فشار الذرة .. هل هو فعلاً مصدر غني بمضادات الأكسدة؟
12:00 ص - الأحد 13 مايو 2012
تؤكد دراسة احتواء قشرة فشار الذرة popcorn على بعض الفوائد الغذائية المهمة، إن لم يكن ذلك الفشار مغمورا في الزبدة أو الزيت، أو مشبعا بالملح. ويقول الخبراء إنه تتم معالجة بعض الحبوب الكاملة كالخبز الأسمر وحبوب الإفطار بشكل كبير، مما يؤدي إلى فقدان الكثير مما تحتويه من فيتامينات ومواد «بوليفينول» والألياف.
أجرى الباحثون بجامعة سكرانتون تحاليل مختبرية على محتويات أنواع متعددة وأسماء تجارية مختلفة من فشار الذرة ووجدوا أن القشرة المقرمشة تحتوي على مادة الـ«بوليفينول»، التي تعد من مضادات الأكسدة التي تمنع تلف الخلايا، ولها قدرة على مكافحة الأمراض.
قشرة غنية
ويقول جو فينسون، أستاذ الكيمياء وأحد أبرز مؤلفي الدراسة التي تم تمويلها من قبل شركة لفشار الذرة: «إن القشرة هي التي تحتوي على المواد المفيدة غذائيا (البوليفينولات) وليس الجزء الناعم الأبيض». والجدير بالذكر أن فينسون أجرى دراسة عن الشوكولاته والقهوة والبهارات وحبوب الإفطار. وتم عرض نتائج بحث الفشار في اجتماع يوم الاثنين بالجمعية الكيميائية الأميركية.
ونقلت «يو إس إيه توداي» عن فينسون أن الـ«بوليفينول» يتركز في القشرة لأن فشار الذرة لا يحتوي على الكثير من الماء، كما أنه من الحبوب الكاملة مائة في المائة، في حين أن الأطعمة الأخرى التي تحتوي على الـ«بوليفينول»، كالفواكه والخضراوات، تحتوي على كميات كبيرة من الماء.
لا يتعرض فشار الذرة لمعالجة كبيرة. ويقول فينسون: «نحن نعلم أن الحبوب الكاملة مفيدة لنا في مكافحة عدد من الأمراض المزمنة، ولكن لا نعلم لماذا. اعتقد الناس أن الألياف تجعل من فشار الذرة اختيارا صحيا، ولكن في رأيي، فإن الذي يجعل الفشار صحيا هو جمعه بين الألياف والبوليفينول» تحتوي الفواكه والخضراوات على الـ«بوليفينول»، فضلا عن فيتامينات ومعادن لا توجد في الفشار، ويوضح قائلا «لا أريد أن يعتقد الناس أنهم بتناولهم الفشار يحصلون على كل ما يحتاجون إليه من البوليفينولات. ولا أريدهم أن يظنوا أن الفشار بديل للفواكه والخضراوات».
وما زال الباحثون يختبرون تأثير الـ«بوليفينول» على الجسم. وذكرت كانثا شيلك، المتحدثة باسم معهد تكنولوجيا التغذية، الباحثة في كيمياء الأطعمة التي أجرت دراسات على الفشار، أن النتائج الأخيرة تؤكد نتائج أبحاث أخرى عن هذا الموضوع.
وأوضحت قائلة: «يحتوي الفشار على مضاد للأكسدة هو حمض الفيروليك ferulic acid الذي يوجد أيضا في الفاصوليا، والذرة، والأرز، والقمح والشعير وحبوب أخرى. ووجد أن لحمض الفيروليك فاعلية في علاج أمراض مثل السرطان والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية ومرض تلف الخلايا والوصلات العصبية المعروف بألزهايمر Alzheimer›s، بفضل نشاطه المضاد للأكسدة والالتهابات».
ولكن لا يوجد ما يضمن أن البوليفينولات ستظل في الجسم لفترة تكفي لإحداث تأثير. وتقول شيلك: «من الممكن أن يهضم الفشار داخل الجسم بسرعة. إذا كانت البوليفينولات توجد غالبا في القشرة، التي هي في الأساس عبارة عن ألياف غير قابلة للذوبان ولا يتم هضمها، فإنها لا تظل في جهازنا الهضمي لفترة طويلة من الوقت، وقد لا نمتص كل مضادات الأكسدة. ربما تكون القشرة محملة بالمواد الغذائية التي تتخلص منها أجسامنا سريعًا، وبالتالي فإن القشرة تعمل كجهاز طرد».
فوائد مبالغ فيها
يتشكك بعض خبراء التغذية في المبالغة في الفوائد الصحية للفشار، وخاصة بالنظر إلى أنه عادة ما يضاف إليه كثير من الملح والزبدة والزيت مرتفع الدهون.
وتقول بوني ليبمان، مديرة التغذية بـ«مركز العلوم للمصلحة العامة» (Center for Science in the Public Interest)، وهي مجموعة متخصصة في شؤون المستهلك قامت بتحليل السعرات الحرارية التي يكتسبها الجسم من تناول الفشار أثناء مشاهدة الأفلام في دور السينما، إن علبة صغيرة من الفشار من دون زبدة أثناء مشاهدة الفيلم تعطي الجسم ما يزيد على 650 سعرا حراريا، بينما تعطي العلبة الكبيرة 1200 سعر حراري.
وتقول ليبمان: «أضف إلى ذلك أن الأدلة على أن البوليفينولات يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالمرض ما زالت أدلة مبدئية. وبالنظر إلى أن 2 من كل 3 بالغين أميركيين و1 من كل 3 أطفال يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، فإن أفضل نصيحة نقدمها هي التسلية بالفواكه أو الخضراوات الطازجة والابتعاد عن الوجبات الخفيفة أثناء مشاهدة الأفلام».
وتقول شيلك إن تناول الفشار أثناء مشاهدة الأفلام اكتس سمعة سيئة بسبب الأشياء التي يضعها الناس فيه. وتستطرد قائلة: «لا مشكلة في تناول الفشار مع قليل من الزيت أو الزبدة وسط نظام غذائي متوازن. فالفشار الغارق في الملح أو الزبدة ضار للغاية، أما رش القليل منه مع تناول الفشار بكميات معتدلة فهو مفيد للجسم وللروح أيضا».