الذكور يميلون إلى إعلاء القوة والاستقلال والتنافس والسيادة

فى السنوات الأخيرة ارتفعت نسب الطلاق بصورة كبيرة، وإن رجعت الأسباب الرئيسية لفشل أغلبية الزيجات إلى تصور كل من الرجل والمرأة أنهما يملكان عقولا متماثلة، ومن ثم لا يدركان اختلاف كل منهما عن الآخر كشريكين فى مؤسسة الأسرة، هذا ما يؤكده الدكتور نبيل كامل خبير التنمية البشرية ورئيس مجلس إدارة بيت الحكمة. 
وفى دراسة حديثة أجريت على 6 مجتمعات مختلفة فى العالم، تم طرح السؤال الآتى على مجموعة من الرجال والنساء " ما نوع الشخص الذى تحب أن تكونه؟ "، وكانت إجابة الغالبية العظمى من الرجال: أريد أن أكون رجلا عمليا ذا سيادة ومهما، وذا قدرات تنافسية وقادرا على التحكم فى مصيرى، بينما كانت إجابة معظم النساء: أريد أن أكون امرأة محبة شاعرية، متعاطفة ومعطاءة. 
وبالنسبة لترتيب أولويات عدد من الاهتمامات المختلفة، فقد أعطت البنات والنساء الأولوية للاعتبارات الاجتماعية والأخلاقية واكتساب خبرات إنسانية مثيرة، بينما ركز الأولاد والرجال على الاعتبارات الاقتصادية والسياسية والنظرية، لقد ركزوا على القوة والمصلحة والاستقلال وأظهروا تقديرا كبيرا لقيم التنافس والمظهرية والسيادة والحرية. 
وفى هذه الإجابات فوارق عديدة، بين مفاهيم كل من الرجال والنساء، منها أن القوة التى تتمثل عند الرجل فى السيادة والسيطرة والمبادأة، ليست بهذا المفهوم بالنسبة للمرأة، بل تكمن قوة النساء فى قدرات أخرى يفتقدها الرجال، إن إدراك هذا الفرق والتعامل معه بواقعية هو الذى يخلق العلاقة بين الطرفين ويجعل نسيج العائلة ويبنى المجتمعات. 
وعندما يتم الزواج فإنه يجمع بين طرفين يحملان الكثير من الاختلاف الحقيقى فى أسلوب التفكير وفى السلوك، وفى تحديد الأولويات تجاه الموقف الواحد، ويكون ذلك بمثابة الصدمة لكل من الرجل والمرأة، لهذا يجب تربية الأبناء منذ الصغر على ما سوف يجدونه عندما يتزوجون ويرتبطون بشريك حياة مختلفا فى الطباع وأسلوب التفكير بما يعنى التكامل فى الحياة وليس الصدام والمنافسة.