تناول المشروبات السكرية .. يزيد خطر الإصابة بالسمنة الوراثية
01:36 م - الخميس 10 يناير 2013
من المحتمل أن يزيد تناول المشروبات السكرية خطر الإصابة بالسمنة الوراثية لدى بعض الناس، مثلما توصلت إحدى الدراسات. وبالنسبة للأفراد الذين يكونون معرضين وراثيا لخطر الإصابة بالسمنة، يمكن أن يتسبب احتساؤهم كثيرا من المشروبات السكرية في تفاقم مشكلة زيادة وزنهم بفعل زيادة تأثيرات جينات البدانة لديهم، حسبما توصلت دراسة جديدة.
ويقول فرانك هو، أستاذ التغذية وعلم الأوبئة بكلية الصحة العامة بجامعة هارفارد وأحد المشرفين على الدراسة: «يحمل معظم الناس بعض مخاطر الإصابة بالبدانة الوراثية». ويضيف: أن «الأفراد الذين يحملون الكثير من جينات البدانة يزداد خطر إصابتهم بالبدانة. كذلك، فإن الأفراد الذين يحتسون قدرا كبيرا من المشروبات الغازية يزداد لديهم خطر الإصابة بالبدانة. أما الأفراد الذين يجمعون بين العاملين معا، فيكون خطر إصابتهم بالبدانة أكبر بكثير ممن ينطبق عليهم عامل واحد فقط من الاثنين».
ولكي يتمكن الباحثون من الوصول إلى تلك الاستنتاجات، قاموا بفحص بيانات تتعلق بحالة 6934 امرأة من دراسة صحة الممرضات، وحالة 4423 رجلا من دراسة متابعة العاملين الصحيين، وحالة 21.740 سيدة من دراسة للتركيب الجيني عند النساء.
وكان المشاركون في هذه الدراسات الثلاث من أصول أوروبية؛ وكانت هناك ملفات جينية متاحة عنهم جميعا، مما مكن العلماء من فحص الاثنين وثلاثين جينا المرتبطة بالبدانة.
ملأ جميع المشاركين استبيانات تتعلق بمقدار ما يتناولونه من أطعمة ومشروبات بمرور الوقت.
تضمنت المشروبات المحلاة بالسكر مشروبات باردة غير كحولية سكرية وعصائر فاكهة وليمون، ولم تشمل عصائر الفاكهة الطبيعية بنسبة 100 في المائة أو القهوة المثلجة أو الشاي المثلج.
انقسم المشاركون إلى عدة فئات: الذين تناولوا أقل من حصة واحدة شهريا من المشروبات المحلاة بالسكر؛ وأولئك الذين تناولوا عددا يتراوح ما بين حصة وأربع حصص شهريا؛ وآخرين تناولوا عددا يتراوح ما بين حصتين وست حصص أسبوعيا؛ وهؤلاء الذين تناولوا حصة واحدة أو أكثر يوميا.
وأجرى الباحثون حسابات تتعلق بمستوى الجودة الشامل للنظام الغذائي والنشاط البدني والتدخين وتناول الكحوليات. ويضم مجموع النقاط المتعلق بمستوى جودة الغذاء الدهون الغذائية والمقدار المتناول من اللحوم، وكذلك الفواكه والخضراوات والمكسرات والحبوب الكاملة.
زاد خطر الإصابة بالبدانة نتيجة وجود نسبة كبيرة من جينات البدانة إلى الضعف في المجموعة التي تناولت أكبر كمية من المشروبات السكرية عنها في المجموعة التي تناولت أقل كمية من المشروبات السكرية، على حد قوله أحد المشرفين الدراسة الرئيسيين، لو تشي، الأستاذ المساعد بقسم التغذية بكلية الصحة العامة بجامعة هارفارد.
وهذا يشير إلى أن تناول المشروبات السكرية بانتظام يضاعف من خطر السمنة الوراثية، على حد قوله.
ونشرت الدراسة في دورية «نيو إنغلاند» الطبية، وعرضت الاجتماع السنوي لجمعية البدانة في سان أنطونيو.
ويقول هو: «تشير هذه الدراسة إلى أن الخيارات الغذائية غير الصحية، مثل احتساء الكثير من المشروبات السكرية، يمكن أن تؤثر على دور الجينات». ويضيف: «على الرغم من أن التركيب الجيني يؤثر على خطر البدانة، فربما يكمن محفز التأثيرات الجينية في بيئتنا».
يقدم خبراء جينيون آخرون تحذيرا يتعلق بتفسير النتائج.
فمن الصعب معرفة ما إذا كانت المشروبات السكرية فقط هي التي يمكن أن يلقى عليها اللوم في زيادة خطر الإصابة بالبدانة الوراثية أو ما إذا كانت متأثرة بعوامل أخرى مرتبطة بنمط الحياة غير الصحي، على حد قول روث لوس، مديرة برنامج علم الجينات الخاصة بالبدانة وما يتصل بها من الصفات الأيضية بكلية الطب بجامعة ماونت سيناي في نيويورك.
وتقول إن من يتناولون المشروبات السكرية «يكون مستوى نشاطهم البدني أقل ويحصلون على عدد أكبر من السعرات الحرارية ويتناولون نظاما غذائيا قيمته الغذائية منخفضة في العموم».
ويتضح هذا جليا في الدراسة الجديدة، على حد قولها.
إلا أن لوس تقول إنه ليس ثمة مبرر يدفع الناس للإحباط واعتبار جيناتهم الوراثية هي السبب في إصابتهم بالبدانة.
وكانت قد أجرت بحثا يشير إلى أن التمتع بالنشاط البدني يقلل من خطر الإصابة بالبدانة، حتى بدرجة أكبر مع الأفراد الذين تزيد لديهم درجة الحساسية للتأثر الجيني.
وتشير دراستها وهذه الدراسة الجديدة «إلى أن حساسيتهم الجينية للإصابة بالبدانة يمكن أن تقل من خلال التمتع بنمط حياة صحي».