هل يفقد المنزل تصميمه العصري مع قدوم الأطفال

جاكلين براون وزوجها وطفلهما هاريسون
جاكلين براون وزوجها وطفلهما هاريسون

جاكلين براون وزوجها غافين فريدمان تنبها إلى الأخطار التي يمثلها الأثاث الحديث بزواياه الحادة بالنسبة لابنهما غافين
عندما كانت جاكلين براون وزوجها غافين فريدمان في اوائل الثلاثينات من عمرهما، كانا يعيشان في مجمع سكني في سانتا مونيكا بولاية كاليفورنيا مع اريكة من الجلد الاسود من شركة «ايكيا» اشتراها فريدمان خلال دراسته في كلية القانون، بالإضافة إلى عدد من منتجات «بيير 1» المستوردة والعديد من الاثاث المستعمل.


وخلال عدة سنوات، وبعدما حصلا على استقرار مالي ومهني ـ بعد عملهما في مكتب محام ـ اشتريا منزلا في منطقة فاخرة في غرب لوس انجليس وبدآ في اعادة تصميم المنزل وتنفيذ الديكورات.
 
وقد اجريا عمليتين لتجديد المنزل كلفت كل منهما 100 الف دولار، شيدا خلالها مدفأة بواجهتين لفصل غرفتي المعيشة والطعام، وشيدا مطبخا من الرخام والغرانيت.
ومن بين المشتريات مقاعد خشبية من طراز ارني جاكسون، اباجورات من زجاج المورانو ووحدة تسلية من خشب الجوز. وركزت جاكلين براون، التي بدأ اهتمامها بالديكورات الداخلية خلال دراستها الجامعية، جهودها في المشروع.
 
الا انه في الوقت الذي كان فيه كل من جاكلين وغافين في مرحلة تأسيس اول محل اقامة حقيقي لهما ـ كانت في الثامنة والثلاثين وهو في السابعة والثلاثين، وانجبا اول اطفالهما، هاريسون.

وفجأة واجها تساؤلات لم تخطر ببالهما: هل يمكن، اذا ما وضعا في الاعتبار مدى انتشار لعب واجهزة الاطفال في جميع انحاء المنزل، وسلوكيات الاطفال الرضع والاخطار التي يمثلها الاثاث الحديث بزواياه الحادة، هل يمكن لجاكلين وغافين الاستمرار في حلم التصميمات الحديثة؟

يعتبر الاشخاص الذين تتراوح اعمارهم ما بين 35 و 44 هم اهم مجموعة بين مستهلكي الاثاث. وطبقا لجيري ابرسون الذي يتابع سوق الاثاث لمؤسسة مان وارميستيد وابرسون، وهو مصرف استثماري وشركة استشارات في ريتشموند بولاية فرجينيا، «هذا هو ما ترغب تلك المجموعة في الاستثمار فيه».

وعندما لا يكون الاستثمار في مهد الاطفال او غيرها من اثاث الاطفال، ولكن في مجال «الدخل المزدوج بلا اطفال،» أي خيال المنزل المعاصر الفاخر، فإن عملية الانتقال تصبح صعبة.

وذكرت روبن غورمان نيومان، التي اسست قبل 4 سنوات جماعة دعم وتأييد للأمومة المتأخرة في نيويورك (اصبح لها العديد من الفروع في انحاء البلاد)، بعدما اصبحت أماً بعد 10 سنوات من زواجها واكتشفت ان ديكور البيت من دون أولاد ليس هو ديكور البيت عندما يصبح فيه اطفال صغار.

تقول: «عندما تصبحين أماً، لا يصبح منزلك لك. واعتقد انك ستحزنين على حياتك السابقة، على الاقل لفترة بسيطة. ولن تحصلي ابدا على ما كان لديك».

وعلى الرغم من ذلك، فإن بعض الناس يحاول. فقد اصرت جاكلين وغافين ـ اللذان شعرا بالسعادة لإنجاب طفل في مرحلة متأخرة من العمر، بالاضافة الى الآباء الذين جرى مقابلتهم من اجل هذا التقرير ـ على عدم ترك هاريسون يسيطر على المنزل.

واستمرا في عملهما في وضع اثاث مطبخ على طريقتهما لكن بعد الاستعانة بشخص محترف يعمل في مجال حماية الاطفال أجرى حوالي 300 ثقب من اجل تركيب وسائل امن.

وركبا ستائر من حرير شانتونغ في غرفة هاريسون، مع علمهما انها ستتعرض لكثير من البقع، كما حافظا على المقاعد الخشبية، على الرغم من انها لم تكن عملية انتقال سهلة من المقاعد العالية. وقالت جاكلين «لديهم مؤخرة ناعمة وينزلقون من على المقاعد بسهولة.

في المقابل، قبل البعض الآخر التنازل عن السيطرة على المنزل لصالح الطفل، مثل ديبرا تشرني وهارتلي برنشتاين، اللذين كانا اكثر سعادة لإنجاب توأمين ولد وبنت اطلقا عليهما كول وبرووك عام 2003، ولو في سن متأخرة، بعدما فقدا ابنتهما رين بسبب مشاكل في الجهاز التنفسي عام 2001. وعندما بدأ التوأمان في الحركة تبين لهما انهما في حاجة الى تخصيص مساحة للعب في شقتهما. وجاء قرار التضحية بغرفة الطعام صعبا.

تقول تشيرني انها حساسة من الناحية الفنية، وانها تتأثر عندما تنظر إلى غرفة جميلة، وقالت ان النظر إلى الحالة التي كانت عليها الغرفة أمر ممتع للنظر ومماثل لمتعة السمع إلى باخ أو موتزارت.

شعرت بالتأثير الكامل عندما وضعت وزوجها مائدة الطعام المصنوعة من الماهوغني الصلب، وقالت انها عندما اشترت الطاولة تخيلت في ذهنها وجبات غداء رائعة على أطباق الصيني.

فكرت أيضا في ان هذه الغرفة ستصبح مرة أخرى رائعة ـ خلال حوالي 18 عاما. قضية السلامة يمكن أيضا ان تشكل خيارات متضاربة للآباء والأمهات المهتمين بالتصميم.

حتى قبل أن تصل كيب تشينغ وزوجها مارك جارك إلى المنزل مع ابنهما بيكيت في مارس الماضي، لاحظا ان الكثير من الأثاث في منزلهم في مايبلوود بنيو جيرسي، بما في ذلك أربعة مقاعد من نوع «برشلونة» وطاولة بسطح زجاجي لغرفة المعيشة، سيشكل مشكلة «سلامة» في المنزل.

وقال تشينغ، وهو كاتب مسرحي ومختص في وكالات الإعلان، انه وزوجته أبناء مدن صغيرة أصبحا يعيشان في مدن كبيرة، ورغم ذلك حاولا تأسيس وجهة نظر جمالية قائمة على الحداثة والبساطة في الديكور، لمدة 15 عاما، ولكن عندما يأتي الأطفال فإن كل ذلك لا يعد له وجود، كما يقول تشينغ.

في ما يتعلق بطاولة غرفة المعيشة، فقد استخدمها طفلهما بيكيت للاستناد اليها عندما تعلم المشي صيف العام الماضي. بالنسبة للآباء والأمهات المهتمين بالتصميم، فإن هناك تسويات محددة تبدو ثقيلة عليهم.

ففي عام 2004 اشترى بوب ستراتون، أخصائي التصميم المنزلي، وزوجته الكاتبة ساندرا ماكلين، مبنى كان في السابق مصنعا في كوبل هيل ببروكلين وشرعا في تغييره إلى منزل من طابقين لهما ولابنهما فين، سنتان، وابنتهما فيا، خمس سنوات.

وقال ستراتون (48 عاما) «قضينا ساعات كثيرة نعد مكانا يمكن أن يكون صديقا للأطفال وكذلك حساسا لحاجتنا الى العيش في بيئة تلائم البالغين معدة جيدا». واستغرق الانشاء سنوات قليلة واستقرت العائلة في مارس الماضي.

وقد شيدوا مطبخا ومكانا لتناول الطعام في مركز الطابق الأول، مستخدمين "الكوريان" للخزانات ومنضدة طعام من طراز بارسونز. وقال ستراتون «أردت الكوريان في الأعلى حتى لا يكون هناك تكرار لحادث النقش الشهير»، مشيرا الى الوقت الذي استخدمت فيه فيا (4 أعوام) قلما لنقش اسمها على منضدة طعام كانت قد وصلت للتو من فرنسا.

زوجته ساندرا بدورها رفضت الأثاث المضاد لعبث الأطفال ولعبهم. ولم تكن «أبدا واحدة من أولئك الأمهات» اللواتي يضعن زوايا أمان على مناضد القهوة.

وقالت «أنا لا أشعر أنه عليك أن تضحي بمكان المعيشة الى تلك الدرجة». كما قررت أن لا ننصب أسلاكا على الجانب المفتوح من السلم الذي صممه ستراتون للربط بين أماكن المعيشة في الطابق الأول والطابق الثاني.

وقالت: «لم يكن بوسعنا تحمل ذلك. كانت قبيحة جدا، ولهذا فان ما فعلناه أساسا هو أننا دربنا طفلينا على الامساك بدرابزين السلم، وقد افلحنا في ذلك ولم يسقط أحد».

غير انه حتى المتحمسون المتطرفون للتصميم يبدو أنهم انتهوا الى التخفيف من معاييرهم بمرور الزمن. فبعد أن سلمت قطع ثمينة عديدة من شركة لين روزيت الى بيت ماكلين ستراتون في يونيو الماضي، وهي أريكة ذات ذراع واحد، وكرسي منخفض من الجلد الأبيض، وسجادة بيضاء ومصباح أرضي من معدن الكروم، قامت ساندرا ماكلين بارشاد كل من الطفلين فيا وفين، بعدم تناول الطعام على المقعد، وأبلغتهما بما ينطوي على الضحك «بعدم الجلوس عليه أو الوقوف الى جانبه أو حتى النظر اليه».

ولكن في الأشهر الأخيرة راحت تقيم ايجابيا كيف ان طفليها يشعران بالبهجة في المصارعة على السجادة ويستخدمان الكرسي كمكان للجلوس. وقالت «أتعرفون ؟ انهما يقفزان على الأثاث، ولكنها قطع أثاث جيدة ولم تتأثر إلى حد الآن».