القفطان .. رغم إيحاءاته الشرقية والعربية يعد قطعة عالمية بكل المقاييس

القفطان .. قطعة تتجدد في كل صيف لتنعش خزانتك
القفطان .. قطعة تتجدد في كل صيف لتنعش خزانتك

ما إن يبدأ الحديث عن موضة الصيف وقطعه الأساسية، حتى يأتي القفطان ضمن اللائحة. والمقصود هنا ليس القفطان المغربي الخاص بالأعراس والمناسبات المهمة بطبقاته المتعددة وتطريزاته الغنية، بل تلك القطعة المنسدلة على شكل فستان طويل أو قميص يصل إلى الركبة، والتي تفوح بالراحة وتوحي بالانطلاق. 
 
قطعة ترتبط في الذهن بأجواء البحر والإجازات الصيفية وارتبطت بالطبقات المخملية في الستينات وبالهيبيز في السبعينات لتصبح منذ الثمانينات إلى اليوم عنوانا للأناقة التي لا تعترف بالحدود والجغرافيا أو العمر. 
 
فهي تخاطب المرأة الشابة والناضجة، كما تخاطب النحيفة والبدينة، بغض النظر عما إذا كان أسلوبها أيا منهما كلاسيكيا أو بوهيميا.
 
فالقفطان من القطع الديمقراطية التي تتكلم لغة عالمية واحدة لا يفرق بينها سوى نوعية الأقمشة واسم مصممها، والإكسسوارات التي تُنسق معها، والأهم من هذا أسلوبك الخاص. 
 
فقد تكونين بوهيمية مثل العارضة وسيدة المجتمع تاليثا غيتي، التي كانت أول من تبنته بشكله الحالي، في السبعينات من القرن الماضي، وكانت تلبسه طويلا.
 
أو قد تكونين كلاسيكية وعصرية مثل جاكي كيندي التي كانت ترتديه قصيرا مع بنطلونات مستقيمة.
 
ورغم أن تسميته تشير إلى أنه متأثر بالقفطان المغربي، كما رأته عيون إيف سان لوران وترجمه لنا، فإن كتب الموضة تؤكد أن المصمم إيمليو بوتشي سبقه إليه في الستينات حين جعله زيا خاصا بالطبقات المخملية ونجمات هوليوود، وكان حينها على شكل فستان منساب.
 
ما قام به إيف سان لوران أنه نشره ومنحه صبغته الديمقراطية الحالية ما جعله مرتبطا في المخيلة بهذا المصمم.
 
انتبه مصممون آخرون إلى جمالياته التي تزيد في الصيف تحديدا، ولم يبخلوا علينا بتجديده في كل موسم تقريبا.
 
وزاد اهتمامهم به منذ التسعينات مع تنامي أهمية منطقة الشرق الأوسط كسوق مهمة، ووصل الأمر بهم إلى أنهم بدأوا يخصون المرأة العربية به، ويطرحونه وهي نصب العين. 
 
بعضهم استوحاه من العباءة وبعضهم من القفطان كما تصوره الراحل إيف سان لوران وكما ظهرت به العارضة تاليثا غيتي في مدينة مراكش، لكن دائما بلمسات عصرية تجعله متجددا يخاطب كل الأذواق، بانسداله المريح على الجسم. 
 
ومع ذلك فإن هذا الانسدال وما يوحيه من انطلاق وراحة قد يكون إما نعمة أو نقمة حسب نوعيته وتصميمه ومدى مناسبته لأسلوبك الشخصي، وبالتالي لا بد من بعض المحاذير:
- على الرغم من أنه يعطي الانطباع بأنه يناسب كل المقاسات، فإنه من الواجب مراعاة بعض التفاصيل التي تتمثل في تجنبه طويلا بشكل كبير يمسح الأرض، أو عريض بشكل مبالغ فيه أو بياقة غير مناسبة. وتذكري دائما أن معايير اختياره هي نفس المعايير لاختيار أي قطعة مفصلة يجب أن تتناسق مع الجسم.
 
- يفضل اختياره بخامات جيدة مثل القطن أو الحرير، ويجب أن تكون الأولية دائما لنوعية قماشه على الألوان أو التطريزات. السبب أنه عندما يكون بقماش رخيص فإنه لا يعطي إطلالة موفقة، كما لا يمنح الراحة المتوخاة منه.
 
- عندما تختارينه بطبعات يفضل أن تراعي حجم هذه الطبعات ومدى مناسبتها لمقاييس جسمك من جهة، وتناسقها مع إكسسواراتك من جهة ثانية، حتى لا تشوش على المظهر.
 
- عند شرائه خذي بعين الاعتبار أنه سيحملك من النهار إلى المساء بسهولة بمجرد تغيير إكسسواراتك، كأن تستبدلي حذاء الباليرينا بحذاء بكعب عال، وأقراط أذنك الناعمة بأخرى متدلية وهكذا. أما إذا كان بطول قصير فيمكن ارتداؤه مع بنطلون جينز بلون أزرق غامق، لأن إضافة حزام ذهبي عليه سترتقي به إلى أجواء المساء والسهرة.
 
- لمظهر عصري وكلاسيكي، تجنبي التصاميم الإثنية ذات التطريزات المستوحاة من الأزياء الفولكلورية لأن الفكرة أن تلبسينه في أي مكان وأي زمان وليس فقط في فترة الإجازات.
 
- لمظهر مبتكر ومتميز، نسقيه مع عمامة (توربان) تلف شعرك وفي الوقت ذاته تحميه من أشعة الشمس، أو مع قبعة كبيرة ونظارات شمسية.
 
- يمكنك أيضا الاستعاضة عن حذاء الباليرينا في النهار أو الصندل بحذاء بتصميم رجالي، لمظهر «روك أند رول» يضج بالحداثة والحيوية.