يوم في حياة ضابطة .. بين الإثارة والغرابة!!

هل اندهشت يوما عند رؤيتك لامرأة في زي ضابط؟ هل حلمت يوما بالركوب في عربة شرطة (في المقعد الأمامي) تشغلين الإضاءات وأجراس الإنذار لإنقاذ العالم من المجرمين؟
حسنا سيدتي .. استريحي الآن، اربطي حزام الأمان، امسكي بفنجان قهوتك، وإليكِ نظرة سريعة في حياة شرطية...
 
يدق جرس المنبه .. وأول ما يخطر ببالك.. ماذا سيجرى في هذا اليوم؟؟
أنت تعرفين أنه ليس هناك يومان متطابقان تماما في عالم الجريمة، وقد تنظرين بالخارج متفوهة: اللعنة، ولن يكون الأمر على ما يرام! 
تأخذين حمامك ثم تضعين القليل من الماكياج ملقية بشعرك إلى الخلف في ذيل الحصان، وليس هذا أمرا يثير الغرابة، فأنت ذاهبة للعمل لا للجاذبية أو الإثارة، وإنما يكون هدفك الوحيد هو الرجوع إلى المنزل بسلامة، ويفضل بجميع ملابسك!
 
تصلين إلى مكتبك مرتدية كافة معداتك اللازمة، من سترة واقية إلى أحزمة الشرطة جنبا إلى جنب مع الأسلحة والمكبلات الحديدية (الكلبشات).
 
وعندما يأتي الأمر إلى مكافحة المجرمين، فكلما زاد عدد الأسلحة التي بحوزتك، كلما زادت فرصتك في الفوز بأي معركة تواجهينها طوال الطريق. تنظرين إلى المرآة كي تتأكدي أن كل شيء مرتب ونظيف، بعدها تحصلين من مديرك على ملخص لما وقع في منطقتك؛ من حوادث الاقتحام والكسر إلى تدمير الممتلكات العامة أو الاعتداء والضرب، ومن ثم تكوني على اطلاع بتفاصيل كل قضية قبل مواجهتها.
 
والآن تحتسين قهوتك متخذة شنطة بها كافة المعدات من إسعافات أولية إلى العتاد الخاص بظروف الطقس المتغير متوجهة إلى سيارة الشرطة، ثم استعدي للمواجهة.
 
اعلمي أن وجودك كشرطية في الطريق العام يجعلك عرضة لمواجهة أي من الظروف؛ بداية من نباح كلب إلى جريمة قتل، ولا يمكنك الانتقال إلى منطقة بعينها حتى تسمعي القائد عبر الإذاعة، حين يخبرك بالمكان الذي يرغبون بتواجدك فيه ولماذا.
 
إذا كنت من المحظوظين .. فإن مكان الاستدعاء لن يكون خطيرا .. ولكنك لا تستطيعين استبعاد الحرص. ما يقال لك على أنه مشاجرة بين جيران يمكن أن تجديه شيئا آخر تماما عندما تصلين إلى مكان الحادث، لذلك كوني على أهبة الاستعداد لأي شيء طوال الوقت.
 
وفي حال عدم إخبارك بأي من الحوادث، قد تقررين عمل بعض اللجان المرورية، ولكن اعلمي أن هذا الأمر خطير للغاية لأنك لا تعرفين نوايا السائقين.
 
وهناك  ضابط يصاب كل يوما من قبل سائق تم سحب رخصته ولأسباب تافهة كالسرعة الزائدة أو الإضاءة المرتفعة، لذا فكري كثيرا قبل اتخاذ ذلك القرار.
 
هدفك من اللجان المرورية ليس إعطاء المخالفات، بل القواعد العامة.. فأنت تريدين ببساطة أن يحترم السائقون القانون هناك الآلاف من الحوادث المرورية التي تقع كل يوم، وبعد أن تقومي بتوجيه التحذيرات بهدف الإبطاء أو ربط حزام الأمان، عليك التوجه إلى مكان الحادث ومحاولة تهدئة الناس هناك.
 
فالجميع يصرخ ويصور، وكل ما عليك فعله هو فصل كل طرف عن الآخر، ومحاولة سماع القصة من كلا الجانبين، وإذا كنت من المحظوظين فإن عراك اليوم سيكون لفظيا فقط، وحينها تطلبي من الناس الهدوء والرحيل وتقومي باخلاء المكان ممن فيه.
 
إذا استقر الأمر فعليك الشروع بالغداء، ومن الفطنة أن تجلبي معك قطعة من الأطعمة البروتينية من المنزل، لأنك تقضين العديد من الأوقات في التنقل من حادث لآخر وليس لديك وقت لتناول الطعام.
 
وفي طريقك إلى الشكوى الأخرى، قد توقفين سائقا يهرع بسرعة فائقة، ويكون كل هدفك أثناء تلك اللجان هو البحث عن السائق الغير طائع للقانون.
 
ولسوء الحظ تقلع السيارة وتبدأين في المطاردة، فأنت هنا لا تحاولين انتشال المجرمين من الشوارع فحسب، بل أيضا تحاولين الحفاظ على أرواح الأبرياء أثناء تلك المطاردة،
فأنت الآن تطاردين السيارة التي تسير بسرعة 100 ميل في الساعة فوق التلال وبين المنحدرات، وفي حين أن ضربات قلبك تكاد تنفطر من بين ضلوعك، تحاولين الحفاظ على هدوئك وإبلاغ الدوريات واللجان الأخرى المتواجدة في شوارع المطاردة بهدف الإمساك بذلك الشخص الغير مراعي لحياة الآخرين.
 
فجأة وبدون سابق إنذار يتوقع السائق ويبدأ في الجري، وأنت بدورك تبدأين في مطاردته محاولة الإمساك به مع الحفاظ على نفسك دون إيذاء، وعند الإمساك به عليك تسليمه دون وقوع حوادث، ولكن للأسف لا تنتهي كل المطاردات على هذا النحو، لذا عليك أن تصلي شكرا على سلامتك والبدء في العودة إلى عربتك أثناء تكبيل المجرم.
 
تذكري أن عليك أخذ الشخص الذي هدد حياتك وحياة الآخرين، ومعاملته باحترافية دون انتهاك حقوقه نعم حتى وإن أهانك وبدأ في سبك أو البصق على وجهك، فمازال يتمتع بحقوقه كإنسان، فأنت تنقلينه إلى القسم مستمعة إلى شتائمه طوال الطريق، ولكن تحافظين على هدوئك من أجل البدء في عمل التحقيقات اللازمة، وقد يأخذ الأمر ساعتين من أجل استكمال تفاصيل المطاردة الكاملة التي استمرت نحو 15 دقيقة، فهكذا يعمل أفراد الشرطة.
 
بعد انتهاء اليوم، تذهبين إلى منزلك مجردة نفسك من كافة السلبيات التي وقعت، والبدء في ممارسة واجباتك المنزلية تاركة هموم العمل في العمل فقط، وإن لم تفعلي ذلك فستصابين بالجنون لا شك!
 
وعند استعدادك للنوم اشكري ربك أن حياتك لم تكن كحياة هؤلاء الذين كانوا في الشارع اليوم، وعليك الاعتراف بجميع الأشياء الرائعة التي من الله بها عليك طوال اليوم، وبتلك الأسرة والأصدقاء الرائعين الذين أضاءوا لك الدرب.
 
تغمضين عينيك متمنية أن تبتعد أحداث اليوم عن أحلامك، مدركة أن تلك الأشياء يمكن أن تتكرر في اليوم التالي وكل يوم من أيام العمل.
 
نعم إن كونك شرطية أنثى هو أمر شاق للغاية ومتعب جدا، وكلنه مجزي أيضا، فليس هناك شيء أفضل من إنقاذ من هم بحاجة إليك وتخففين عنهم آلامهم، فأنت تواجهين أسوأ ما في البشر، ولكنك تقابلين الأفضل أيضا.
 
إنك تفعلين ذلك لأنك ترغبين فيه، وببساطة أنت تعطين الآخرين ما يمكن أن تمنحيه لأسرتك إذا تعرضوا - لاقدر الله - لتلك الظروف السيئة.
 
وأنت تقولين لا، الشرطة ليس عملا للجميع، ولكنها بالنسبة لي تجربة رائعة، فهل أنت على استعداد لإنقاذ من حولك؟؟