دليلك إلى الأطعمة السوبر
يعد الجرجير طعام الفقراء في الدول النامية بينما لا يفضل كثيرون أعشاب البحر ولا يهتم أحد بحبوب السمسم ولا بالزعفران، ولكنها جميعا تدخل الآن في نطاق الأطعمة الصحية التي يسعى خبراء الطهي إلى إضافتها إلى المائدة الحديثة لما تحتويه من مواد غذائية.
وتدخل هذه الأطعمة ضمن تصنيف جديد لما يسمى بالأطعمة السوبر، وهي تدخل ضمن وجبات صحية وتظهر لها فوائد جديدة مع تطور أبحاث خبراء الغذاء عنها. وتشترك كل هذه الأطعمة في أنها مضادة للأكسدة مما يحافظ على الصحة العامة ويعزز من نظام المناعة في الجسم.
معظم هذه الأغذية متاح في أسواق السوبر ماركت ومتاجر الخضراوات ويمكن إضافتها بسهولة ضمن مكونات الوجبات اليومية، وبعضها يمكن تخزينه لحين الحاجة إليه، بينما يتحتم تناول البعض الآخر طازجا للاستفادة من مكوناته الغذائية الكاملة.
هذه النخبة من المأكولات الصحية توضح أن الغذاء الصحي يمكن أن يكون في متناول الجميع ضمن الوجبات اليومية ويمكن الحصول عليه بسهولة من الأسواق.
1- الجرجير: وهو معروف في بلاد الشرق وبدأ الغرب يكتشف فوائده في السنوات الأخيرة. وهو باختصار طعام «سوبر» يحتوي على مجموعة قوية من المكونات الغذائية والفيتامينات مثل الكالسيوم والبروتين وفيتامينات إي وبي وسي. وهو أيضًا مضاد للأكسدة.
وهو متميز بطعم له مذاق الفلفل ويتفوق على كثير من الخضراوات الأخرى التي تدخل ضمن مكونات السلاطة. وهو يضم العنصر الفعال الذي يتيح للجسم امتصاص الكالسيوم. وهو بالإضافة إلى ذلك به كثير من الألياف.
وبينما تحصل بعض المأكولات الأخرى المصنفة على أنها سوبر مثل نبات الكيل على نسبة 50 في المائة على حجم فوائدها الغذائية، فإن الجرجير يحصل على نسبة 90 في المائة.
من الفوائد الأخرى المثبتة للجرجير ضبط مستوى الكولسترول وضغط الدم، حماية العينين، وتحسين الذاكرة والوظائف العقلية وتأخير الشيخوخة، تعزيز الخصوبة والطاقة الجنسية، الوقاية من نزيف اللثة وتساقط الشعر. وفي الماضي استخدم الجرجير في علاج الصداع النصفي وفقر الدم والسل. ويحتوي الجرجير على مادة اليود المفيدة للغدة الدرقية.
وتشير أبحاث نشرها المعهد الأميركي للدراسات الغذائية إلى أن الأشخاص الذين يتناولون الجرجير بانتظام يتمتعون بنسبة أكبر من الحفاظ على الشباب ومعدلات أعلى من مضادات الأكسدة.
ويتم تناول الجرجير وحده مع الطعام أو ضمن سلاطة خضراء. ويفضل البعض تناول شوربة الجرجير الساخنة. والأفضل تناول الجرجير طازجا للحصول على مكوناته الغذائية الكاملة.
2- أعشاب البحر: وبها نسبة عالية من اليود اللازم للحفاظ على صحة الغدة الدرقية، ويعتقد بعض الخبراء أن أعشاب البحر تساهم في خفض الوزن كما أنها مضادة للأكسدة وبها الكثير من الفيتامينات. ومع زيادة معرفة فوائد أعشاب البحر قد تتوجه الجهود إلى جمعه من البحار وربما أيضًا زراعته في مزارع خاصة مثل المزارع السمكية.
وتوجد هذه الأعشاب في محلات أكلات السوشي اليابانية، ويتناولها البعض مقلية أو ضمن سلاطات خضراء، بينما يلجأ البعض الآخر إلى تدليك جلد القدمين والذراعين بها حيث يقال إن الأعشاب تقاوم شيخوخة الجلد بالاستخدام الخارجي ومن دون الحاجة إلى تناولها.
وتنمو أعشاب البحر أحيانا على أعماق تصل إلى 45 مترا تحت الماء وتوجد بألوان متعددة وهي تطفو أحيانا بكميات هائلة على سطح الماء إلى درجة إعاقة الملاحة البحرية. ويتم انتشال الأعشاب البحرية وتجفيفها بعد غسلها من الأملاح. وتنتج إندونيسيا 30 مليون طن من الأعشاب البحرية سنويا وهي تتفوق على الفلبين كأكبر دولة منتجة في العالم.
وتنتج الفلبين عشرة ملايين طن سنويا. ويتناول سكان شرق آسيا الأعشاب البحرية ضمن غذائهم اليومي. وتدخل هذه الأعشاب ضمن مكونات مطابخ كوريا واليابان والصين. كما تدخل مكوناتها في كثير من الصناعات الغذائية والدوائية كما تستخدم بعض الأنواع في تكرير المياه.
3- حبوب السمسم: وهي تعد مخزنا للكالسيوم والزنك والألياف والفيتامينات بالإضافة إلى مضادات الأكسدة، وبها خواص مضادة لالتهاب الخلايا. ويتعرف الغرب حاليا على فوائد السمسم بينما يدخل في مكونات كثير من الأطعمة الشرقية التي نعرفها جيدا مثل الطحينة والحمص.
ويتم رش السمسم على بعض أنواع الخبز والحلويات مثل السمسمية وعلى الفلافل. وتقترح كتب وصفات الطعام الغربية رش السمسم على السلاطة.
4- الزعفران: وهو مضاد للأكسدة والالتهابات ويعالج بعض حالات الربو ومتاعب القلب. وهو يدخل ضمن التوابل التي يستخدمها المطعم الهندي في كثير من الوجبات مثل الكاري ويضيفه البعض إلى الشاي. ويعد الزعفران ضمن التوابل من عائلة الزنجبيل. ويستخدم الزعفران طازجا في الهند حيث يتم قطفه سنويا، ولكنه يجفف ويطحن حتى يصبح مسحوقا أصفر اللون.
وتعد مادة الكركم هي المادة الفعالة في الزعفران، وهي لها كثير من الاستخدامات مثل تلوين الجسم والشعر. ويقال إن تأثير الزعفران على الجسم علاجيا أقوى من مادة الكورتيزون التي تستخدم في علاج الالتهابات.
5- البيض: يحتوي على كل الأنواع التسعة من الأحماض الأمينية ومادة أوميغا 3 التي تحافظ على صحة القلب والمخ. وتوجد 90 في المائة من المكونات الغذائية في صفار البيض. ولا يضر الكولسترول الموجود في البيض بمعدلات كولسترول الجسم إلا إذا كان الشخص يعاني من بعض الأمراض مثل السكر.
ويمكن اعتبار تناول البيض صباحا أفضل إفطار ممكن لتوفير الطاقة والعناصر الغذائية للجسم طوال اليوم. ولا تتأثر العناصر الغذائية في البيض بطريقة تحضيره وتناوله، فيمكن سلقه أو قليه أو إضافته إلى الوجبات الأخرى.
وتنصح الهيئات الطبية بتناول وجبات متوازنة ومتنوعة توفر للجسم الطاقة والبروتين والفيتامينات. وتتكون الوجبات المتوازنة من كثير من الخضراوات والفاكهة وبعض النشويات واللحوم ومنتجات الألبان، مع القليل من الدهون والسكريات والأملاح.