لماذا الدراما الكورية هي الأفضل؟
01:01 م - الأحد 12 أغسطس 2012
خاص الجمال - إيناس مسعود
أعزائي القراء ومحبي مشاهدة الدراما، من منكم يفضل مشاهدة الدراما الكورية؟ ظهرت الدراما الكورية من سنوات قليلة في عالمنا العربي وحازت على نسبة مشاهدة مرتفعة جدا بين الكثيرين، والغريب في الأمر أن الكوريين أنفسهم لا يميلون لها، بينما يتابعها أناس من جنسيات أخرى مختلفة ومنها الجنسيات العربية، ربما يرجع نفور الكوريين من مشاهدة دراماهم إلى الرغبة في التجديد، وانجذاب العرب إليها لنفس السبب، لكن بالبحث اكتشفنا أن هناك أسباباً أكثر عمقا من مجرد الرغبة في التجديد، حيث يعود الأمر إلى بعض القيم والمميزات التي نفتقدها في عالمنا العربي ونجدها في الحياة الكورية ورغبتنا في تطبيقها، فهيا بنا تنعرف عليها بالتفصيل.
طبيعة الثقافة الكورية:
تتميز الثقافة الكورية والأسرية بصفات راقية يميل كل إنسان إلى تطبيقها؛ فمثلا نجد العلاقة بين أفراد الأسرة الواحدة شيئاً مقدساً يعتمد على الاحترام المتبادل وخاصة احترام الكبير، فهي ليست مجرد تقاليد إنما فلسفة دينية واجتماعية تتمحور الحياة حولها.
معالجة الضغوط المجتمعية:
من عوامل تميز الدراما الكورية إتقانها في التعامل مع الضغوط المجتمعية المشتركة والتي يمكن أن تشعر بها المجتمعات الأخرى وتتفهمها.
الرومانسية الراقية:
لا تخلو المسلسلات الكورية من لمسة الرومانسية الراقية بمعنى الكلمة، تشبه إلى حد ما الحب الأفلاطوني النقي لأنها تخاطب المشاعر لا الأجساد، فنجد المحب دائما ما يضحي من أجل حبيبه ويقف بجانبه في مواقف الحياة الصعبة، وهذه هي وجهة نظر الدراما الكورية من الحب لأنها تتعامل معه من الجانب الإنساني وقد يختفي الجانب الحيواني بها، ربما من أجل الحفاظ على التقاليد المحافظة والتي تعتبر العلاقة الحميمة شيئاً شديد الخصوصية لا يجب كشفه للعيان مثلما تفعل أنواع أخرى من الدراما ومن بينها الدراما العربية التي لم تعد تحترم ذلك وتقلد الغرب المتحرر بصورة عمياء.
لا للحواجز الثقافية:
تقل جدا الحواجز أو الاختلافات الثقافية في الدراما الكورية هذا لأنها تخاطب مشاعر المشاهد وتتحدث بلغة القلوب، فالمشاعر عنصر مشترك بين كل الجنسيات والثقافات، فالناس جميعا يحزنون ويفرحون، يحبون ويكرهون وبذلك استطاعت هذه الدراما أن تتحدث بلغة عالمية متوفرة في جميع أنحاء المعمورة.
عامل التكنولوجيا:
في ظل التأخر التكنولوجي لدى العالم العربي تصبح الدراما الكورية بما تعرضه من خلال مسلسلاتها وأفلامها من أدوات تكنولوجية متطورة جدا، فنجد المنازل المبهرة، السيارات، وسائل التطور في مكان العمل والعلم وغيرها عوامل مثيرة جدا وجاذبة لانتباه الآخر.
الحس الفريد بالموضة:
دائما نشاهد بأعيننا ألواناً وتصميمات متنوعة في مجال الموضة والأزياء، فهم يتميزون بالحس والذوق الرفيع في اختيارهم للألوان الجميلة الهادئة والتصميمات المناسبة التي يمكن لنا كعرب ارتداؤها لأنها لا تخرج عن الطبيعي أو تخدش الحياء.
كفانا عنف وجنس:
عندما ننظر من حولنا ونسير على أرض الواقع نجد كماً هائلاً من العنف والجريمة، التحرش الجنسي، وبعد الرجوع إلى البيت نرغب في التخلص من ضغوط الحياة فنفتح التلفاز نجد أنفسنا أمام ما هو أسوأ في الدراما العربية والغربية على حد سواء، فهناك دراما القتل، السرقة والرعب، وإذا أردنا الاستمتاع ببعض الرومانسية لا نجد إلا عرياً وانحلالاً لأنها تعتبر الحب مجرد جنس لا أكثر، فنقول بصوت مرتفع كفانا عنف وإباحية نحن نريد بعض النقاء والطهارة وهذا متوفر في الدراما الكورية.
حبكة درامية بسيطة وقليل من الشخصيات:
تتسم معظم الأعمال الدرامية الكورية بالتخطيط الجيد للحلقات قبل البدء بها، فنادرا ما تتم إطالة الحلقات بصورة مبالغ بها كما نجد الشخصيات قليلة العدد مما يسهل على المشاهد متابعة القصة.
على اختلاف ما لدينا من الإطالة وظهور شخصيات جديدة بصورة مفاجئة حتى تتعقد القصة وتطول فتصل في بعض الأعمال إلى عام كامل أو أكثر من ذلك وهذا ملحوظ جدا في المسلسلات التركية والمكسيكية.
حتى نكون واقعيين ليست كل الأعمال الدرامية الكورية من النوع الممتاز، ولكن أغلبها مناسب جدا مكتوب بصورة جيدة قادرة على خطف الألباب سواء لكبار السن أو الشباب.
الأبطال ذوي مظهر جذاب متميز:
بالإضافة إلى القصة الجيدة غالبا نشاهد نجوماً تتمتع بطلعة جذابة، قوام رياضي رشيق وملابس أنيقة تجعل المشاهد متلهف لمتابعة القصة حتى آخر مشهد بها، وهذا شيء جيد خاصة لنساء العرب اللاتي يتحمسن للتخلص من الوزن الزائد ليصبحن مثل النجمة الرشيقة والبحث عن أكثر الملابس تأنقا، وتحسن من علاقتها بزوجها كما تفعل بطلة العمل، ونجد الرجل العربي حين يحاول تقليد البطل في تعامله الراقي مع محبوبته والذي يتنوع بين الشد والجذب.
الاهتمام بالقيم في العلاقات الإنسانية كالأسرة، الصداقة والعلاقات الرومانسية:
غالبا لا تظهر المواقف التي تحتوي على عواطف شهوانية، أو حوادث مخجلة مثل الاغتصاب أو الاعتداء الجنسي من قبل الأقارب وجنون الفقراء بجمع الثروة أو مشاهد الحرق والخطف وتفجير السيارات وغيرها من الأعمال التي مللنا منها بالدراما الكورية، لأن معظم قصصها تركز على العلاقات الإنسانية فمثلا تبرز أفضل الطرق للتعامل مع الغير، مما يسهل على المشاهدين التعلق بالأحداث والصراع عندما يبدأ في الظهور، والتعاطف مع الشخصيات رغم بساطة حياة الشخصيات في تلك الأعمال.
الإبداع والمهارة في الإنتاج والإخراج والتصوير:
عند متابعة العمل الكوري تكتشف كيف يتم أخذ الزوايا في التصوير السينيمائي، فتجد معظم الوقت استخدام الإطارات الطبيعية في المشاهد مما يمنحها نوعاً من الفنية والإجادة.
الموسيقى التصويرية النادرة:
لن تجد أرق ولا أجمل من الموسيقى التصويرية في الأعمال الدرامية الكورية، فنجدها دائما في الخلفية ورغم أن معظمنا لا يتحدث الكورية إنما الموسيقى شيء مفهوم جدا لكل من لديه حس مرهف فهي قادرة على خطف القلوب.