ما هي العلاجات الممكنة لتغلب طفلك علي حساسية البيض

تتعجب بعض الأمهات حينما تري أن طفلها لا يرغب في تناول البيض أو لا يأكله تماما، كما تزداد الأم غرابة عندما تري أن جسم طفلها لا يقبل تناول البيض، الأمر الذي يجعل الطفل ينفر منه تماما.. مما يدفع الأم الي الخوف والإسراع لاستشارة طبيب الأطفال المختص، وهي الخطوة السليمة التي ينبغي علي الأم اتخاذها عندما تلاحظ هذه الحالة علي طفلها، لكن الطبيب بدوره يطمئن الأم ويخبرها بأنه لا داعي للخوف والقلق لأنها ستعرف أن ذلك من الأمور العادية التي تتعرض لها غيرها من الأمهات.
 
كيفية تحدث الحساسية داخل الجسم
وهناك بعض الأطفال لديهم حساسية من البيض، حيث يظهر رد فعل لجهاز المناعة بالجسم عند تناول الطفل للبيض، ويحدث ذلك عند أكل البيض ودخوله للجهاز الهضمي، فيعتقد الجسم أن البروتين الموجود بالبيض جسم غريب ضار للجسم؛ فيبدأ جهاز المناعة في مهاجمته عن طريق تكوين أجسام مضادة له.
 
وينتج عن ذلك إفراز الجسم لبعض المواد الكيميائية منها الهستامين Histamine، لذلك عند تناول الطفل للبيض أو أي طعام يحتوي عليه، يبدأ جهاز المناعة بالجسم في إطلاق وسائل دفاعية من المواد الكيميائية لحماية الجسم.
 
إطلاق المواد الكيميائية
وإطلاق هذه المواد الكيميائية يمكن أن يؤثر على الجهاز التنفسي، والجهاز الهضمي، والقلب والجهاز الدوري، والجلد مؤدياً إلى ظهور بعض أعراض الحساسية مثل الغثيان، الصداع، مشاكل بالتنفس، ألم بالمعدة، وطفح جلدي.
 
أعراض حساسية البيض
عادة تظهر حساسية البيض لدى الطفل وهو في عمر صغير، وحساسية البيض مثل أغلب أنواع الحساسية تظهر خلال دقائق إلى ساعات من تناول البيض، حيث إن أغلب الأعراض لا تستمر أكثر من يوم واحد فقط، وتؤثر بصورة أساسية على ثلاثة أجهزة بالجسم، وهي:
الجلد: 
حيث يظهر على الجلد طفح جلدي أحمر اللون، أو احمرار وتورم حول الفم.
 
الجهاز الهضمي: 
حيث يشكو الطفل من ألم بالبطن، إسهال، غثيان، أو قيء.
 
الجهاز التنفسي: 
ويظهر في صورة رشح بالأنف وحكة، تدميع العين، عطس، وقد يتسبب في حدوث أزمة صدرية ويبدأ الطفل في الكحة وصعوبة التنفس. وفي حالات نادرة جدا يصاب الطفل بحالة شديدة من الحساسية Anaphylaxis حيث يحدث تورم بالفم والحنجرة، وصعوبة شديدة في التنفس مع انخفاض شديد في ضغط الدم فيصاب الطفل بغيبوبة.
 
التشخيص 
في حالة الشك في أن الطفل يعاني من حساسية البيض، يتم عرضه على أخصائي الحساسية لإجراء اختبارات تؤكد التشخيص، وقد يقوم أخصائي الحساسية بإجراء اختبار بالجلد أو أخذ عينة من الدم للبحث عن وجود أجسام مضادة بها.
 
علاج حساسية البيض
يتمثل علاج حساسية البيض في الامتناع عن تناول البيض أو أي أطعمة يدخل البيض في تكوينها، وفي حالة إصابة الطفل بنوبات شديدة من الحساسية قد يصف الطبيب للأم حقن الأبينفرين Epinephrine لاستخدامها في الحالات الضرورية عند تناول الطفل للبيض وظهور أعراض حساسية شديدة عليه مثل تورم الحنجرة، ألم بالصدر، أو صعوبة التنفس، بعد ذلك يجب أن تتجه الأم إلى أقرب مستشفى أو للطبيب المعالج حتى تتم متابعة الطفل لمدة 4-8 ساعات على الأقل بعد حدوث أعراض الحساسية الشديدة، أيضا قد يصف الطبيب بعض الأدوية المضادة للهستامين Antihistamines لاستخدامها للتخلص من أعراض الحساسية.
 
أمل جديد
كشفت دراسة الباحثين من كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز حول حساسية الأطفال من البيض، وخلصت هذه الدراسة الحديثة إلى أن معاناة الأطفال الصغار من حساسية البيض، تزول تدريجياً عنهم كلما تقدم بهم العمر خلال مرحلة الطفولة.
 
وتابع باحثو كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز أكثر من 880 طفلا يتم علاجهم من حساسية البيض في مراكز الجامعة الطبية، وتبين لهم أن أكثر من ثلثي الأطفال أولئك زالت عنهم تلك الحساسية لاحقاً مع التقدم في سن المراهقة، إلا أن الجديد الآخر في نتائج الدراسة هو أن زوال تلك الحالة عنهم قد يستغرق وقتاً أطول مما كانت الدراسات السابقة قد تحدثت عنه.
 
 وأشارت دراسة أخري إلي أن علاج الحساسيّة للبيض عند الأطفال يمكن أن يكون بواسطة جرعات يوميّة متزايدة من البيض. وتدعّم هذه النتائج الأدلّة السابقة التي أكّدت ذات الفرضية، وأشارت بأنّ تلقّي جرعات متزايدة من الطعام الذي يتحسس له الجسد يمكن أن يزيد من تعود الجهاز المناعي عليه مع مرور الوقت، وبالتالي التخفيف أو القضاء على التحسس تجاه هذه الأطعمة، وهو ما أصبح يعرف بالعلاج المناعي عن طريق الفم.
 
نتائج غريبة
أما النتائج الغريبة فهي التي أثبتتها دراسة ثالثة حيث إنه في محاولة للتغلب على الحساسية من بعض الأطعمة، قام فريق طبي من جامعة نورث كارولينا بتجربة عملية تهدف إلى نقص تأثير الحساسية عبر إعطاء الأطفال والمراهقين جرعة يومية ضئيلة من الطعام الذي يتسبب لهم بمشكلة؛ لتدريب جهازهم المناعي على تقبله تدريجياً.
 
وقد بدأت الدراسة بالفول السوداني، ثم طبقها العلماء على البيض.. ونجح بعض الأطفال الذين شملتهم التجربة في التغلب بالفعل على الحساسية من البيض، والذي يمثل عنصراً أساسياً في كثير من الأطعمة.
 
وبعد عام من التجربة لم يتمكن أي من المجموعة التي كانت تناولت ذرة النشا من التغلب على حساسية البيض، بينما الأطفال الذين تناولوا مسحوق بياض البيض حققوا نتائجا جيدة في تغلبهم على الحساسية، حيث إنه بنهاية العام نجح نصف هؤلاء الأطفال في اختبار تناول بيضة دون ظهور عوارض الحساسية عليهم، وبعد نهاية العام الثاني نجح 75% منهم في الاختبار نفسه.