وحيد في عيد الحب .. لكن

وحيد في عيد الحب
وحيد في عيد الحب

عندما يأتي عيد الحب من كل عام تتوحد مشاعر العالم بمختلف ثقافاته، ومعتقداته، وطبيعته ليتحدث بلغة مشتركة ألا وهي لغة المشاعر، حين تترجم دقات القلب إلى أجمل الكلمات وأرق النسمات الإنسانية حيث تخترق القلوب والعقول تنقي ما بها من بقايا آلام أو كراهية.
 
وبينما تتدفق السعادة بين قلوب المحبين اتنين اتنين، نجد هناك في مكان بعيد شخصا جالسا وحيدا لم تحقق له الحياة ما تمناه فقد تاه بين جنبات الدنيا بمفرده وأصبحت فكرة الحبيب بالنسبة له شيء أشبه بالمحال رغم مشاعره الجياشة، لكنه يتعثر في عقبات القدر التي وضعت حائلا بينه وبين حلم حياته.
إذا ما الحل؟ هل يستسلم للوحدة؟ يأتي عليه عيد الحب ويذهب دون أن يستشعره؟
لا.. لا تستسلم يا قلبي فأنت لست وحيدا كما تتخيل لأن الله قد منعك ليعطيك فحاول نسيان ما منع عنك وتذكر والتفت لما حولك من جمال ونعم استمتع بها واحتفل بعيد حبك لكن على طريقتك الخاصة التي قد يحسدك الآخرون عليها.
هيا هيا انهض من عزلتك وانطلق في هواء الحب تدفعك مشاعرك للأمام وإليك بعض الأفكار الرائعة حتى يصبح عيد الحب هذا ذكرى لاتنسى.
دلل نفسك:
ينفق كل من له شريك كثير من المال على الهدايا الباهظة من زهور، وحلوى، ودعوات على العشاء ورحلات، وقد تنقسم هذه الهدايا على ثلاث فقد يرافقهما أحد، أما وأنت مع نفسك فلن تتكلف الكثير لأن القسمة ستكون على واحد ولن تشعر بالقلق على شيء.
فالمتعة هنا ستتركز عليك وحدك حيث يمكنك استخدام بعض المال الذي تدخره لإنفاقه على نفسك:
- يمكنك شراء شيء كنت تتلهف عليه قبل أن يأتي عليك هذا العيد.
- جدد دولاب ملابسك ببعض الملابس الأنيقة.
- اذهب لمنتجع سياحي تحظى هناك بفرصة للاسترخاء وراحة البال.
- افعل كل ما تتمنى وما تريد.
- قل لنفسك إنه يومي أنا واخرج واستمتع بوقتك ولن يلاحظ أحد ذلك.
أقم حفلك الخاص:
بالطبع سيتم دعوتك إلى العديد من الحفلات لكنك ستعتذر لأن جميع الحضور سيكونون في صورة ثنائيات بينما أنت الفرد الوحيد بينهم، ورغم ذلك لما لا تقبل الدعوة وتذهب حتى ولو لقضاء القليل من الوقت، تستمتع تأكل وتلعب مع المقربين من أصدقائك.
لاتضيع هذه الدعوة لأنك:
- ستستمتع بتذوق أشهى الأطعمة التي تفضلها بدلا من أن ترهق نفسك بطهي الطعام.
- تغني وتمرح مع أقرب الأصدقاء والأقارب.
- قد تكون فرصة من ترتيب القدر لتلتقي بنصفك الآخر وتصبح مثل الباقين.
من ناحية أخرى يمكنك إقامة حفلك الخاص بك ولك وحدك ولتحقيق هذا أنت بحاجة إلى الأشياء التالية:
- شموع.
- زهور.
- شيكولاتة.
- طبق شهي.
- حمام زيت.
- تذكرة للسينما أو الملاهي. 
افعل شيئا لطيفا لنفسك كأن تأخذ حماما طويلا دافئا على ضوء الشموع.
- يمكنك استئجار أو الذهاب لمشاهدة فيلم مناسب تفضله.
- تجنب مشاهدة الأفلام الرومانسية تماما. 
- اشتر لنفسك بوكيه من الزهور المفضلة لك أو صندوقا من الشيكولاتة فتكون أنت على الأقل الذي اخترت ما رغبت.
- اتصل بصديق لم تتواصل معه منذ فترة أو تصالح مع شخص كان بينك وبينه سوء تفاهم من قبل.
- قم بعمل يدخل السعادة على شخص آخر مثل الذهاب إلى دار للأيتام، أو المسنين أو حتى زيارة بعض المرضى لتقدم لهم بعض الزهور أو الحلوى فإدخال البسمة على إنسان يعد من أسمى معاني الحب والسعادة.
استرخ:
لاتفعل شيء على الإطلاق، فكونك وحيدا في عيد الحب في حد ذاته خروج من سجن الحياة التقليدي المتمثل في إنفاق المال على كروت التهنئة، وممارسة أنشطة قد مللت منها فقط افعل الآتي:
- امكث في المنزل.
- استلق على الأريكة.
- اشعر بالسعادة فقد انقذت نفسك من الإرهاق المادي.
- يمكنك بعدها أن تذهب في إجازة نهاية الأسبوع للاستمتاع بالمال الذي ادخرته بعيدا عن عيد الحب.
- احتفال الآخرين بعيد الحب لايعني أنك مجبر على الاحتفال به.
اقضيه مع أصدقائك:
إذا كنت امرأة فلماذا لاتقضين عيد الحب مع صديقاتك تتبادلن الأحاديث الممتعة أو تخرجن للاستمتاع بالهواء الطلق في أي مكان تفضلنه، أما إذا كنت رجلا فأمامك الكثير من الخيارات مع أصدقائك من الرجال فما أجمل لقاء الأصدقاء حيث تناول أشهى الوجبات، والعصائر اللذيذة شاعرين بسعادة غامرة لأنكم لم تضيعوا أموالكم أو أوقاتكم في القيام بأي عمل متهور كما يفعل البعض.
مارس هواية تحبها ولم يكن لديك وقتا لها:
أحيانا يكون للشخص هواية وحيدة وخاصة الرجال، هواية تهديء أعصابك وتميل إليها لكن لاتمنحك مشاغل الحياة الوقت لها، لذلك يعتبر عيد الحب وقتا مناسبا لممارستها، كأن تعود إلى لعبة مسلية من ألعاب الفيديو أو رياضة الجري والانطلاق، أو قراءة كتاب كوميدي وغيرها من الهوايات المسلية، لتنسيك مناسبة عيد الحب هذه بإنجازك لشيء تعشقه.
اخرج من المدينة:
إذا كان لديك الوقت والمال، فهذه أفضل فرصة للسفر في رحلة ممتعة، ليس من الضروري أن تغادر الدولة بالكامل، إنما فكر في الذهاب إلى مدينة جديدة داخل وطنك لزيارة صديق لم تزره من فترة طويلة أو الذهاب لاستكشاف مدينة جديدة، وبذلك تقضي معظم يوم عيد الحب على متن طائرة، أو سفينة أو سيارة مما يسهل عليك نسيانه.
اقضيه كأي يوم عادي:
لاتنس أن هذا اليوم ليس عيدا دينيا حتى تضطر للاحتفال به، ولست مجبرا على ذلك، فلا يعني احتفال الآخرين به أن تفعل مثلهم، فتعامل معه كأي يوم عادي حيث تذهب لعملك، وتتناول الغذاء، وافعل كل الأشياء التي تعتاد على القيام بها بصفة يومية، لأنه لن يستمر إلا مجرد 24 ساعة تقضي معظمها في العمل وبعد ذلك في النوم وسينتهي بسرعة لم تتصورها.
اصنع مفاجأة لشخص عزيز:
تدور بنا الدنيا في زحمة الحياة اليومية لدرجة تنسينا أن أطفالنا وأبنائنا في مرحلة الزهور بحاجة إلى أن يتذكرهم أحد، حيث يشعر المراهقون أنهم مهملون وخاصة في بعض المناسبات التي تخص الكبار مثل عيد الحب، فلماذا لا نفاجئهم بهدية جميلة في هذا اليوم كأن نقدم لهم باقة رائعة من الزهور الحمراء تعبيرا عما نكن لهم من حب أو نأخذهم في رحلة ممتعة نقضيها سويا وبهذا نكون قد احتفلنا بعيد الحب مطبقين أحد أجمل أنواعه.
حاول التخفيف عن شخص له معاناة:
قد يكون بأسرتك شخص عانى هذا العام من انفصال، أو طلاق أو أي مشكلات في العلاقة الزوجية بينه وبين شريكه، لذا حاول زيارته والأخذ بيده في هذا اليوم للمرح والاستمتاع الأسري معا فما أجمل أن تدخل البسمة على إنسان حزين وخاصة لو كان من دمك.
تأمل حقيقة الحياة وحكمة القدر:
لما للتأمل من فوائد عظيمة الأثر على النفس الإنسانية علينا ممارسته كلما سنحت لنا الفرصة، ويعتبر عيد الحب مناسبة جميلة ندرب بها عقلنا ونروض فيها مشاعرنا بجلسة تأملية مع النفس، فقد نشعر بالحزن لما نعانيه من وحدة في هذه الدنيا، لكن بالطبع هناك حكمة وعظة من هذا الابتلاء والموقف الحياتي.
فحاول عزيزي الوحيد في عيد الحب بدء رحلتك التأملية بالنظرات التالية:
- نظرة إلى جوهر الحياة الدنيا، فنحن نعلم أنها ليست إلا دار فناء واختبار يبتلينا الله بها لا ليعذبنا إنما ليخفف عنا فكلما عانينا كلما محيت ذنوبنا.
- حب الزوج لزوجه أو العاشق لمعشوقه ما هو إلا نوع واحد من باقة زهور الحب، فهناك حب الوالدين، حب العبد لربه، حب الأب والأم لأبنائهما، حب الصديق لصديقه، حب الإنسان لعمله ولهواية يعشقها فإذا شاء القدر أن تحرم من نوع منها فاعلم أنه سيعوضك في الأنواع الأخرى فحاول استثمارها ووجه ما بقلبك من مشاعر نحو أي منها حتى تمتع النفس والروح وسوف تسعد كثيرا صدقني.
- إليك فكرة مدهشة، اترك هذا العالم الصاخب واختلي بنفسك تتحدث مع حبيبك الحقيقي الذي إن سألته يعطيك وإن أخطأت يغفر لك ومن يسمعك دون أن يفشي سرك، من يمنعك ليعطيك أفضل منه، مالك هذا الوجود الله الواحد القهار الرحمن الرحيم، وتقرب إليه واطلب منه المغفرة، تحدث معه بقراءة القرآن، اسجد له فيالها من لحظة حب عندما نناجي الله، أؤكد لك أنك ستشعر براحة وحنو لم تشعر بهما من قبل فاحتفل مع ربك.