسيع نشاطها وضم مئات المنتسبين الجدد اليها، وتكريس رموزها وشعاراتها في الحياة العامة مثل الخفاش واقنعة الحيوانات المفترسة و نجمة الفجر اوالصليب المعكوس، والصليب المعقوف ورأس الماعز، والرقم 666.
وتشير احصائيات شيه رسمية الى توقيف نشاط أكثر من 70 فرقة في جميع ارجاء ايران ومن المتوقع ان يكون الرقم الحقيقي أكثر بكثير نظرا الى سرية عدد غير قليل من هذه الفرق، اما عدد المنتسبين حسب تخمينات الصحف الايرانية فانه يفوق 4 الاف شخص.
ويصف مسؤول في وزارة الثقافة والارشاد هذه المجموعات بالمنحرفة وتضليل الشباب الايراني وتشترط استعمال المخدرات كالكوكايين والهيروئين والحشيشة وأقراص "إكس" على منتسبيها واستدراج أعضاءجدد عبر تقديم وعود زائفة، وأضاف هذا المسؤول ان الخطر الكبير الذي تشترك فيه هذه الفرق هو اقامتها حفلات تتسبب في اضرار جسدية كبيرة وغالبا ما تقترن بالتعري والاستماع الى فرق موسيقية غربية تشجع على الانحراف الاخلاقي، والتشجيع على كل ماحرمته ومنعته الأديان.
وما يثير قلق المسؤولين الايرانيين هو نشاط عدد من هذه المجموعات في الاوساط الجامعية، وحسب قوات الأمن الداخلي الايراني فقد قامت فرق عبادة الشيطان بتكثيف أنشطتها بين صفوف الطلبة الجامعيين وتجاوز عدد الاصدارات السرية التي تروج لعبادة الشيطان 200 كتاب وكراس، الأمر الذي أثار تساؤلات المواطنين الايرانيين، واعرب عدد منهم عن قلقهم تجاه ابنائهم، كريم همتي : من المسؤول عن اتساع نشاط فرق عبادة الشيطان؟...المشكلة الأساسية هو غياب الرصد الدقيق لهذه الفرق والاحصائيات الصحيحة عن عدد المنتسبين اليها، فهل قامت الجهات المسؤولة بدورها في التصدي لهذه الفرق الضالة، وكيف يمكن لفرق منحرفة أن توسع نشاطها في بلد اسلامي تضع فيه الحكومة الجانب الاخلاقي والديني ضمن الأولويات في برامجها على الصعد الاجتماعية والثقافية والتربوية ؟"
بهداد.ج قال لايلاف : شخصيا حضرت حفلا دعاني اليه زميل في الجامعة، موسيقى الروك وشبه التعري واستعمال المخدرات والمشروبات الكحولية وتصرفات غريبة اخرى لفتت انتباهي في هذا الحفل، بعد ايام سمعت عن اعتقال هذا الزميل اضافة الى أكثر من 50 شخصا آخر ضمن موجة اعتقالات شملت فرق عبادة الشيطان، والسؤال الذي يدور في ذهني، هل يمكننا ان نصف الجماعات التي تتطرف بتقليد مظاهر غربية شاذة بعبادة الشيطان كتهمة توجّه للمتماهين مع الثقافة الغربية ؟".
نرجس علي دوست تؤكد وجود فرق لعبادة الشيطان في ايران وفي الوسط الجامعي "الأمر لايتعلق بمجموعة شباب منبهرين بمظاهر الثقافة الغربية، وهناك جانب فكري ملازم لهذه الفرق يمجد عنصر القوة والتجرؤ على تنفيذ المحظورات الاجتماعية والدينية، وأغلب أعضاء هذه الفرق لهم مستوى ثقافي مميز، مما يشير الى قناعات فكرية وراء أنشطتهم، وليس مجرد ممارسة طقوس مشابهة لممارسات شباب مراهقين في الغرب ".
ويشير موقع عصر ايران في حوار أجراه مع باحث اجتماعي هو الدكتور مجيد أبهري الى أن ظاهرة عبادة الشيطان تضرب بجذورها في بعض مناطق ايران مثل شمال البلاد الى أكثر من 400 عام، ويعتقد أبهرى ان أفضل وسيلة لمواجهة هذه الفرقة المنحرفة هو التوعية والتثقيف عبر وسائل الاعلام وفي مقدمتها مؤسسة الاذاعة والتلفاز.ويؤكد أبهري على أهمية الجانب القانوني في مواجهة هذه المجموعات.