خطوات فعالة للتخفيف من غازات البطن
12:48 م - الأربعاء 18 سبتمبر 2013
عليك أولا رصد أنواع الطعام المسبب للمشاكل وتحديدها، وتسجيل كل غذاء تتناوله يوميا. إن وجود مقدار معين من الغازات في البطن هو أمر طبيعي في عملية الهضم في جسم الإنسان، ولكن إن حدث أن قامت الغازات أو عملية الانتفاخ بإحداث مشاكل الإجهاد أو التوتر، فعليك التفكير فيها بجدية.
وتقول الدكتورة جاكلين وولف الأستاذة المشاركة في الطب بمركز «ديكونيس إسرائيل» التابع لجامعة هارفارد:
«إن كنت تولد غازات أكثر مما ترغب، يمكنك دوما التوجه لحل هذه المشكلة»! ولكي تتوجه لحل لجذور المشكلة عليك البدء بعملية رصد ما تتناوله من الأطعمة بحيث يمكنك التعرف على أنواع الطعام المسبب للمشاكل، ثم التوقف عن تناولها بشكل مؤقت.
غازات الجسم
تتولد غازات الأمعاء بسبب عمل البكتيريا والأجسام الحية الصغيرة التي تحيا داخل الأمعاء، فهذه الأحياء الصغيرة تتغذى على مختلف المواد الغذائية الموجودة ضمن غذاء الإنسان، الذي لم يتم هضمه، وبالدرجة الرئيسة الكربوهيدرات. وفي ما يلي بعض أنواع الأغذية التي تؤدي عادة إلى توليد الغازات.
أولا - اللاكتوز
إن عدم القدرة على هضم اللاكتوز lactose، وهو نوع من السكر في الحليب، يتسبب في توليد الغازات كما يتسبب في حدوث انقباضات البطن والانتفاخ والإسهال.
وتعني حالة «عدم تقبل اللاكتوز» أن الجسم لا ينتج ما يكفي من الإنزيم المسمى «لاكتيز» lactase، اللازم لهضم اللاكتوز، الذي هو مادة من الكربوهيدرات.
ويمر اللاكتوز من دون أن يتم هضمه نحو الأمعاء وعبرها وهناك تقوم البكتيريا التي تحيا فيها بالتغذي عليه.
وأحيانا يعتقد الكثير من الناس أن لديهم حالة عدم تقبل اللاكتوز، وفي الحقيقة فإنهم لا يعانون منها، بل إنهم يعانون من مشاكل الغازات في الأمعاء بسبب تناول أنواع أخرى من الكربوهيدرات، مثل بدائل السكر.
ويمكن الكشف عن حالة عدم تقبل اللاكتوز باختبار يجري على نفس الإنسان. وتوجد أعداد من مركبات الإنزيمات التي تسوق تجاريا (على شكل حبوب وسوائل) بمقدورها التعويض عن نقص اللاكتيز.
ثانياً - السكريت والخضراوات
1- السكر الصناعي:
يتسبب في حدوث الغازات بعض أنواع السكر الطبيعي المنتجة من النباتات، خصوصا تلك التي تنتهي أسماؤها بالأحرف «تول» tol. وهذه تشمل «السربيتول» sorbitol، و«المانيتول» mannitol، و«اللاكتيكول» lactitol، و«الزيليتول» xylitol.
وأنواع السكر هذه تدخل في تركيب نطاق واسع من الطعام المعالج صناعيا، ومنها اللبان (العلكة) الخالية من السكر والحلويات والمنتجات الغذائية «القليلة الكربوهيدرات». كما يوجد «السربيتول» طبيعيا في عدد من الفواكه مثل التفاح والخوخ.
2- الفركتوز:
يعاني بعض الناس من عدم تقبل الفركتوز fructose، وهو نوع من السكر الطبيعي يوجد في الفواكه. وتضم الأغذية الشائعة الحاوية على الفركتوز التي تولد الغازات: التفاح، وعصير البرقوق، والفواكه المجففة. كما يوجد الفركتوز أيضا في الكثير من الأطعمة المعالجة صناعيا وفي المشروبات المحلاة بالسكر ومنها التي تحتوي على شراب الذرة العالي في احتوائه على الفركتوز.
3- الخضراوات:
رغم أن هذه الأطعمة غنية بالكربوهيدرات المفيدة، فإن بعضها قد يولد الغازات ويؤدي إلى الانتفاخ. وتشمل الخضراوات المسببة لمشاكل الغازات البروكلي، والكرنب، والبصل، والبطاطا. كما أن الفاصوليا مشهورة على نطاق عالمي بأنها من الأطعمة «المولدة للغازات»، إذ إنها تحتوي على عدد من الكربوهيدرات التي لا يمكن هضمها والتي تتغذى عليها البكتيريا في الأمعاء.
- التشخيص
وتقترح الدكتورة وولف لدى مقابلتها للأشخاص المعانين من مشاكل غازات البطن الخطوات التالية:
- سجل أنواع الطعام التي تتناولها وتعرف على تلك التي تتسبب في حدوث الغازات.
- اقرأ بطاقات تعريف الأطعمة للتعرف على أنواع الأغذية المسببة للمشاكل، مثل بدائل السكر ومنتجات الألبان.
- تجنب تناول كل نوع من أنواع الأغذية المثيرة للشك على حدة، ثم ابدأ بتناولها مرة أخرى للتعرف على مدى تقبل جسمك لها.
وإن حدث وكانت المشكلة هي في الفواكه فإنك لست بحاجة إلى التخلي عن هذه الأغذية الصحية المفيدة نهائيا.
وعليك هنا البحث عن أنواع من الفواكه التي يمكنك تقبلها أكثر. وإن كان «السربيتول» هو المشكلة فإن تجنب تناول الأطعمة الحاوية عليه بكثرة، مثل التفاح والخوخ والكمثرى والبرقوق، سيحل المشكلة.
كما يمكنك محاولة الالتزام بالنظام الغذائي المسمى «نظام الحمية القليل من (فودماب)» low-FODMAP diet، الذي يتم فيه الامتناع عن تناول الكربوهيدرات التي تمتص بشكل سيئ في الأمعاء الدقيقة.
وتمثل كلمة FODMAP مختصرا لعبارة «fermentable، oligosaccharides، disaccharides، monosaccharides، and polypols»، وهي تشمل المواد القابلة للتخمر، والسكريات العديدة، والسكريات الثنائية، والسكريات الأحادية. وهو نظام للحمية الغذائية وضعه أطباء جامعة موناش الأسترالية لمساعدة المصابين بمتلازمة القولون العصبي والأمراض المعوية الأخرى أظهرت بعض الدراسات فوائده لهم.