أهم النصائح لتعليم طفلك الاعتماد على النفس

عندما يتعلق الأمر بتربية أطفالك على أن يكونوا أشخاصاً مستقلين، فما هي الجوانب الأكثر أهمية والتي يجب أن تعلميها لهم؟
الفكرة ليست فقط في مجرد دمج الطفل للمساعدة في الأعمال المنزلية، ولكن في دورهم الحقيقي الذي يؤدونه في البيت والذي يمكن أن يؤثر بشكل حقيقي على إحساسه بالاكتفاء الذاتي والاعتماد على النفس.
 
احتل هذا الموضوع تفكير كثير من خبراء علم النفس والتربية للتوصل إلى مفهوم أكبر لغرس معنى الاعتماد على النفس داخل عقول أطفالنا وكيفية قيام الوالدين بتعزيز هذا الجانب.
 
وهنا سؤال على كل أب وكل أم طرحه على أنفسهم: "هل يشعر طفلي بأن لديه القدرة، ليس فقط داخل الإطار الأسري، إنما على نطاق عالمي أوسع بكثير؟"
وكيف يمكن تربية أطفالنا والتأكد من قدرتهم على مواجهة العالم بدون خوف وبثقة كاملة؟ وهنا بعض الطرق لتقوية هذا الجانب لدى أطفالنا:
 
1- السماح لهم بارتكاب الأخطاء:
مفتاح تعلم الطفل وتعزيز مفهوم الاعتماد على النفس والاكتفاء الذاتي ينتج من السماح له بالقيام ببعض المهام والأشياء بنفسه والوقوع في الخطأ، ومن المضحك جدا رؤية الأم وهي تحاصر طفلها بمراقبته الزائدة حتى لا يخطيء بدلا من تركه يعمل بحرية حتى لو حدثت بعض الفوضي.
 
الفكرة أن نمنحه الحبل الكافي للعمل والوقوع في الخطأ دون أن يشنق نفسه به، وتجنب بعض العواقب الخطيرة، ومن النماذج الهامة هو العمل المدرسي الذي نعلم فيه الطفل القيام بمهام معينة ونخبره أنه مسئول عن ما يفعل وهذا يجعله يؤدي العمل بمنتهى الإتقان والإجادة.
 
2- منح الطفل مهاماً ومسئوليات في جميع أنحاء المنزل:
اتركي للطفل فرصة للمشاركة في الأعمال المنزلية المختلفة على قدر الإمكان ومن بينها بالطبع ترتيب غرفته، مساعدتك بالمطبخ وتقديم الطعام، وضع بعض اللمسات الجميلة بالمنزل، ري النباتات المنزلية وغيرها.. فهذا من الطرق الهامة جدا ليعتمد على نفسه مستقبلا.
 
مع الحرص على مراقبته والإشراف عليه بدون أن تشعريه بذلك حتى تتجنبي وقوع شيء يؤذيه أو يسبب كارثة.
 
3- مهد لطفلك الطريق إلى النجاح بهذه المسئوليات:
عند الرغبة في المساعدة اجعلي المنزل مرتباً، فالمهام التي كنا نقوم بها ونحن كبار منذ ملايين السنين جيدة، لكن الأمر مختلف بالنسبة للأطفال فهم لا يشعرون بما كنا نشعر، فتقسيم المهام المنزلية ليس بالشيء المثير للاهتمام.
 
فمثلا إذا كانت غرفة النوم في حالة من الفوضى من الأسهل أن تطلبي من طفلك تنظيفها، لكن الأفضل من ذلك هو أن تطلبي منه التفكير في اقتراح الخطوات اللازمة لإنجاز هذه المهمة وتحويلها إلى غرفة منظمة.
 
وهنا مهمة يمكن تعليم طفلك إياها:
- التقط الملابس المبعثرة على الأرض.
 
- قسمها إلى ماهو متسخ وماهو نظيف.
 
- ثم التقط لعبك وكتبك وأعدها إلى أماكنها.
 
عند اندماج الطفل في مثل هذه الأعمال سواء بصفة يومية أو أسبوعية يجعله أكثر قدرة ونجاحاً على استخدام الوسائل الصحيحة والخطوات المناسبة لتأديتها، فمثلا إذا رغبت أن يساعدك طفلك في الغسيل يمكنك استخدام المنظفات ذات الاستخدام الفردي؛ فهي طريقة عبقرية لتجنب الفوضى والاقتصاد في الصابون بمجرد ضغطة واحدة.
 
4- احترام شخصيته وما يفعله:
الأطفال كلهم ليسو سواء، فلكل طفل طريقة تفكيره واهتماماته وشخصيته، فيجب أن تتقبلي الطفل وتتقربي إليه تتوقعين منه الخطأ وتكونين راضية عن ما يفعل فهو لا يفعله عن قصد إنما بالصدفة، هذا بجانب مكافأته على كل تصرف إيجابي يقوم به لأن ذلك هام جدا.
 
فكما هو مهم جدا تعليم طفلك احترامك يجب عليك أيضا احترامه حتى يحترم هو نفسه لكي تري بعينك الغرض من غرس مفهوم الاستقلالية، ولكي يشعر بأهمية الدور الذي يلعبه داخل الأسرة وأنك تقدرين كل ما يساهم به.
 
5- اصطحاب أطفالك معك للعالم الخارجي:
حتى يشعر الطفل بالعالم الخارجي من حوله يجب على الوالدين الخروج به واصطحابه معهم في رحلاتهم، زياراتهم للأصدقاء والأهل والسفر وتناول الطعام داخل المطاعم وغيرها، لأنها تجارب يكتسب من خلالها العديد من الخبرات ويتعلم الكثير كما تمنحه إحساساً بالحرية.
 
هذا مع تعليمه ثقافات ولغات مختلفة لأنها مكونات هامة جدا لتقوية الاكتفاء الذاتي، ومن الوسائل التي تقود الطفل إلى طريق النجاح على الصعيد الشخصي والمهني في الحياة.
 
6- اتركي لهم حرية اتخاذ القرار:
من الجوانب الهامة جدا في بناء شخصية واثقة مستقلة ترك الطفل يتخذ قراراته بنفسه، مثل اختيار نوعية ملابسه، لعبه، أصدقائه وغيرها لأنها تكون نابعة من داخله وتعبر عن رغباته وإمكانياته وتشعره بقيمته في الحياة.
 
مع الحرص على تقديم النصيحة عندما يطلبها أو عرضها عليه بطريقة غير مباشرة تخلو من الإجبار أو توجيه التعليمات أو الإلزام.