لدي طفلان ذكور، يبلغ عمر الأول 6 سنوات. وألاحظ أن طفلي الثاني الذي بعمر ثلاث سنوات أقصر مما كان عليه أخوه، وتأكدت من ذلك من الملابس التي كان يلبسها أخوه. بماذا تنصح؟

بداية، لاحظي معي أنه لا يُوجد مقدار محدد لطول الطفل في أي عمر كان، بل هناك مدى يتراوح فيه طول قامة الطفل الطبيعي. وعلى سبيل المثال، وفي عمر سنوات بالتحديد للطفل الذكر، يُقال طبيا أن طول القامة الطبيعية تتراوح ما بين 89 و102 سم. أي إن أي طفل طبيعي في عمر 3 سنوات قد يكون طوله 89 سم أو 102 سم.


مما يعني أن من الطبيعي والمقبول أن يكون هناك حتى بمقدار فرق 10 سم بين ملابس طفلك الأول عندما كان عمره 3 سنوات وبين ملابس طفلك الثاني الذي هو حاليا في عمر 3 سنوات.

وعادة حينما تحرص الأم على متابعة نمو طفلها لدى عيادة طبيب الأطفال، يتم تقييم طول قامة الطفل ووزنه والجوانب الأخرى في حالته الصحية كالتغذية وتلقي اللقاحات وغيرهم. ومن خلال هذه المراجعة للطبيب تُتابع الأم سلامة نمو أطفالها وتستفسر من الطبيب مباشرة عن أي شيء تهتم بمعرفة الإجابة الطبية عنه.

وإذا ما لاحظ الطبيب أن طول الطفل أقل من المعدل الطبيعي، فإنه يبدأ في البحث عن أسباب ذلك، كوجود عوامل وراثية من قصر القامة في الأجيال السابقة للأسرة تؤثر على معدل الطول في الأسرة، أو وجود تأخر نسبي في معدل النمو، وهذا يعود إلى ظروف خاصة بتكوين الطفل. أو وجود بعض الأحوال المرضية كسوء التغذية أو بعض الأمراض الخاصة بتكوين العظام والغضاريف، أو أمراض مزمنة كالفشل الكلوي أو أمراض القلب أو الجهاز التنفسي، وقد يكون السبب قصورا في بعض الغدد الصماء المسؤولة عن النمو. وينبغي هنا استشارة طبيب الأطفال لمعرفة إذا كان طول الطفل فعلا أقل من المعدل الطبيعي ولتحديد السبب وعلاجه.

ولاحظي معي أن العامل الوراثي مهم، وخاصة طول الأب والأم، ولاحظي أيضا أن تأثير العامل الوراثي ليس بالضرورة يشمل كل أطفال الزوجين، ولذا قد يكون أحد الأطفال أقصر أو أطول من أخوته أو أخواته.