جدل بين الشباب الأيراني حول زواج المتعة
واجه وزير الداخلية الايراني انتقادات من ناشطات ايرانيات يوم السبت بعد تأييده فكرة زواج المتعة كسبيل لتلبية احتياجات الشبان في الجمهورية الاسلامية التي تحظر ممارسة الجنس خارج نطاق الزواج.
ونقلت الصحف عن وزير الداخلية مصطفى بور محمدي وهو رجل دين قوله خلال لقاء ديني الاسبوع الماضي "هل من الممكن ان يتجاهل الاسلام شابا عمره 15 عاما وضع الله بداخله الشهوة.."
وزواج المتعة هو اتفاق بين رجل وامرأة على الزواج لفترة محددة ولو لبضعة ايام وهو اجراء متبع منذ فترة طويلة عند الشيعة.
وهذ الزواج غير شرعي عند السنة ويماثل الزنا لكن بعض رجال الدين الشيعة يقولون انه تجسيد لواقع الطبيعة البشرية ويكفل حقوق ومسؤوليات الرجل والمرأة.
وقالت شادي صدر وهي ناشطة ايرانية في مجال حقوق المرأة لوكالة الطلبة للانباء "رغم ان زواج المتعة موجود في قوانينا الا ان الثقافة الايرانية تعتبره امرا غير لائق."
وأدلى بور محمدي بتصريحاته يوم الخميس في بلدة قم وهي مركز ديني بايران ونقلت تصريحاته يوم السبت في الاساس الصحف التابعة للتيار الاصلاحي. كما نشرت ردود فعل معظمها من معارضين للفكرة وايضا من بعض المؤيدين لها من رجال الدين.
ونقلت صحيفة الشرق عن بور محمدي قوله "الاسلام دين شامل وكامل ولديه حل لكل سلوك واحتياج وزواج المتعة هو احد الحلول لتلبية احتياجات الشبان."
واضاف "يجب اتخاذ قرار لاشباع الرغبات الجنسية للشبان الذين ليست لديهم امكانيات الزواج."
ومن السهل ترتيب زواج المتعة اذ على الطرفين ان يتفقا على مدة الزواج التي تتراوح عادة من يوم الى اشهر وعلى الامور المالية.
وغالبا ما يتوجه الشاب والفتاة الى رجل دين شيعي للموافقة على العقد. ويعتقد ان هذا الاجراء كان ساريا قبل الاسلام بين قبائل شبه الجزيرة العربية.
وقالت ناشطة اخرى تدعى فاطمة صديقي لوكالة الطلبة للانباء " عدد كبير من النساء اللاتي يوافقن على زواج المتعة يفعلن ذلك بسبب مشكلاتهن واحتياجاتهن المالية."
ونقلت صحيفة هام ميهان اليومية عن موظف استقبال في احد الفنادق بطهران قوله ان الفندق يوافق على اقامة اي شاب وفتاة لديهما مستندات توضح انهما متزوجان زواج متعة وانه يستقبل نحو مئة حالة كل اسبوع. وقال "عملاؤنا شبان مع نساء اكبر سنا."
ويتفق رجال الدين السنة والشيعة على ان النبي محمد سمح بذلك في اوقات معينة. لكن رجال الدين السنة يقولون ان النبي حظره بعد ذلك. ويقول معظم الشيعة انه لم يحظره.
وقال رجل دين ايراني يدعى حجة الاسلام احمد غابل لصحيفة الشرق "لا يوجد اكراه في هذا النوع من الزواج ولذلك لا نستطيع القول بانه انتهاك لحقوق المرأة."
لكن فاطمة راكعي وهي نائبه سابقة في البرلمان اشارت الى ان الدخول في زواج المتعة يجعل من الصعب على الفتيات العثور على الزواج الدائم بعد ذلك كما يمثل مخاوف على مستقبل الاطفال من مثل هذه الزيجات.
وتساءلت قائلة "هل فكر الذين يناقشون مثل هذه القضايا في اطفال هذه الزيجات ومصيرهم..".