الناس يبتلعون الطعام والشراب .. والعناكب أيضا!!

عندما كنت طفلا، أتذكر العديد من المناقشات التي درات بيني وبين أصدقائي حول كمية العناكب المبتلعة بواسطة الناس أثناء النوم، وقد تراوحت الخلافات بين أربعة عناكب يتم ابتلاعها سنويا إلى الآلاف من العناكب التي يبتلعها الناس على مدار حياتهم.
لكن ما نعلمه نحن على وجه التحديد أننا نبتلع العناكب أثناء النوم ولاسيما خلال فترة الليل.
فالكبار لا يقلون سذاجة عن الأطفال، وهو ما وضحته Lisa Holst الكاتبة في مجلة PC Professional في مطلع 1990.
أرادت Holst توضيح كيف كان الناس عرضة لقبول أي بيان حقيقي يقرؤونه على الإنترنت أو من خلال بريدهم الإليكتروني، ولتوضيح هذا قامت بتأليف قائمة من الحقائق والإحصاءات بما في ذلك الخبر الذي وجدته في نص قديم يتحدث عن فلكلور الحشرات.
اشتمل هذا النص على أن الشخص العادي يبتلع 8 عناكب سنويا، وتنبأت Holst أن هذا البيان تم قبوله كحقيقة وسرعان ما انتشر حول الإنترنت.
ولكن هل هناك أي حقيقة بالنسبة للمجتمعات الحضرية؟ هل من الممكن أن نبتلع العناكب أثناء النوم؟؟
 يمكنك البقاء هادئا، وذلك لأن فرص ابتلاع العناكب تبدو منعدمة، وأنا أقول أنها منعدمة لأنه لا يوجد شيء مستحيل، فليس هناك دراسة أجريت حتى الآن لقياس كمية العناكب التي يبتلعها الناس أثناء النوم، ومن ثم فلماذا لا يقوم العلماء بدراسة تلك الظاهرة؟ أعتقد لأنها لا تحدث!
فمن أجل ابتلاع عنكبوت أثناء نومك، فإن عدداً من المصادفات لا بد وأن تحدث في تسلسل.
من أجل حدوث ذلك فعليك أن تنام وفمك مفتوحا شيئا ما، وإذا زحف عنكبوت على وجهك وعلى شفتيك فأنت ستشعر به لاشك، ومن ثم فالعنكبوت يصل إليك من خلال نزوله من السقف على خيط من حرير.
يريد العنكبوب بعد ذلك الوصول إلى هدفه -فمك- من خلال مركز ميت كي يتفادى الاصطدام بشفتيك، وإذا استقر على لسانك وهي منطقة شديدة الحساسية، فسوف تشعر به على الفور.
ومن ثم فيقوم العنكبوت بالهبوط على مؤخرة حلقك دون لمس أي شيء يعترضه في طريقه، ومن هنا تبتلعه أنت.
ولكن خلاصة القول الحقيقي هو: أن العناكب لا تسير طوعا إلى فم الحيوانات المفترسة كبيرة الحجم، وهذه هي الطريقة التي تنظر بها العناكب إلينا، هي أننا مخلوقات دافئة دامية مهددة قد تأكلهم.
ومن هنا فما الدافع الذي يقود العناكب إلى أفواهنا؟؟!