غير مرئية وبدونها تتوقف حياتنا اليومية إنها؟

تحيط بنا من كل جانب، ورغم كونها غير مرئية لا يمكن أن نعيش بدونها، لكن ما عدد الحقائق التي تعلمينها عن الكهرباء؟ إنها شيء لا نعطي أنفسنا ولو لحظة للتفكير بها حتى نصطدم بالفاتورة الشهرية لها، وبعد ذلك نركز على التكلفة أكثر من تساؤلنا عن ماهية هذه الطاقة الهائلة والمعلومات الضرورية عنها.
 
وهنا بعض الحقائق الهامة عن الطاقة الكهربائية وبالطبع لن تخفف الانزعاج الذي نشعر به بعد استلام الفاتورة، لكن يمكنها مساعدتنا على مزيد من التقييم لما نفعل بها وكيفية تحسين طريقتنا في استخدامها.
 
أولا ما هي الكهرباء؟
قبل مناقشة المزيد من الحقائق المثيرة عنها سيكون من المفيد معرفة ماهيتها أولا، فالكهرباء عبارة عن تيار طبيعي ينتج من تدفق الجسيمات المشحونة كهربائيا وتسمى الإلكترونات وهي واحدة من الجسيمات المكونة للذرة.
 
وعند مرور الطاقة الناتجة عن هذه الإلكترونات عبر دائرة كهربية ويمكن استخدام تلك الطاقة كقوة معينة، فالكهرباء شيء طبيعي ينتقل خلال دوائر ومسارات ومولدات عندما يستطيع الإنسان توليدها وتسخيرها والسيطرة على مصدر الطاقة اللازم لها.
 
المصادر الطبيعية للكهرباء:
بما أننا نتحدث كثيرا عن أناس يخترعون الكهرباء ونعلم أن علينا صناعتها فمن السهل الافتراض بأن كل الكهرباء هي من صنع الإنسان، لكن الحقيقة أن الكهرباء موجودة بالفعل في مصادر طبيعية أكثر من مجرد التي تتولد بالإلكترونات داخل الذرة، فهي كما تبدو لنا كهرباء وليست تدفق إلكترونات.
 
ويظهر الشكل الأكثر شهرة للكهرباء في صورة ضوء ورغم أن هذا الضوء قد لا يستغرق إلا ثانية أو ماشابه، تصل شحنة الصاعقة أو نوبة البرق إلى 3,000,000 فولت، كذلك لا يجب أن ننسى أن جسم الإنسان به شنحات كهربائية أيضا، فالإشارات التي يتم إرسالها للمخ الذي يتحكم في كل حركة وعمل نفعله عبارة عن نبضات كهربائية.
 
مصادر الكهرباء المتولدة:
يمكن توليد الكهرباء من مصادر متعددة، رغم أن المصادر الأكثر شيوعا لنا هي محطات الطاقة العامة لحرق الفحم الحجري، الرياح، محطات توليد الكهرباء، الطاقة الشمسية، وبشكل أساسي أي شيء يمكن من خلاله خلق تدفق للإلكترونات التي يمكن تسخيرها لإنتاج أو توليد الكهرباء.
 
فالمسألة مسألة مقياس، فقد ترى نماذج تستخدم البطاطا لعمل مصباح كهربي، نعم البطاطا يمكن أن تمد المصباح بالطاقة، لكنها ليست حلاً عملياً لإنتاج المقدار الهائل من الكهرباء والتي يحتاجها ويستخدمها العالم.
 
ومازال العلماء يبحثون عن طرق فعالة للتقليل من عبء الكهرباء على البيئة وأهمها مصدر يحول الطاقة الميكانيكية إلى طاقة كهربائية.
 
سرعة الكهرباء:
من الضروري ملاحظة أن بإمكان الكهرباء المرور عبر دوائر مغلقة فقط، وعندما تكون الدائرة مفتوحة لا يمكن للإلكترونات التدفق، وعند إغلاق الدائرة تسير الكهرباء بسرعة مذهلة قد لا يصدقها عقل وتساوي 186,000 ميل في الساعة إنها سرعة الضوء.
 
الطاقة الذرية:
هناك العديد من الاعتراضات على استخدام الطاقة الذرية لتوليد الكهرباء لما بها من مخاطر كبيرة في هذه الطريقة والتي يفوق خطرها أي وسيلة أخرى، لكن السبب الذي يجعل الحكومات ومقدمي الطاقة يميلون إلى استخدامها هو كونها أكثر نقاء عن معظم المصادر الأخرى (هذا بعيدا عن مشكلة نفايات اليورانيوم المستنفذ)، لكن السبب الرئيسي هو كفاءة الطاقة النووية الهائلة التي لا يضاهيها أي مصدر آخر، فاستخدام جرام واحد من اليورانيوم يخضع لعملية انقسام الذرة ينتج عنه طاقة تعادل احتراق 1,35 مليون لتر من النفط أو 1,3 مليون كليو جرام من الفحم.
 
رجال الكهرباء:
هناك رجلان تترادف أسماؤهما مع الكهرباء وعلينا تقديم الشكر لهما لما نحن فيه اليوم وهما:
- الأول هو نيكولا تيسلا الذي لم يحظَ بالاعتراف والشكر الذي يستحقه، فبفضل عمله الرائد في أواخر 1800 على التيار المتردد الذي سمح للكهرباء بالتولد عبر مسافات أكبر بكثير من التيار المباشر وجعل الكهرباء مصدراً للطاقة الشائعة المتوفرة لكل الناس.
 
- الثاني هو توماس أديسون المخترع العبقري الذي منحنا 2,000 منتج جديد؛ العديد منها عبارة عن مكونات وكل ما نحتاجه للاستفادة بالكهرباء داخل منازلنا ومكاتبنا في كل مكان، وبفضله لدينا الآن مقابس توصيل الكهرباء، مفاتيح الكهرباء، الصمامات والعدادات وغيرها.

ماهي الكهرباء الساكنة؟
الكهرباء الساكنة هي مظهر آخر من مظاهر الكهرباء الطبيعية، وتنتج عند تراكم شحنات كهربائية على سطح جسم ما، وليس بها أي تدفق أو استمرار للإلكترونات، لأن الكهرباء ساكنة.
 
وتتحول الطاقة من خفية إلى مرئية عندما تدخل إطار المغناطيسية، وهذا من خلال شحن الأجسام بطريقة موجبة أو سالبة أو مع المغناطيس، وسيكون هناك إما جذب أو تنافر، فإذا كانت الشحنتان موجبتين تتباعدا بينما تتجاذب الشحنتان إذا كانت إحداهما موجبة والأخرى سالبة.
 
ويظهر ذلك ببساطة عند حل بالون بملابسك وسوف تلاحظين ما يحدث.