حقيبة الـ «باجيت» من فندي .. تتلون في كل موسم بشكل جديد

حقيبة الـ باجيت .. عدم القدرة على إنتاجها بكميات كبيرة ساعد على تأجيج الرغبة فيها
حقيبة الـ باجيت .. عدم القدرة على إنتاجها بكميات كبيرة ساعد على تأجيج الرغبة فيها

هناك قطع أزياء تحولت إلى أيقونات مثل جاكيت التويد الذي أبدعته غابرييل شانيل والفستان الأسود الناعم الذي أبدعه هيبار جيفنشي والتنورة المستديرة والجاكيت المحدد عند الخصر لكريستيان ديور و«التوكسيدو» لإيف سان لوران وهكذا.
وتحظى بعض حقائب اليد بنفس الأهمية والبريق، إذ منها ما ستتوارثها الأجيال مثل حقيبتي «كيلي» و«بيركين» من هيرميس وحقيبة 2.55 من شانيل من دون أن ننسى حقيبة «باغيت» من «فندي». 
فرغم أن هذه الأخيرة لا تتمتع بنفس الصيت والتغطية التي تحظى بها حقائب «هيرميس»، فإنها منذ أن طرحت في عام 1997 وهي تزيد جمالا وتأخذ أشكالا كثيرة وصلت إلى 1000 نسخة تقريبا، الأمر الذي ينعكس على سعرها الذي أصبح بدوره يتعدى الـ 2,500 حسب الخامة والتطريزات والزخرفات.
ككل القطع الأيقونية، ولدت هذه الحقيبة من حاجة امرأة مبتكرة ومبدعة، هي سيلفيا فانتوريني فندي، التي فكرت في تصميمها عندما احتاجت إلى حقيبة ترافقها في كل المناسبات، وأن تكون أنيقة وعملية في الوقت ذاته.

تقول:

«في ذلك الوقت كانت معظم الحقائب عملية وبسيطة للغاية بأشكال متشابهة لا تشد الانتباه أو تثير الإعجاب، وأكثرها نجاحا، مثل حقائب (برادا)، كان من مصنوعا من النايلون الأسود. لهذا فكرت أن أصمم حقيبة صغيرة الحجم وبسيطة بسوار قصير يمكنني من التحكم فيها، كما تتيح لي استعمال يدي بحرية».
في البداية صممت سيلفيا نسخا متعددة بألوان مختلفة خوفا من أن تبدو كل النساء متشابهات، لهذا طرحت خيارات كثيرة بهدف أن يعكس كل خيار منها شخصية صاحبتها. صحيح أن شكل وحجم «الباغيت» لا يتغير لكن ألوانها وخاماتها ونقشاتها تتغير في كل موسم.
ويمكن القول إن سيلفيا حققت خبطة تجارية وفنية على حد سواء. من الناحية التجارية لا تزال هذه الحقيبة تحقق مبيعات عالية، ومن الناحية الفنية كانت سيلفيا من أوائل المصممين الذين تفننوا في النقشات المتنوعة، إلى حد أنها كانت تستعمل نسخة لاستعمالها الشخصي مزخرفة وبألوان متضاربة في عز النهار، الأمر الذي كان يعتبر جريئا في تلك الفترة. 
النجاح الذي حققته الحقيبة فاجأ الكل، بمن فيهم المصممة نفسها، التي لم تكن مستعدة لهذا النجاح، بحكم أن إمكانيات الدار التقنية والإنتاجية كانت محدودة. والطريف أن عدم القدرة على إنتاجها بكميات كبيرة كان في صالحها، إذ أشعل شحها من السوق المزيد من الرغبة في اقتنائها، إلى حد يمكن القول إن ثقافة لائحة الانتظار التي نسمع عنها كثيرا في السنوات الأخيرة بدأت مع هذه الحقيبة.
ورغم أن وهجها خف لبعض الوقت مع اشتداد المنافسة بين المصممين ودور الأزياء على طرح حقائب اليد في بداية التسعينات بعد أن اكتشفوا أنها الدجاجة التي تبيض ذهبا، فإنها سرعان ما عادت إلى الواجهة كتصميم كلاسيكي بعد ظهورها في مسلسل «سيكس أند ذي سيتي».
فقد عاد الاهتمام بها بمجرد ظهور البطلة سارة جيسيكا باركر بها في المسلسل. ومنذ ذلك الحين إلى اليوم لم يستطع أحد أن يخطف بريقها، إذ تظهر حقائب وتختفي لكنها دائما تعود بحلة جديدة لتشتعل الحمى من جديد.